هل تؤدي احتجاجات إيران إلى قلب نظام حكم الملالي؟
انتفض الشعب الإيراني منذ الخميس الماضي، ضد نظام الملالي الحاكم، ونظم عشرات المظاهرات في مختلف المحافظات الإيرانية، ضد الأوضاع الاقتصادية في البلاد، الأمر الذي طرح سؤالا هاما، هل هذه الاحتجاجات والتظاهرات ستؤدى لقلب نظام الحكم في إيران؟
النظام مرعوب
بعد مرور أسبوع على الاحتجاجات، ظهر تقرير "مسرب"، يؤكد خشية القادة الإيرانيين من تحول مطالب المتظاهرين من اقتصادية إلى سياسية، لاسيما مع رفع المتظاهرين شعارات سياسية من بينها "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى خامنئي، بحسب ما ذكرت "سكاي نيوز عربية"، كما أبرز التقرير، الجرأة في تحدي المرشد الأعلى الذي يتبوأ منصبًا دينيًا لم تصل إلى هذا الحد في احتجاجات عام 2009، فقد حمل المتظاهرون شعارات ضد خامنئي.
رغم مخاوف النظام الإيراني، استبعد فلاديمير ساجين، كبير الباحثين العلميين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن تؤدي الاحتجاجات في إيران إلى اندلاع ثورة في الجمهورية الإسلامية ولكنه سيتسبب بعواقب سياسية داخلية جدية لأنه يدل على أن السكان غير راضين عن السياسة الخارجية لسلطات طهران وتعبوا من القيود الدينية المفروضة عليهم.
أكبر احتجاجات منذ عام 2009
قال ساجين في حديث أدلى به لوكالة "نوفوستي" الروسية، إن الاضطرابات الحالية، وهي أكبر الفعاليات الاحتجاجية في إيران منذ التظاهرات في عام 2009، بدأت بالاستياء من الوضع الاقتصادي ولكنها سرعان ما تحولت للتعبير عن الاستياء من سياسة السلطات الحالية، وأن القسم المثقف من سكان البلاد غير راض عن القيود المفروضة عليه من قبل العناصر الإسلامية في النظام الحاكم في إيران، ورغم ذلك فأن الحكومة الحالية، برئاسة حسن روحاني، نفذت الكثير من الإجراءات وحققت نتائج في المجال الاقتصادي، بما في ذلك الملف النووي، ولكن النشاطات الإيرانية في العراق وسوريا واليمن تكاليفها المالية باهظة الثمن، وهو ما عرقل الحكومة عن تنفيذ كل خططها الاقتصادية.
الصراع بين الليبراليون والمحافظون
ويرى ساجين، أن الصدام في إيران بين مجموعتين سياسيتين، الأولى الإصلاحيون الليبراليون، التي يتزعمها الرئيس حسن روحاني، والثانية المحافظون الساعية للحفاظ على الطابع الإسلامي القوي، الذي فرضه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، وهذه المجموعة تتصادم أيضا مع الشباب الإيراني الذي يشكل 70% من السكان، الذين يرغبون في الاستماع إلى الموسيقى، وأن يمشي الشاب مع الفتاة وهو ممسك بيدها في الشارع دون خوف.
وقال ساجين: "رغم الصراع بين المجموعتين لا يزال مستمر، ولكن لا أعتقد أن الوضع الذي طرأ في إيران في نهاية ديسمبر سيؤدي إلى تغيير النظام هناك، طبعًا يشهد العديد من المدن المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية ولكنها لم تجمع الكثير من المواطنين، وفي الصراع السياسي الداخلي تبدو هذه الاضطرابات مفيدة لكل من الجانبين ولا أعتقد أن ثورة جديدة ستحدث في إيران وتطيح بالنظام الإسلامي في إيران".
إسرائيل لا تتوقع تغيرًا
في تقرير عن احتجاجات إيران، نشره مركز البحوث السياسية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، رأى خبراء إسرائيليون في الشأن الإيراني أن الاحتجاجات الإيرانية لا تشكل في الوقت الراهن تهديدًا لبقاء النظام، لكنها تضر به بشدة، وقد تهدد استقراره وبقاؤه مستقبلا ولكن ليس في الوقت الحالي، كما أن الكثير من المواطنين الإيرانيين لديهم مخاوف من تبعات المظاهرات حيث لا يريد أغلب الإيرانيين رؤية سيناريو سوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط يتكرر في بلادهم.
اقرأ أيضًا..