وول ستريت جورنال: أمريكا تبحث استراتيجية مكافحة الإرهاب عبر الإذاعة
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الإدارة الأمريكية تختبر استراتيجيات جديدة لمكافحة دعاية تنظيم داعش الإرهابى فى آسيا الوسطى، التى تعد بمثابة مسرح تجنيد خصب للجماعات المسلحة ومسقط رأس المشتبه به فى هجوم نيويورك شهر أكتوبر الماضى.
وقالت الصحيفة الأمريكية -فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء، أنه من المقرر أن تطلق إذاعة "أوروبا الحرة- راديو الحرية" الممولة من جانب الولايات المتحدة حملة جديدة تهدف إلى مواجهة عمليات تجنيد "داعش" فى آسيا الوسطى فى يناير المقبل، على أن تشمل هذه الحملة الإعلامية برامج إذاعية باللغة المحلية تخاطب المقاتلين الأجانب الذين عدلوا عن توجههم الإرهابى والأرامل والآباء الذين فقدوا أطفالا فى سوريا والعراق.
هذا بالإضافة إلى برنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التجريبى الذى يهدف إلى توفير بدائل للعمال المهاجرين الذين يكافحون الانضمام إلى الجماعات المسلحة.
وأضافت الصحيفة أن هذه الجهود اتخذت طابعا عاجلا بعد هجوم استهدف نيويورك يوم 31 أكتوبر وأسفر عن مصرع ثمانية أشخاص، وكان المشتبه به هو سايفولو سايبوف، مهاجر من أوزبكستان، وهى دولة تعد مصدرا رئيسيا لمجندى داعش- حسب الصحيفة -.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بعيدا عن العالم العربى، لم تكن الدول السابقة فى الاتحاد السوفييتى المنحل تسهم بشكل كبير فى الحركات المسلحة فى الشرق الأوسط.
غير أنه خلال السنوات الأخيرة، أصبح المهاجرون من الجمهوريات السوفيتية السابقة نقطة محورية فى تجنيد داعش بسوريا والعراق، حيث انضم أكثر من 8 آلاف و700 شخص إلى التنظيم الإرهابى، وفقا لتقرير أصدرته "صوفان جروب" أكتوبر الماضى، وهى شركة للاستشارات الأمنية مقرها نيويورك يرأسها مسئول سابق فى مكتب التحقيقات الفيدرالى.
وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن العمال المهاجرين من الجمهوريات السوفيتية السابقة أكثر عرضة للدعاية المتطرفة أثناء العمل فى روسيا، حيث يواجهون فى كثير من الأحيان التمييز العنصرى ومضايقات الشرطة والعزلة الاجتماعية أثناء تواجدهم هناك بحثا عن عمل.
ويعترف الباحثون بالطبع بصعوبة إثبات أن تحول مثل هذه البرامج الإذاعية دون تجنيد مزيد من المسلحين، غير أنهم يقولون أنه من الممكن أن تسهم فى زيادة مشاركة الفرد المعرض للخطر فى التعامل مع المسئولين المحليين والمعلمين والعاملين فى مجال الصحة العقلية، مما قد يؤدى إلى النجاح فى منع التطرف.
واختتمت (وول ستريت جورنال) تقريرها بالقول أنه بينما أصبحت آسيا الوسطى مختبرا لما تسميه الإدارة الأمريكية "مكافحة التطرف العنيف"، فإن الحكومات المحلية هناك تتولى أيضا زمام الأمور بيدها، بنتائج تكون فى الغالب متفاوتة.
اقرأ أيضًا
واشنطن تدعو رعاياها في زيمبابوي "للاحتماء"
توتر العلاقة بين واشنطن وموسكو بعد تسريبات "الاتفاق الثلاثي"