التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:33 م , بتوقيت القاهرة

البريكست.. من صفقة خروج بريطانيا لصفعة الاستسلام

خيانة أو فشل أو استسلام.. تهم تلاحق صفقة البريكست أو "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" على الرغم من إصرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأن الصفقة التي تم التوصل لملامحها الأولى هي مكسب لكل بريطاني سواء كان مؤيدا أو معارضا.


بريطانيا عبرة لأوروبا


عند بدء المفاوضات كان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر صرح بأنه على الاتحاد الأوروبي أن يجعل من بريطانيا عبرة لكل دولة أوروبية تفكر في تكرار سيناريو البريكست والخروج من الاتحاد الأوروبي.


وطالب الاتحاد من لندن دفع فاتورة الطلاق وقدرها 60 مليار يورو، وعندها هاجمت وسائل الإعلام البريطانية المبلغ وقالت إنه مجرد تقدير عشوائي لمعقابة بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي.



وعندما حاولت الحكومة البريطانية التمسك بمطالبها هي الخروج من الاتحاد وعدم التخلي عن مزايا الاتفاقات التجارية الأوروبية والسوق الأوروبية الموحدة، ظهر تسريب وقتها من صحف ألمانية يقول فيه يونكر إن "تيريزا ماي موهومة وتعيش في مجرة أخرى".


وقال رئيس المفوضية "الاتحاد الأوروبي ليس نادي جولف" في إشارة للمسؤولين البريطانيين والذي قارنوا عضوية الاتحاد بأنها تشبه عضوية نادي يمكن إلغائها بدون دفع مصاريف إضافية.


الاستسلام


ولكن بعد المعاملة القاسية التي تلقتها بريطانيا وتصلب الموقف الأوروبي بحسب صحيفة "الإندبندنت" وصلت المفاوضات لدفع بريطانيا 40 مليار يورو، وهو ما يعني مصاريف إضافية تتحملها لندن التي تمارس التقشف حاليا.


وذلك على أن يتم التفاوض في النقاط الثلاثة الأخرى التي تقف عقبة أمام الخروج البريطاني النظيف وهي "حرية التنقل من وإلى بريطانيا - حقوق مواطني أيرلندا الشمالية - والمحاكم الأوروبية".


وبحسب تصريحاته في وكالة بلومبرج، قال نايجل فاراج زعيم حملة البريكست "ما يحدث ليس صفقة بل استسلام".


وقال "نحن سنستمر في منح محاكم أوروبية سلطة في بلادنا وكذلك سنستمر في وضع قوانين مشابهة في التجارة ما يعني أن بريطانيا لا يمكنها منافسة أوروبا في الاستثمارات الخارجية"



وأضاف "قدمنا كل هذا مقابل لا شئ.. فكل ما عرضوه علينا هو أنهم موافقون على المحادثات الخاصة باتفاقيات التجارة".


والأسوأ من ذلك أن الشروط الأوروبية تفرض على بريطانيا عدم البدء في مفاوضات تجارية مع أطراف غير أوروبية إلا في 2021 أي بعد 6 سنوات كاملة من استفتاء البريكست نفسه، وطوال هذه الفترة ستكون لندن تحت رحمة أوروبا.


اقرأ أيضا


جان كلود يونكر: تيريزا ماي تعيش في مجرة أخرى


تيريزا ماي تعبر عن تفاؤلها بعد التوصل إلى تسوية حول البريكست