إلى ذات النقاب الأسود.. "فرومكا" و"حجاب طالبان" في إسرائيل
تروج إسرائيل لنفسها باعتبارها دولة يهودية ودولة حديثة علمانية في الوقت نفسه، ولكن هذا لم يمنع انتشار النقاب وسط أبناء طائفة "الحريديم".
اسمه الـ"فرومكا"
لو نظرت للصور المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنقاب اليهودي والذي يسمى "فرومكا" فربما لن تجد فارقًا عن النقاب الذي ترتديه العديد من المسلمات حول العالم، بل إنك لن تعرف أن الأشخاص في الصور ينتمون للديانة اليهودية إلا بمشاهدة صور الرجال والصبيان فيها.
وكانت القائدة الدينية الإسرائيلية "بروريا كيرين" المتشددة، أكثر من شجع نساء طائفة الحريديم المنغلقة على ارتداء "الفرومكا" وهي الكلمة التي جاءت من مزج كلمة البرقع وكلمة التقوى بلغة اليديش.
وبحسب الإحصائيات، فإن أغلب أبناء طائفة الحريديم يتركزون في القدس وبيت شيميش، ويفرض أبناء هذه الطائفة على أنفسهم قوانين صارمة متشددة، منها الفصل بين الرجال والنساء في المواصلات العامة وحتى الحديث مع النساء ممنوع في الشارع والأماكن العامة والبعض من الرجال كان يخفي وجهه حتى لا يتم تصويره أو يتعامل مع غير اليهود أو النساء.
وإذا أرادت النساء الخروج فهذا يعني ضرورة ارتداء نقاب أسود وإخفاء ملامحها تمامًا.
أما الحريديم غير المتشددين جدًا فيدعون النساء على الأقل لتغطية الشعر والجسم ما عدا الوجه واليدين.
من أين جاءت هذه التعاليم؟
بحسب الحاخام اليهودي المتشدد آشير ميزا، فإن هذا الزي من تعاليم التوارة الأصلية، وأن الحاخامات الجدد في إسرائيل وأوروبا وأمريكا يغيرون هذه القواعد.
ويقول "ميزا" في قناة له على "يوتيوب"، إنه يجب على كل النساء والفتيات حتى الأطفال تغطية شعرهن والالتزام بالحجاب اليهودي المسمى بـ"ريديد" والـ"ميتباخت"، وهو عبارة عن قطعتي قماش تغطي الشعر والعنق تمامًا.
وقال صراحة "يجب أن نفعل الأمر الصحيح وهو ارتداء النقاب.. حتى ولو بدا هذا الآن تقليدًا لديانة أخرى وهي الإسلام".
وأضاف أن يهود اليمن حتى الآن ترتدي نساؤهم النقاب الأسود سواء كن متزوجات أم لا أو حتى صغيرات السن، وهذا ليس تقليدًا للمجتمعات الشرق أوسطية اللواتي يعشن بها ولكن لأن هذا هو الزي التاريخي لليهود.
طائفة طالبان
داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه ينظر اليهود العلمانيون للحريديم ومؤيدي الفرومكا باعتبارهم عبئًا على الدولة الإسرائيلية، حيث يأخذون أموال الدعم والمساعدات الاجتماعية ويرفضون التجنيد والقوانين العلمانية ويحاولون فرض قوانين دينية لا تناسب الحياة في القرن الواحد والعشرين.
وبحسب تقرير لوكالة "إيفي" الإسبانية فإن العلمانيين يسمون تجمعات اليهود أصحاب النقاب بـ"طائفة طالبان"، ويتم تسمية المنقبات الإسرائيليات بـ"أمهات طالبان".
وحتى جماعة "سيكريكيم" المتطرفة المعادية للصهيونية والتي يفترض أن تكون مشابهة للحريديم، وقفت ضدهم، ووجهت دعوة للنساء والفتيات اليهوديات بالابتعاد عن الحريديم وعدم الانضمام لهم بوصفهم مضطربين نفسيًا يهينون النساء.
يذكر أن الشرطة الإسرائيلية كانت أطلقت النار على إسرائيلية منتقبة في 2014 بعدما مرت عبر نقاط تفتيش بالقرب من حائط البراق بدون أن تتوقف للتأكد من هويتها، وذلك لأن معتقداتها الدينية تمنعها من الحديث مع الرجال.
اقرأ أيضًا
إلى ذات النقاب الأسود.. "اللئيمات" و"دارث فيدر" يرفعان "برقع أستراليا"