التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:57 م , بتوقيت القاهرة

"أسد على الآخرين ومع إيران نعامة".. تدخل تركيا في شؤون الدول يقف عند طهران

فجأة خرجت تركيا بموقف رسمي من الاحتجاجات التي تشهدها إيران، حيث قالت الخارجية التركية، في بيان رسمي لها، إنها تأمل في عدم تدخل أطراف خارجية في الشأن الإيراني.


وقالت "نأمل في ألا تكون هناك تدخلات خارجية في الشأن الإيراني ولابد من تجنب العنف والاعتداءات في المظاهرات حتى لا يحدث تصعيد في الموقف".


المثير للاستغراب أن الموقف التركي يتنافى تمامًا مع سياسة الحكومة التركية التي اعتادت الإدلاء بالتصريحات الفجة وهي تتدخل في شؤون دول أخرى مثل مصر وألمانيا وهولندا.


من 2011


ففي الشأن المصري اعتاد المسؤولون الأتراك، وعلى رأسهم رجب طيب أردوغان، التدخل في الشأن المصري بداية من 25 يناير، عندما قال أردوغان وهو رئيس وزراء وقتها "إن على النظام المصري برئاسة مبارك التنحي عن الحكم وأن تكون هناك حكومة انتقالية تقبلها كل الأطراف السياسية في مصر".


وعندها أدلى السفير المصري بتركيا وقتها عبدالرحمن صلاح الدين بتصريح للتلفزيون التركي قال فيه "الشعب المصري فقط هو من سيحدد ماذا سيحدث ومتى سيحدث".


ثم بعد ثورة 30 يونيو اعتاد أردوغان الإدلاء بالتصريحات المعادية لمصر بدعمه جماعة الإخوان الإرهابية واستضافة الهاربين من عناصرها في تركيا وإطلاق التصريحات التي تهاجم الحكومة المصرية والقضاء المصري كلما تم القبض على عناصر إرهابية، والدليل على ذلك "شعار رابعة" الذي يرفعه أردوغان وكأن نظام حكمه هو الذي تم إسقاطه في مصر.


مظاهرة هولندية


أما في هولندا فوصل التدخل التركي لمستوى لم يحدث من قبل في العلاقات بين البلدين، حيث أصرت تركيا على إقامة مظاهرة في مارس الماضي لعدد من مسؤوليها وسط الأتراك في هولندا من أجل الدعاية للتصويت لصالح التعديلات الأردوغانية للدستور التركي.


وبالطبع رفضت الحكومة الهولندية إجراء دعاية سياسية على أراضيها لدولة أجنبية.. ولكن مالم تتوقعه أمستردام كلها أن الرئيس التركي سيتهمها بالنازية ودعم الإرهاب وأن من حقه هو وحكومته التظاهر في أرض ليست تركية طالما فيها أتراك- على حد قوله.


وكما حدث مع مصر وصلت الأزمة إلى سحب السفراء وأصدرت وزراة الخارجية الهولندية تحذيرًا من السفر، حضت فيه رعاياها في تركيا إلى اتخاذ إجراءات الحيطة، مشيرة إلى "التوتر الدبلوماسي" بين البلدين.


سلاح الانتخابات


أما في ألمانيا التي تضم جالية تركية كبيرة العدد، فكان التدخل التركي يثير الذهول، فبسبب التوترات التركية الأوروبية منذ أزمة هولندا دعا الرئيس التركي الناخبين الأتراك حاملي الجنسية الألمانية إلى التصويت ضد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تدخل سافر في شؤون حكم وانتخابات دولة ذات سيادة وليست محافظة تركية، حيث قال "لكل أهلي في ألمانيا.. لا تصوتوا لهم، كلهم أعداء لتركيا".


ووقتها قال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل إن ما يحدث "تدخل غير مسبوق في شؤون دولة مستقلة".


اقرأ أيضًا


تركيا: نأمل عدم تدخل أطراف خارجية بمشاكل إيران


"العثمانيون الألمان".. مليشيا أردوغان في ألمانيا