التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 05:20 ص , بتوقيت القاهرة

فتوى الأزهر للمنادين بحظر الحجاب: «زي الفطرة» فرض بنص القرآن

طرح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية إشكالية الحجاب بين الرفض والقبول، والتي أثيرت خلال الفترة القليلة الماضية، بعدما ظهرت بعض الأصوات المنادية بحظره، زاعمة بأن الحجاب ليس فرضًا على جميع النساء المسلمات، وأنه تشريع خاص بزوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ مدعين أن هذه المزاعم التي يرددونها هي قول جمهور العلماء بالاتفاق، وما كان عليه عمل الصحابة رضوان الله عليهم.


وردًا منه أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تقريرًا للرد على تلك الأصوات التي تنادي بحظر الحجاب، مؤكدًا أن مثل هذه الفتاوى «شاذة» و«متطرفة» ولا تمت للإسلام بصلة، وأن الحجاب فرض ثبت وجوبه بنصوص قرآنية قطعية الثبوت والدلالة لا تقبل الاجتهاد، وليس لأحدٍ أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يُقبل من العامة أو غير المتخصصين مهما كانت ثقافتهم الخوض فيها.


أدلة من الكتاب


وساق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أدلة من الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة، التي نصت على أن الحجاب فرض على كل نساء المسلمين، قول الله تعالى في سورة المؤمنون: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ»، وقوله جل شأنه في سورة الأحزاب: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا».


وتابع المركز قائلًا بإن الأمر في الآية الواردة في سورة الأحزاب، لزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناته، وعموم نساء المسلمين، وليس كما يدعي البعض أنه تشريع خاص ببيت النبوة؛ كما أن المُطالِع لكتب التاريخ والفقه الإسلامي على مر العصور، لا يجد رواية واحدة تشير إلى أن عمل الصحابة - رضوان الله عليهم - كان مخالفًا لهذه النصوص القرآنية، أو أن أحدًا منهم أفتى بأن الحجاب ليس فرضًا، ولا يجد كذلك قولًا واحدًا لأي عالم من علماء الأمة الثقات يبيح للمرأة عدم إرتداء الحجاب؛ بل نقل غير واحد من الفقهاء إجماع الأمة على فرضية الحجاب.


صالح المرأة


وشدد مركز الأزهر للفتوى بأن المتأمل بإنصاف لقضية فرض الحجاب، يجد أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزى الإسلامي الذى ينبغي للمرأة أن ترتديه، هو دعوة تتماشى مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرًا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشف الوجه والكفين وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويبقي على أنوثتها، ومكانها في قلب الرجل.


وقال مركز الأزهر بأن التزام المرأة بالحجاب يساعدها على أن يُعاملها المجتمع باعتبارها عقل ناجح، وفكر مثمر، وعامل بناء في تحقيق التقدم والرقي، وليس باعتبارها جسد وشهوة، خاصة وأن الله عز وجل قد أودع في المرأة جاذبية دافعة وكافية للفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها كي لا تُعامل على اعتبار أنها جسد أو شهوة.


كما أن الطبيعة تدعو الأنثى أن تتمنع على الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثر من حجاب ساتر، حتى تظل دائمًا مطلوبة عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.


 زي الفطرة


ووصف المركز الحجاب بأنه زي الفطرة، قائلا في تقريره بأننا نجد أن الذي فرضه الإسلام على المرأة، من إرتداء هذا الزي الذى تستر به مفاتنها عن الرجال، لم يكن إلا ليحافظ به على فطرتها، وبين أيدينا شواهد كثيرة لهذا؛ ففي الهند، والصين، واليابان، وإندونيسيا، وغيرها من بلاد الشرق، التي لم تفسد المدنية الغربية فطرة الناس فيها، نرى المرأة في هذه البلدان ترتدي زي الفطرة، الذى يكاد يكون صورة مطابقة للزي الذى يدعو الإسلام النساء المؤمنات إلى ارتدائه.


وأنهى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تقريره مطالبا بمن يروجون مثل هذه الفتاوى أن يكفوا ألسنتهم عن إطلاق الأحكام الشرعية دون سند أو دليل، وأن يتركوا أمر الفتوى للمتخصصين من العلماء، وألا يزجَوا بأنفسهم في أمور هم ليسوا لها بأهل، وأن يضعوا نصب أعينهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار».


اقرأ أيضا


أمين عام منظمة الجمارك العالمية يقدم التعازي لمصر في ضحايا الإرهاب


القنصلية الأمريكية بالإسكندرية تستضيف مبادرة لنقل فنون "الهيب هوب"