تيلرسون: تركيز أمريكا يتجه الآن إلى النفوذ الإيراني في سوريا
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الخميس، أن الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في جامعة ستانفورد حول استراتيجية بلاده لمساعدة سوريا لإنهاء الحرب الدائرة فيها منذ 7 سنوات، أوضح أن واشنطن سوف تعيد تنشيط الجهود الدبلوماسية مع الإبقاء على القوات الأمريكية المتمركزة فى سوريا فى المستقبل القريب، وذلك فى إطار تركيزها الجديد على مواجهة إيران إلى جانب مواصلة العمل على تحقيق الاستقرار السياسى الشامل فى البلاد.
وأضاف تيلرسون أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تريد الانخراط في سوريا مع تزايد التهديد الإيراني وتقهقر تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار إلى تعزيز إيران لتواجدها بشكل كبير في سوريا من خلال نشر قوات الحرس الثوري الإيراني ودعم حزب الله اللبناني والاستعانة بقوات تحارب بالوكالة من العراق وأفغانستان وباكستان ودول أخرى.
واتهم إيران بإنفاق المليارات لدعم الرئيس السورى بشار الأسد وشن حروب بالوكالة، وهي أمور تم ذكرها اثناء الاحتجاجات الإيرانية فى جميع أنحاء البلاد شهر يناير الجاري.
أعلن تيلرسون أن الولايات المتحدة ستحول تركيزها في سوريا صوب التحرك للحد من النفوذ الإيراني هناك، وذلك في خطابه بشأن السياسة الأمريكية حيال الأزمة السورية الذي عكس وجود تغيير في استراتيجية الولايات المتحدة هناك بعيدًا عن تنظيم داعش الإرهابي.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية تصريحات وزير الخارجية تيلرسون من بين أكثر التصريحات وضوحا حتى الآن التى وضعت الحد من نفوذ طهران فى سوريا كهدف للسياسة الأمريكية فى سوريا، مستشهدة بما قاله ترامب في كلمة ألقاها العام الماضي بأن هذا التحول يعد جزءا من جهد أوسع من جانب إدارته لمواجهة ما تعتبره نفوذا خبيثا لإيران في الشرق الأوسط.
وإجمالا، أوضح تيلرسون "خمسة اهداف نهائية رئيسية" تسعى إدارة ترامب إلى تحقيقها فى سوريا؛ وهي: منع تهديدات جديدة من تنظيمى داعش والقاعدة ودعم عملية بقيادة الأمم المتحدة لانتقال السلطة التدريجى بعيدا عن قيادة الأسد بالإضافة إلى الحد من نفوذ إيران فى سوريا وتهيئة الظروف فى البلاد كى يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى بلادهم بأمان وطوعاً وأخيرا ضمان خلو سوريا من أسلحة الدمار الشامل.
وأكد مواصلة الولايات المتحدة "مبادرات تحقيق الاستقرار فى المناطق المحررة" مثل إزالة الألغام الأرضية غير المفجرة التى زرعها داعش والمساعدة فى إعادة فتح المستشفيات والمدارس .. غير انه اوضح ان الولايات المتحدة لن تساعد فى إعادة إعمار الأراضي التى تخضع لسيطرة الأسد.
وتابع تيلرسون قائلا "لن يقدم الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة والشركاء الإقليميون أي مساعدات دولية لإعادة إعمار أى منطقة خاضعة لسيطرة نظام الأسد. ونطالب جميع الجهات المعنية بمستقبل سوريا أن يفعلوا الشيء نفسه".
ورجحت الصحيفة الأمريكية أن يضع هذا الموقف الولايات المتحدة على خلاف مع روسيا، باعتبارها أحد المؤيدين الرئيسيين لبشار الأسد.
وفي هذا الصدد، قال تيلرسون إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ترتيبات "نزع فتيل الصراع" لضمان سلامة قوات كل منهما في سوريا، ودعا روسيا إلى ممارسة مزيد من الضغوط على نظام الأسد للمشاركة في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.
واعترف تيلرسون بأن الحل النهائي للنزاع السوري لن يأتي قريبًا، قائلا "إن التغيير قد لا يأتي على الفور كما يأمل البعض، بل من خلال عملية تدريجية للإصلاح الدستوري وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة".
وأفادت "وول ستريت جورنال" بأن تيلرسون أدلى بهذه التصريحات في مناسبة استضافتها مؤسسة "هوفر" ومعهد فريمان سبوجلي للدراسات الدولية بجامعة ستانفورد، وأعقبت كلمته جلسة أسئلة وأجوبة أدارتها وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، وهي أستاذة في جامعة ستانفورد، مشيرة إلى أن تيلرسون وصل إلى كاليفورنيا بعد يوم واحد من اجتماع في فانكوفر، كولومبيا البريطانية، مع كبار المسؤولين من 20 بلدًا لمناقشة تعزيز تنفيذ العقوبات ضد كوريا الشمالية.
وأضافت أن تركيز إدارة ترامب في سوريا حتى الآن ينصب على مواجهة تنظيم داعش المتطرف، ومع ذلك، كانت هناك مناقشات حول تحويل التركيز على إيران في سوريا وتزايد التوقعات بأن الولايات المتحدة لن تسحب قواتها العسكرية حتى بعد دحر داعش.
اقرأ أيضًا
المعارضة السورية في واشنطن تسعى لاستئناف معونة المخابرات الأمريكية