التوقيت الجمعة، 15 نوفمبر 2024
التوقيت 09:32 ص , بتوقيت القاهرة

بعد تصريحات "حجر عثرة" لفاطمة ناعوت.. علماء الأزهر: نمد أيدينا للمثقفين

طرحت الكاتبة والأديبة فاطمة ناعوت، في حوارها مع إحدى الصحف، إشكالية العلاقة بين الأزهر والمثقفين، بعد أن كانت قد خبت المعركة فيما بينهم.


وكان الأزهر الشريف، قد تعرض خلال منتصف العام الجاري لموجات انتقادات حادة من جانب المثقفين، اعتراضا على مناهج الأزهر التي يتم تدريسها بالمعاهد الأزهرية والجامعة، وعدم اتخاذ خطوات فاعلة في ثورة تجديد الخطاب الديني التي طالب بها الرئيس والشعب المصري المؤسسات الدينية، لمواجهة الفكر المتطرف والجماعات المتشددة.


وقالت الكاتبة ناعوت في حوارها، إن الأزهر كمؤسسة تسعى لمحاربة المفكرين والمثقفين، وتقف ضد الحراك التنويري في مصر، مؤكدة أن خطوات التجديد الديني تبدأ من تنقية كل الكتب التي تحض على العنف والكراهية، وأيضاً الأحاديث التي تسيء للرسول نفسه والواردة في صحيح البخاري -على حد قولها- كما جاء بالصحيفة.


وأوضحت ناعوت أن الأزهر مؤسسة تحارب المفكرين والمثقفين، وحراكه دائماً ضد التنوير، حتى أصبح "حجر عثرة" في طريقه، ولا أعلم سبباً لذلك حتى الآن، لكن بشكل عام نحن كشارع ثقافي أذكى من أن نصدق تلك التصريحات الرنانة التي يطلقها الأزهر من حين إلى آخر عن جهوده في نشر الوسطية والتعايش والحوار، فكل ذلك نوع من ذر الرماد في العيون، حتى يصدق البسطاء أن له دور تنويري على عكس الواقع.


على الجانب الآخر، وعلى عدة مستويات سعى الأزهر الشريف، من جانبه، أن في صنع ثورة دينية في تجديد الخطاب، وحل أزمة الأزهر مع المثقفين، على أن يكون هناك تعاون بين الأزهر الشريف، وبين المثقفين، حتى يكون هذا التعاون مثمرا، لخطة قومية لتجديد الخطاب بصفة عامة، الديني والثقافي والاجتماعي والإعلامي، ويضع حدا لوصف حجر عثرة أمام التنوير.


ويقول الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بأن الأزهر الشريف مد يده ولا يزال يمدها للمثقفين، ويفتح أبوابه أمامهم للمشاركة في كافة الفعاليات والخطط من اجل تجديد الخطاب الديني، منوها إلى أن الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب، شيخ الأزهر، قد دعا لأكثر من مرة المثقفين ليضعوا أيديهم وأفكارهم مع الأزهر للإسهام في إنتاج خطة قومية شاملة من أجل التجديد في الخطاب الديني والثقافي والإعلامي.


وأوضح عفيفي، بأن الأزهر يرحب بأي انتقادات له ولا يرفضها، شريطة أن يكون الانتقاد بناء، كما يفتح أبوابه لأي فكره أو مشاركة من شأنها التعاون البناء مع الأزهر الشريف، في المجالات الدينية، ولكن نرفض أي أساءه أو تجريح فيه أو في علماءه، ويهيب برجال الفكر البناء بالتعاون معه في إطار تجديد الخطاب الديني.


ونوه أمين البحوث الإسلامية، أن الأزهر الشريف، ردا على المهاجمين للأزهر، أن الأزهر الشريف عكف خلال منتصف هذا العام مع نخبة من المثقفين الفاعلين في إعداد وثيقة توافقية تحت اسم "وثيقة تجديد الخطاب الديني" جاءت بعد مناقشات وحوارات مستفيضة امتدت لأكثر من عام، وقام بصياغتها الكاتب الكبير الدكتور صلاح فضل، ورأس اجتماعاتها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وحضر فيها لفيف من المثقفين ورجال الفكر مع رجال الدين وقيادات الأزهر داخل مشيخة الأزهر الشريف، لمناقشة آليات وضوابط «تجديد الخطاب الديني»، وسبل حماية المجتمع من كافة أشكال الفكر المتطرف.


فيما يؤكد الدكتور حامد أبو طالب، أستاذ الشريعة والقانون، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن الأزهر الشريف رائد التنوير، وعلماءه يجوبون دول العالم، وهو منارة العلم والتنوير، ومخطئ من يقول غير هذا، مؤكدا على أن دول العالم تحرص كل الحرص على أن يتلقى أبناؤهم التعليم في رحاب الأزهر الشريف، ثم يكونوا سفراء للتنوير.


وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن من يقول بأن الأزهر يقصي المثقفين، فليعلم بأن أول نداء خرج من الأزهر في بداية صياغ خطة التجديد كانت للمثقفين والأدباء، والإعلاميين، مؤكدا نرحب بسماع جميع وجهات النظر، لكن نرفض من يسعى لتدمير التراث الإسلامي، ويجب أن يعرف المهاجمون بأن التجديد لا يكون بوأد وهدم التراث، ولكن بالتنقيح والتصحيح.


اقرأ أيضا


مرصد الأزهر يكشف حقيقة جماعة "أنصار الإسلام" الخفية


مكرم محمد أحمد: الأزهر مسؤول عن الشأن الديني بصفته مرجعية إسلامية معتمدة