منذ ظهور الجماعات التكفيرية والمتطرفة، والمؤسسات الدينية تعلن سعيها لمواجهتها، والعمل على دحض افتراءاتها ومزاعمها التي يروج لها أنصار الأفكار المتطرفة.

وأعلنت المؤسسات الدينية، منذ ظهور "داعش" وأخواتها على مسرح التطرف، قيام كل منها بإعداد استراتيجية مكثفة لتوضيح حقيقة الفكر المتطرف، والتعريف بخطورة ظهور تلك الجماعات الإرهابية التي تعتنق تلك الأفكار، مؤكدة على وقوفها كل من الأزهر الشريف، ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف، للدفاع والتصدي لكافة أشكال وأساليب المتطرفين، وتوضيح حقيقة تلك الأفكار للشباب، والدفاع عن الإسلام وتبرئته من تهم الإرهاب.

ورغم أن المؤسسات الدينية تواجه الجماعات التكفيرية، وتتصدى لكافة أشكال وأساليب أفكارهم المتطرفة، إلا أن انتشار أفكارهم لازال ينتشر ويتمدد، وتتزايد عملياتهم الإرهابية يوما بعد يوم.

والسؤال الذي يدور الآن ماذا قدمت المؤسسات الدينية في مواجهة الجماعات المتطرفة؟ وهل نجحت تلك الاستراتيجيات التي قامت بها المؤسسات الدينية؟

استراتيجة الأزهر

وردا من الأزهر قال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العامل مجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر الشريف منذ ظهور داعش وهو بكامل هيئاته وعلماءه وطاقته في حشد دائم لمواجهته، ودحضه، وتوضيح حقيقته، مشيرا على أن الأزهر منذ اليوم الأول لداعش، اتخذ خطوات سريعة لمواجهته، فقام بإنشاء مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، ومركز الأزهر لرصد الفتوى الإلكترونية، ومركز الأزهر للترجمة.

وتابع عفيفي: "شرع الأزهر في استصدار قانون جديد لمكافحة التطرف والعنف باسم الأديان، بالإضافة لقانون تنظيم الفتوى، وإعداد قوائم لمنع المتشددين من الظهور في وسائل الإعلام، كما قام الأزهر بهيئاته في تطوير مناهج المعاهد الأزهرية، لتوضيح حقيقة الفكر الإرهابي المتطرف، فيما قام بتنفيذ عدة مبادرات،  منها مبادرة الأزهر الشريف ضد التطرف، ومبادرة الحوار المجتمعي مع الشباب، ومبادرة جناح الأزهر بمعرض الكتاب.

ونوه أمين البحوث الإسلامية إلى تنظيم عدة مؤتمرات عالمية، آخرها مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، والذي عقد بحضور بابا الفاتيكان للدفاع عن الإسلام، والتعريف بحقيقة الإرهاب، مضيفا أن من بين جهود الأزهر الشريف في مواجهة التطرف، وما قام به الأزهر ومؤسساته تسيير القوافل الدعوية، وقوافل السلام التي جابت أوروبا وإفريقيا وآسيا.

وحول منشورات الأزهر في مواجهة منشورات الجماعات التكفيرية، قال عفيفي إن كل هيئة من هيئات الأزهر تقوم بإصدار منشورات وكتب توضح حقيقة فكر التطرف، فمجمع البحوث الإسلامية يقوم بإصدار سلاسل كتب عن حقيقة الفكر المتطرف، كان آخرها كتاب الفكر الديني وقضايا العصر، وكتاب الأزهر في مواجهة الفكر الإرهابي، للإمام الأكبر شيخ الأزهر، ومرصد الأزهر له مجلة دورية شهرية، بالإضافة للنشرات التي يصدرها، ولدى الأزهر مجلة وجريدة وبوابة إلكترونية وفضائية.

جهود دار الإفتاء

فيما يجيب الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، على السؤال قائلا: أن دار الإفتاء تقوم بجهودها في إطار مواجهة ومكافحة الفكر المتطرف، ودحض افتراءاتهم ومزاعمهم، مشيرا إلى أن الدار دشنت مبادرات متعددة من أبرزها إنشاء أمانة عامة لدور هيئات الإفتاء في العالم لتوحيد الجهود في مواجهة الإرهاب والتطرف، كما قامت بإنشاء مرصد الإسلاموفوبيا، ومرصد آخر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، بالإضافة للمؤتمرات العالمية التي تقيمها الدار في مواجهة الفكر التكفيري.

وأبرز نجم بأن الدار تقوم بنشر كتب متعددة في دحض الأفكار المتطرفة، وتعمل على دورات لإعداد مفتين من مختلف دول العالم وتدريبهم على الفتوى، وإعطائهم دورات في العلوم الشرعية ليكونوا سفراء للإسلام في دول العالم.

كتب الأوقاف

بينما يجيب الشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الاوقاف، بأن للوزارة جهود عديدة في مواجهة الفكر المتطرف، أبرزها إحكام سيطرتها على المساجد والزوايا في مختلف محافظات مصر، ومنع المتشددين من الصعود على المنابر، وقد نجحت الوزارة في ذلك، بالإضافة لمشروع المساجد الجامعة التي تؤهل الشباب وتحارب نشر الفكر المتطرف.

ونبه طايع إلى وجود إصدارات متعددة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لتوضيح الفكر المتطرف وبيان حقيقة الجماعات الإرهابية، مشيرا على أن أغلبية تلك الكتب قام بوضعها علماء كبار ومفكرين إسلاميين بارزين، من ضمنهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

وقال طايع من ابرز إصدارات وزارة الأوقاف كتاب الدين والدولة للدكتور محمد مختار جمعة، بالإضافة لكتاب حماية الكنائس، وكتاب الإسلام يتحدث عن نفسه، وكتاب الموسوعة الإسلامية العامة، وكتاب التعايش السلمي للأديان وفقه العيش المشترك : نحو منهج التجديد، وكتاب نحو تجديد الفكر الديني، وكتاب ضلالات الإرهابيين وتفنيدها.

اقرأ أيضا

رئيس جامعة الأزهر يطمئن على طالب سقط من إحدى شرفات المدينة

الإفتاء لمهاجمي التصوف: قبائل سيناء الصوفية تساند الدولة ضد الإرهاب