صور.. روح البابا شنودة تتصدى لمهاجمي "مارمينا": "مصر وطن يعيش فينا"
"كان جالسا على مكتبه المتواضع، يحتسي كوبا من الشاي، وفي يده صحيفة يطالع أخبارها ببطء من خلف نظارته، متابعًا ما يدور من أحداث في وطنه، وبجانبه عكازه –فهو لا يقدر على السير دون سند-، وبالأسفل حذائه البلاستيكي، كما تعود أن يخلعه فور وصوله إلى مكتبه الخشبي".
كان هذا ما تبقى من أحد ضحيا حادث كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان بعد أن فاضت روحه إلى بارئها نتيجة عمل إرهابي استهدف الأبرياء.
البداية، عندما دقت عقارب الساعة، عند العاشرة والثلث، من صباح يوم بهيج، استعد فيه الأهل والأحباب ورواد الكنيسة، للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، فالقداس قائمًا وأصوات الترانيم تنشد وتتعالى من هنا وهناك، والبسمة ترسم الوجوه -فعيدنا لا يأتي إلا كل خريف- إلا أن الموت أحال بين أصحاب الوجوه المبهجة بعيدهم، ليستيقظ من سباته مناديًا 10 أشخاص، داعيهم لاستكمال مراسم الاحتفال معهم تحت التراب، وتنقذ العناية الإلهية 5 آخرين أصابتهم يد الغدر.
لم يكتف معدومو الإنسانية بما فعلوه بتدنيس محراب الكنيسة المقدس، ففي الخارج يجلس صاحب الخمسين ربيعًا -كما أوضحت الصور- وأمامه جثمانين لشقيقين، تسيل منهم الدماء، فالشقيقين كانا يعملان بمحل الأجهزة المنزلية، المجاول لكنيسة "مارمينا" والذي يملكه أيضًا مسيحي، ليسطر المشهد لأهالي الحي الغربي بحلوان أسطورة ستظل تتداول بينهم لفترات.
مشهد قاسي، فدماء الشهداء أغرقت الأرض، وتبدل الأبيض للأحمر، وتبعثرت الطلقات على الحوائط، لتستقر إحداها بجوار صورة لـ"البابا شنودة" مدونًا عليها كلمته الشهيرة: "مصر ليست وطن نعيش فيه، ولكنه وطن يعيش فينا".
واستهدف مسلحون كنيسة مارينا بحلوان، صباح اليوم الجمعة، بإمطارها وابلا من الأعيرة النارية مستهدفة قوات الأمن المتواجدة بالمنطقة، في محاولة فاشلة لاقتحام حرم الكنيسة، ما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص، وإصابة 5 آخرين.
وتمكنت قوات الشرطة، بمعاونة الأهالي، من تصفية أحد الإرهابيين وضبط الثاني بعد مطاردته، وتفكيك عبوتين ناسفتين بمحيط الكنيسة.
اقرأ أيضًا..
البابا عن حادث كنيسة مارمينا: "حياتنا بيد الله.. والشهداء ربنا بيختارهم"