على الرغم من مخالفة المجتمع الدولي لقرار الرئيس الأمركيي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، إلا أن "ترامب" أصر على اتخاذ القرار مستندا إلى عدد من السياسات الداخلية الضاغطة التي قادته للتسليم بصدور القرار وضرب عرض الحائظ بالقوانين الدولية.

وتربعت على رأس تلك الضغوط القاعدة الانتخابية التى مثلت لـ"ترامب" الانطلاقة لاتخذ قراره، وهو ما أكده مركز المستقبل للدراسات السياسية الذي أرجع اتخاذ القرار إلى عدد من العوامل.

كراهية اليمين المسيحي للعرب

شكل اليمين المسيحي أحد الأدوات الضاغطة التى دفعت "ترامب" لاتخاذ قرار بتهويد القدس، ويشكل هذا اليمين نسبة 75% ممن منحوا أصواتهم إلى "ترامب" طبقا لمركز"بيو"، وتتسم تلك الكتلة بكراهيتها الشديدة للإسلام والعرب حيث يؤمن 63% من المنتمين لهذا التيار بأن الإسلام هو أكثر الأديان حثًّا على العنف.

ويرى 51% منهم أن هناك نسبة مرتفعة من التطرف في أوساط المسلمين الأمريكيين. كما يؤمن أكثرهم بأن الإسلام لا ينتمي للنسيج الوطني الأمريكي (67%)، وأن هناك خلافًا جذريًّا بين الإسلام والديمقراطية (72%)، ويعتقد 60 % من اليمين المسيحى بوجوب التأييد الأمريكي لإسرائيل حتى في حالة تعارض المصالح الإسرائيلية والأمريكية.

الوعود الانتخابية لأمن إسرائيل

كما سلط التقريركذلك على ضغط القائمين على تمويل حملة "ترامب" لدفعه إلى إتخاذ هذا القرار، ويتربع على رأس الداعمين لـ"ترامب" الملياردير "شيلدون أديلسون"(Sheldon Adelson) ) صاحب أضخم التبرعات لحملة "ترامب" الانتخابية بمبلغ 35 مليون دولار، والمعروف بتوجهاته الصهيونية الصريحة، والذي أعرب عن عدائه الصريح للقضية الفلسطينية، قائلًا إن الحافز الوجودي الأول للشعب الفلسطيني هو تدمير إسرائيل. 

بالإضافة إلى تأثير صهره "جاريد كوشنر" زوج ابنته "إيفانكا" الذي ترعرع في عائلة يهودية ثرية ذات صلات وطيدة بإسرائيل، دفعته فى السابق إلى التبرع لإسرائيل بالملايين لدعم بناء المستوطنات الإسرائيلية.

الخوف من طهران

وينضم إلى قائمة الضغوط التى دفعت "ترامب" إلى اتخاذ هذا القرار، هو رؤيته للصراع الكبير بين الدول العريية السنية وبين إيران، والتى يعرف "ترامب" جيدا أنها تشكل ثغرة كبيرة، وهو ما جعلته يعتقد أن تغذيه الصراع بينها يدفع باتجاه تقارب الدول العربية مع أمريكا ضد "طهران"، معتقدا أن قرار تهويد القدس سيقود فى النهاية الى القبول بإسرائيل - على حد اعتقاده - 

اقرأ أيضا.. 

5 سيناريوهات ينتظرها العالم بعد قرار تهويد القدس

السفيرة الأمريكية بقبرص حول قرار القدس: إننا هنا لدعم "ترامب"