عدو "مبارك" و"الجماعات الإسلامية".. يوسف شاهين في ذكراه الـ92
"يوسف شاهين" من أعلام السينما المصرية، عرف على مستوي العالم كأجرأ مخرج في السينما، وتحل اليوم ذكري ميلاده الـ92 بالتزامن مع ذكري ثورة 25 يناير، التي تنبأ بحدوثها في أشهر أفلامه "هي فوضى"، وكان ليوسف شاهين آراؤه السياسية الواضحة.
وكان شاهين من أبرز معارضي الرئيس الأسبق حسني مبارك، كما كان معاديا لجماعات "الإسلام السياسي"، وكانت خلافاته مع رموز النظام المصري، سببا في أن يعمل من خارج مصر في الفترة من 1964 لـ 1968، ليعود لبلده بمساعدة عبدالرحمن الشرقاوي.
وتبلورت أراء يوسف شاهين في عدد كبير من أفلامه، ففي عام 1973 قدم فيلم "العصفور" 1973 وكان يشير فيه إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 هو الفساد الموجود في البلد، وكان لفيلم "باب الحديد" واقع صادم لجماهيره، حيث قدم صورة محببة للمرأة العاهرة، كما أثار فيلم المهاجر عام 1994 غضب الأصوليين لأنه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام، وتنوعت أفلام شاهين في مواضيعها، ما بين الصراع الوطني والطبقي والاجتماعي والتحليل النفسي.
ولد "يوسف شاهين" في الخامس والعشرين من يناير 1926، في عروس البحر الأبيض المتوسط "الإسكندرية"، وينتمي لأسرة مسيحية من الطبقة المتوسطة، لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان وأم من أصول يونانية.
وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة إلا أنه حصل على مستوي تعليمي جيد، فدرس بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، وحصل منها على الشهادة الثانوية، وبعد انتهائه من دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي يدرس فنون المسرح.
بدأ "شاهين" حياته الفنية بعد عودته من الخارج بمساعدة المصور السينمائي "أل?يزي أورفانيللي"، فكان "بابا أمين" 1950 هو أول أفلامه ،و اعتمد فيه على الفانتازيا، والتي كانت غريبة على السينما المصرية، حيث صور الفيلم حياة شخص بعد الموت، وقامت ببطولته الفنانة فاتن حمامة مع حسين رياض وكمال الشناوي وماري منيب وفريد شوقي وهند رستم، وفي 1951 شارك ثاني فيلم "ابن النيل" قدمه بمهرجان أفلام كان .
"حين أستعرض مشواري مع السينما المصرية بكل سلبياته وإيجابياته.. وبكل ما قدمت من إضافات وبكل ما حصلت عليه من عذابات.. أستطيع القول إنني أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وأن رحلتي مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها".. كلمات شاهين عن مشواره السينمائي الحافل، حيث قدم ما يقارب من 37 فيلما طويلا و5 أفلام قصيرة، نال عدد منها جوائز وترشيحات لمختلف الجوائز في العالم، أهمها جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان السينمائي.
وحصل فيلمه "الاختيار" على جائزة التانيت الذهبية من أيام قرطاج السينمائية، وحصل فيلم "إسكندرية..ليه؟" علي جائزتي الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي في عام 1979، وأفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي في عام 1989.
وفي فجر الأحد 27 يوليو عام 2008، رحل "جو" عن عالمنا إثر دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من ستة أسابيع وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثوليك بمنطقة العباسية بالقاهرة، ودفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه ، وأقيم العزاء في مدينة السينما بالقاهرة وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمدافع عن الحريات.
اقرأ ايضًا..
مبادرات وحفلات وكليب.. أنشطة تجسد "2018 عام ذوي الاحتياجات الخاصة"
أسبوع "التراث الليبي" ضمن فعاليات الأقصر عاصمة للثقافة العربية