"الشاطرة تغزل ولو برجل حمار".. مثل مصري شهير يعبر عن ذكاء ومهارة من يتم وضعه في المسئولية، ويعني أن الذكي من يستطيع التصرف والنجاح بأقل الإمكانيات وتطويع ما يملك لتحقيق الهدف المطلوب، ولكن يخالف عدد من الوزراء التقاليد والأعراف، ويطالبون المواطن المصري بتحمل الظروف الاقتصادية ونتائج الإصلاح، ويعارضون أنفسهم بتصريحاتهم المثيرة عندما يقارنون الإمكانيات في مصر بالدول الخارجية، مبررين إهمالهم وفشلهم في أعمالهم بضعف الميزانية وقلة الحيلة.

وهذا ما يتسبب في طرح سؤال هام وهو لماذا تتواجدون على مقاعدكم إذا لم تستطيعوا العمل؟

يبادرون بالمقارنة بين مصر والدول الأوروبية، دون النظر إلى المهام والإنجازات التي تحققها الوزارات في الخارج، ووسائل الترفية وسبل الراحة التي يتم توفيرها، والأجور أيضًا بالدول الأخرى. يحملون المواطن المصري الأعباء ويطالبونه بالصبر في حين أنهم لم يكونوا يومًا قدوة في ذلك.

كان آخر هؤلاء الوزراء، الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، عندما أشار خلال كلمته في مجلس النواب إلى أن أثناء سفره إلى إنجلترا للاطلاع على منظومة التأمين الصحي لديهم، وجد أن هناك 8 وزراء للصحة بعضهم لشؤون مجلس الدولة، ولكن في حقيقة الأمر أن وزارة الصحة بإنجلترا لا يتولاها هذا العدد، ولكن الوزير يُعين مساعدين له، فلماذا لم يستعن "عماد" بالخبرات لتعاونه طالما يشعر بالحاجة إلى مساعده.

وأشار "عماد"، إلى أن النظام الصحي فى إنجلترا يتعرض لمشاكل على الرغم من شهادة الجميع له بالانضباط والدقة، ولكن بسبب مشاكل التمويل هناك بعض العقبات التي تواجه النظام هناك، موضحًا أن الموازنة العامة والمخصصات المالية الفعلية لوزارة الصحة 48 مليار جنيه هي التي تدخل الوزارة حقًا وليست 54 مليار جنيه، ينفق منها على المرضى 2.5 مليار جنيه ومثلهم للتأمين الصحي، وأدوية بحد أقصى 10 مليار، وهذا يعني أن نصيب الفرد يقرب من 100 جنيه في العام، ولكن من الطبيعي أن كما يتعايش المواطن بأجره البسيط مع الظروف بعد قرارات الإصلاح الاقتصادي، أن يصبح الوزير قدوة له ويستخدم ما لديه من موارد لتوفير أفضل الأمور.

وأكد وزير الصحة، أنه لابد وأن تشارك هيئات أخرى في مسؤولية إدارة المنظومة الصحية في مصر على غرار الدول الأوروبية، متابعًا "طول عمر منظومة الصحة متعلقة في رقبة وزير الصحة، في حين أن الخدمات الصحية يجب تقدم من خلال هيئة معنية بذلك ويكون الوزير مسؤولًا عن الصحة العامة".

كما قال عمرو الجارحي، وزير المالية، إن اليابان تخصص 2.9 مليار دولار للتأمين الصحي الشامل، ومصر تمرر هذا القانون في فترة هامة جدًا، نظرًا لحديث العالم عن مدى أهمية التأمين الصحى، فهل وزير المالية لديه هذا المبلغ ليوفره من أجل التأمين الصحي للمصريين أم ما هو سبب ذكر هذا المبلغ؟

ويأتي وزير النقل ليقارن بين السلعة في مصر وفرنسا دون النظر إلى فرق العملة ومستوى الخدمة وتهالك القطارات وصيانتها في مصر فقرر المقارنة من وجهة نظره فقط، إذ قال "عرفات"، إن سعر تذكرة مترو الأنفاق في مصر تساوي "بيضة ونصف" وفي فرنسا تساوي "سبع بيضات".

اقرأ أيضًا

"الجعان يحلم بسوق العيش".. وزير النقل: "معندناش همبرجر عندنا طعمية وبيض"