التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 01:32 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا يريد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟

أكدت شبكة CNN ووسائل إعلام إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعترف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ويبدأ عملية نقل السفارة الأمريكية لها بدلا من تل أبيب.


وقالت الشبكة إن مسؤولين رفيعي المستوى بالإدارة الأمريكية أكدوا لها هذا وأن القرار يتوقع اتخاذه اليوم الأربعاء.. على الرغم من حالة الرفض العربي الكامل للقرار الذي سيضر بعملية السلام.


وأشارت الشبكة إلى أن القرار الذي يرحب به مؤيدي ترامب المحافظين والحكومة الإسرائيلية كذلك، ولكنه في نفس الوقت يأتي وسط توقعات بأن يكون إعلان مبهم وغامض، فالبعض بحسب يتوقع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن في نفس الوقت يتم توقيع قرار تأخير نقل السفارة للقدس لمدة 6 أشهر.


لماذا يريد ترامب نقل السفارة للقدس؟


بحسب "مجلة نيويورك" فإن الرئيس الأمريكي يريد كسب الأصوات اليهودية في أمريكا بعدما لاحقته اتهامات بأن وجوده نفسه في الرئاسة الأمريكية يقوي النازيين الجدد واليمينيين المتطرفين المعادين للسامية وكارهي اليهود والمسلمين على حد سواء.


ترامب في القدس


ولكن بحسب قناة "سكاي نيوز" الإنجليزية فإن الرئيس الأمريكي معروف عنه تأييده الصريح لليمين المتطرف الإسرائيلي خاصة وأن شخصيات مثل عملاق الفنادق والكازينوهات في لاس فيجاس، شيلدون أديلسون، يعد مؤيدا متحمسا للجماعات اليهودية المتطرفة التي تمارس الاستيطان في القدس وقدم لهم 35 مليون دولار تبرعات، وهذه التبرعات اشترت له مقعدا بجانب الرؤساء الأمريكيين السابقين في حفل تنصيب ترامب يناير الماضي.


والمعروف عن شيلدون أديلسون أنه عبر عن غضب شديد من الرئيس الأمريكي بسبب تأخير قرار نقل السفارة.


مخاوف حتى في إسرائيل


رغم أن التصريحات الإعلامية من جانب المسؤولين الأمريكيين حول قرار الرئيس الأمريكي تأتي على هوى إسرائيل إلا أنه بحسب صحيفة "تايمز أو إسرائيل" فإن هذا لا يبدو كافيا لإرضاء اليهود.


والسبب في ذلك أن هناك مخاوف من أن يقوم الرئيس الأمريكي بتخفيف إعلانه ويأتي نص القرار بـ"الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل" وليس القدس كلها.


القدس الشرقية والقدس الغربية


وهذا يعني أن الرئيس الأمريكي سيتخذ موقفا مشابها للرئيس الروسي بوتين الذي كان أعلن في وقت سابق اعتراف روسيا بالقدس الغربية فقط عاصمة لإسرائيل وليس القدس كلها أو القدس الشرقية.


ومن هنا تظهر مشكلة فإذا كانت القدس بالنسبة للمسلمين هي أولى القبلتين والأقصى ثالث الحرمين، فإنها بالنسبة لليهود "العاصمة الأبدية غير المنقسمة".


ولذا كان الموقف الأمريكي منذ عشرات السنين هو ترك ملف القدس بدون تفاوض وبدون حسم.


ولكن هناك أيضا في إسرائيل مجموعات يسارية ترفض نقل السفارة الأمريكية للقدس خوفا من اشتعال الغضب والعنف خاصة وأنه منذ عقود لا توجد أي سفارات لأي دولة في القدس وكلها في تل أبيب.


حيث تقول صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية في تقرير بعنوان "الرئيس ترامب لا تقدم لنا أي معروف في القدس".. إن التغير الذي يتجه له الرئيس الأمريكي سيجعل الكثير من اليهود الأمريكيين منقسمين بين تأييدهم لقرار القدس وبين كراهيتهم لترامب نفسه.


وكذلك سيشعل الغضب بين الإسرائيليين والعرب مع إعلان حركة حماس إنها ستشعل الانتفاضة الثالثة، بينما تقول السلطة الفلسطينية إن هذا سيقضي على طموحات خطة السلام.


اقرأ أيضا..


الإيسيسكو تحذّر من خطورة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس


البيت الأبيض: ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل اليوم