لماذا لم يكفر الأزهر مرتكبي حادث الروضة الإرهابي؟.. تعرف على الإجابة
على الرغم من أن الجماعات الإرهابية، استهدفت في آخر عملياتها الخبيثة بيتًا من بيوت الله، وكان آخرها حادث مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء، أثناء صلاة الجمعة، وهو الحادث الذي أسفر عن استشهاد 305 أشخاص وإصابة أخرين، إلا أن الأزهر الشريف لم يصدر أي بيانًا يؤكد خلاله خروج مرتكبو الحادث الآثم عن الدين الإسلامي ورفض أن يعتبرهم "كفارًا".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها الأزهر تكفير تلك الجماعات، فعقب كل حادث إرهابي تُشن سلسلة من الانتقادات ضد الأزهر الشريف، بسبب رفضه للتكفير، وكانت آخر الانتقادات الموجهة للأزهر من الإعلامي عمرو أديب.
وهاجم الإعلامي عمرو أديب، من خلال برنامجه، الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، بسبب تصريحاته حول الحادث الإرهابي الذي استهدف المصليين بمسجد الروضة الإرهابي، والتي رفض فيها تكفير الإرهابيين الذين قاموا بالعمل الشنيع ببئر العبد، والاعتراف بأن ما يفعلوه وراءه فِكر بداخلهم.
تكفير داعش
"مؤسسة الأزهر لا يمكنها تكفير منفذي حادث مسجد الروضة، فالأزهر لا يصدر أي أحكام، لأن ذلك يفتح أبوابًا لا يمكن غلقها"، هكذا قال الدكتور عباس شومان في أحد البرامج التليفزيزنية عقب حادث "الروضة".
والحقيقة أن الأمر يستحق البحث عن أسباب الأزهر التي تمنعه من تكفير تلك الجماعات التي لا تعبر عن أي ديانة سماوية، وماهي تلك الأبواب التي يتخوف الأزهريون من فتحها.
الأزهر ليس جهة تكفير
وقال الدكتور محمد الشحات، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن كلمة تكفير ليست هينة ولا أحد يملك أن يطلقها على الآخر، حتي لا تتحول الأمة لتكفير بعضها البعض، مؤكدًا أن الأزهر ليس جهة تكفير وأن القضاء وحده هو الذي يملك تكفير تلك الجماعات.
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه إذا استحل مسلم المحرمات فهو مرتد عن دين الإسلام وتجري عليه أحكام المرتدين، مضيفًا أن ممارسات الجماعات الإرهابية وإراقتهم للدماء استحلال لما حرمه الله، وبناءً عليه فإن الجهات العلمية والقضائية إذا تيقن لها ذلك فتحكم عليهم بالردة أو الكفر، وفي كل الأحوال يراعى الاحتياط، فهناك فرق بين من استحل حرمات الله، وبين التأويل.
خطورة التكفير
والحقيقة التي أوضحها العلماء، أن التخوف من فكرة التكفير هو تحول المجتمع نحو تكفير كل ما يراه مخالف للشرعة الإسلامية، والذي يليه استباحة للدم، حيث أن الكافر مباح دمه، فضلًا عن أن المجتمع سوف يتجه نحو تكفير بعضه البعض بسبب اختلاف الآراء.
وعلق الدكتور حسين عبد المطلب، عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بقنا، على مطالبات البعض بتكفير الجماعات الإرهابية، قائلًا "إن الدين الإسلامي لم يكفر أحدًا والمذاهب الأربع لم تكفر أحدًا، فالإسلام دين وسطي لا يكفر من شهد أن لا إله الا الله".
وأضاف عبد المطلب في تصريح خاص لـ" دوت مصر"، أن ما يقوم به الإرهابيون اليوم من سفك للدماء من الكبائر، وهؤلاء الإرهابيون إخواننا ولكن بغوا علينا والتكفير يكون للمرتدين، مشيرًا إلى أنه لو فتحنا باب التكفير لن ينجو منه العديد من الجماعات الإسلامية.
وأكد عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق، أن الدين الإسلامي لا يكفر أحدًا وأن التكفير ليس سهلًا، مؤكدًا أن تلك الحوادث الإرهابية من الكبائر التي يجب أن يحاسب الحاكم مرتكبيها.
اقرأ أيضًا..
ويسألونك عن الإرهاب.. خطط المؤسسات الدينية للرد على "داعش" وأخواتها
ويسألونك عن الإرهاب.. أسانيد داعش للاعتداء على المساجد "مجرد نصّ يراد به باطل"