مرصد الأزهر يكشف عن "أسلحة الإغواء الشامل" لدى داعش لاستقطاب الشباب
قالت وحدة رصد اللغة الإسبانية في مرصد الأزهر الشريف، لمكافحة التطرف، أن إصدارًا جديدًا ظهر في إسبانيا حمل اسم "أسلحة الإغواء الشامل"، حيث يتناول الإصدار الأساليب التي ينتهجها "داعش" في الاستقطاب والتجنيد، حيث يتناولها الكتاب بشيء من التفصيل، وكذلك بشيء من التركيز على جانب المواد الإعلامية التي تنتجها هذه الجماعات.
وقال المرصد، في بيان له اليوم الثلاثاء، أن الإصدار جاء من منطلق إدراك الجماعات المتطرفة لاهتمامات الشباب المعاصر واستخدامه للتقنيات الحديثة في التواصل ونشاطه في العوالم الافتراضية، حيث سلط الكتاب على اساليب داعش في التواصل مع الشباب من خلال وسائل الاتصال الحديثة وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر وانستجرام".
ونوه المرصد إلى أن الكتاب أبرز عدة امثلة على امتلاك داعش لحسابات باللآلاف عبر مواقع التواصل يتابعها الملايين من الشباب، فعلى سبيل المثال داعش يمتلك حاليًّا على "تويتر" ما يزيد على 50 ألف حساب، يَبُثّ منها يوميًّا 100 ألف رسالة لكل أنحاء العالم، في محاولة منه لتفعيل عمليات الاستقطاب والسيطرة على هذا الفراغ الإلكتروني، كما يستغل هذه المواقع للترويج ونشر مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية وغيرها من المواد الإعلامية، التي تُعَدّ أداةَ جذبٍ للعناصر الجديدة من الشباب.
وتابع المرصد: إن الكتاب وضعه مؤلف إسباني هو باحث وكاتب اسمه "خافيير ليساكا" وحمل عنوان: (أسلحة الإغواء الشامل: صناعة المواد السمعية والبصرية لدى داعش لاستقطاب جيل الألفية الثانية) و صدر في دار نشر "أتالايا" في يونيو من العام الجاري 2017، وتبلغ عدد صفحاته مائتين وخمسة وتسعين من القطع الصغير.
ويَذكر الكاتب عبر مؤلفه، أنه في صيف عام 2014، بُثّ فيديو عبْرَ شبكة الإنترنت بلغةٍ إنجليزية بريطانية سليمة، عرَض تنظيم "داعش" خلاله عملية ذبْح الصحفي الأمريكي "جيمس فولي"، الذي كان قد اختُطف قبل ذلك بعامين، وتُعَدّ تلك الحادثة بطاقةَ عرْضٍ لمجموعة إرهابية جديدة عرفها العالم، ليس فقط من خلال القنابل والرصاص، ولكن كذلك من خلال أشرطة الفيديو المصورة باحترافية، والمجلات المصممة بشكل جيد، وكذلك من خلال تنفيذ حملات موجَّهة على "تويتر".
ومنذ ذلك الحين، قام التنظيم بإنتاج ونشر أكثرَ من ألف وثلاثمائة شريط فيديو؛ لتكوين صورة خاصّة به تُبهِر جماهيرَه وتحشدها إليه.
وقال المرصد إن الكاتب استطاع أن ينقل ما يسعى إليه "داعش" من تحويل الإرهاب إلى مُنتَجٍ إعلامي يصل إلى العامّة، ويمكنه أن يدفع الشباب إلى استشعار الإحباط والكراهية والفراغ الفكري والسياسي، بالإضافة إلى حالة الملل المُمنهَج؛ وذلك من خلال ألعاب الفيديو والمسلسلات والأفلام العصرية، وكما حدث في بروكسل وباريس، وكذا في هجماته اللاحقة، فلا شك أن تنظيم "داعش" غيّر الطريقة التي يفكر بها الإرهاب ويتصرف انطلاقًا منها.
ولفت الكاتب بأن أسلحة الإغواء الشامل الجديدة التي تستخدمها جماعات العنف المتطرفة؛ تدفع الدول والمؤسساتِ الحديثةَ إلى إعادة تخطيط سياستها، من أجل الحفاظ على الأمن الإعلامي العامّ والمؤسسي.
وتعليقًا على الكتاب، قال "مرصد الأزهر" إن المعركة التي تُشنّ على عقول الأجيال الجديدة من المدنيين بدأت للتو؛ ولكن لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
فيما يرى مرصد الأزهر أن حرب الإرهاب المعاصرة هي حرب ذات طابع خاص، تخضع لمتغيرات حديثة، وهو ما ينبغي أن تدركه الدول والمؤسسات، وتبني عليه دفاعاتِها ضد التطرف.
وقال المرصد إنه من ذلك يتضح أن الحرب الإلكترونية أصبحت واقعًا مَعيشًا، وليست توقُّعًا مستقبليًّا وحسب. ويؤكّد "المرصد" أن اتجاه الشباب إلى الانضمام لهذه الجماعات هو نتيجة لخَواءٍ رُوحي وفقْدٍ للانتماء، فضلًا عن الفراغ القاتل الذي يجعلهم يقعون فريسة سهلة للأفكار المسمومة، والأكاذيب والتضليل والاستقطاب ذي الأغراض الخبيثة.
وأنهى المرصد تقريره موصيا الشبابَ بألّا يستسلموا لهذا الفضاء الافتراضي، وأن يحاولوا الاقتراب من الواقع بالقدر الذي يُمكِّنهم من إدراك الحقائق والتمييز بين الحقيقة والسراب وبين الاعتدال والتطرف؛ حتى لا تتحوّل التكنولوجيا بدورها إلى أسلحةٍ للإغواء الشامل.
اقرأ أيضا
جهاز المشروعات: لدينا 4 برامج تدريبية موجودة في فروعنا بالمحافظات