التوقيت الأحد، 24 نوفمبر 2024
التوقيت 06:48 م , بتوقيت القاهرة

الرئيس الفلبيني: واثق من تجاهل ترامب ملف حقوق الإنسان في لقاء اليوم

أعلن الرئيس الفليبينى رودريجو دوتيرتي، الأحد، أنه "متأكد" أن نظيره الأمريكي دونالد ترامب لن يثير معه موضوع المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، خلال لقائهما المرتقب في مانيلا، وذلك بعد ان أثنى الأخير على الحرب الدامية التي يخوضها ضد المخدرات.


وحثت منظمات حقوق الإنسان ترامب، الذي من المقرر أن يصل إلى عاصمة الفلبين مساء الأحد، حيث سيشارك في قمة قادة "رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)"، الضغط على دوتيرتي في قضية آلاف الأشخاص الذين قتلوا جراء الحرب ضد المخدرات المثيرة للجدل.


واعرب دوتيرتى عن ثقته بأن هذا لن يحصل، مشيرا إلى أن ترامب سبق وان قال له "عبارات تشجيع" خلال لقاء مقتضب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) فى فيتنام السبت.


وقال دوتيرتى للصحافيين الأحد صباحا بعد عودته الى مانيلا "قال شيئا: اتعلم، انت تتعامل مع الأمر بشكل جيد جدا".


واضاف ان ترامب كان يشير الى الحرب ضد المخدرات والحملة العسكرية ضد أنصار تنظيم الدولة الاسلامية فى جنوب الفيليبين.


وعندما سئل ان كان سيتم مناقشة موضوع عمليات القتل خارج سلطات القضاء التى تؤكد جماعات حقوق الانسان انها باتت متفشية، اجاب دوتيرتى "انا متأكد انه لن يثير الموضوع".


وفاز دوتيرتى بالانتخابات الرئاسية العام الماضى بعد ان تعهد بالقضاء على انتشار المخدرات فى البلاد، وقام بعد تسلمه السلطة بحملة غير مسبوقة تشير التقديرات إلى انها ادت الى مقتل 100 الف شخص.


ومنذ توليه السلطة اعلنت الشرطة عن مقتل 3,967 فى الحملة.


وقتل 2,290 فى جرائم مرتبطة بالمخدرات، فى حين تبقى آلاف عمليات القتل بدون تفسير بحسب البيانات الحكومية.


وفيما يدعم الكثير من الفيليبينيين دوتيرتى لاعتقادهم بأنه يتخذ الاجراءات الضرورية لمحاربة الجريمة، تحذر المنظمات الحقوقية من أنه قد يكون يأمر قواته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.


-"هدية الصمت" -


ودعت منظمة العفو الدولية السبت ترامب إلى إثارة هذا الموضوع مع دوتيرتى سواء بشكل رسمى او خاص.


وقال مدير منظمة العفو فى الفيليبين خوسيه نويل اولانو "على الولايات المتحدة استخدام نفوذها وثقلها لاظهار سجل دوتيرتى فى مجال حقوق الانسان".


واضاف "سيلتقى ترامب رجلا سياساته مسؤولة عن آلاف حالات القتل غير القانونية، وبينهم عشرات الأطفال".


من جهته، قال نائب مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" لمنطقة آسيا فيليم كاين إن "دوتيرتى سيستفيد من هدية الصمت التى يقدمها له قادة آسيا".


وسيحضر قادة 19 دولة قمة "آسيان" التى تنطلق مساء الأحد إضافة إلى كبار المسؤولين من الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.


وسيجرى ترامب محادثات ثنائية مع نظيره الفيليبينى الاثنين.


ووجه دوتيرتى العام الماضى إهانات شخصية للرئيس الاميركى السابق باراك اوباما بعد انتقاد الاخير لحربه ضد المخدرات.


وتدهورت العلاقات بين البلدين بعد ذلك، لكنها عادت الى التحسن بعد أن ابلغ ترامب الرئيس الفيليبينى خلال محادثة هاتفية فى أبريل الماضي أنه يقوم "بعمل جيد" في حربه ضد المخدرات.


وكرر دوتيرتي مرار أنه لا يعير أهمية لحقوق الإنسان، وصرح مرة أنه سيكون سعيدًا بالقضاء على ثلاثة ملايين مدمن فيليبيني.


لكن بعد تعرضه لضغوط على خلفية عمليات القتل التى تقوم بها عناصر الشرطة خارج الضوابط القضائية، اصر انه لم يطلب منهم ابدا خرق القوانين.


وفى تصريحات أدلى بها أمام الجالية الفيليبينية فى مدينة دانانغ الفيتنامية الخميس، كشف دوتيرتى أنه طعن شخصا حتى الموت عندما كان لا يزال مراهقا.


وهدد كذلك بـ"صفع" انييس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول عمليات الاعدام التعسفية او بلا محاكمة.


إلا أن المتحدث باسمه هارى روكى اعتبر ان تصريحات الرئيس يمكن ان يكون مبالغا بها. واضاف فى رسالة نصية لوكالة فرانس برس "اعتقد انها كانت مزحة".


وينتظر كذلك معرفة إذا كان ترامب سيحيى دوتيرتى بالأسلوب الذى عرف به الأخير عبر قبضة يده، وهى طريقة تعرضت إلى انتقادات شديدة حيث ينظر إليها على أنها ترمز إلى حربه على المخدرات وشبهت بتحية الزعيم النازى ادولف هتلر.


ويسعى دوتيرتى عادة إلى الطلب من زواره التقاط صورة معه وهم يؤدون هذه التحية.


وقال فيليم لوكالة فرانس برس "على الزعماء الأجانب إدراك أن القبضة (...) ترمز إلى اعتداء دوتيرتى على حكم القانون الذى تسبب بكارثة فى مجال حقوق الإنسان لآلاف الفيليبينيين" داعيا إلى "حرمان" دوتيرتى من "الاعتراف الدولي" بهذه الانتهاكات.


وتعرض رئيس الاستخبارات الاسترالى نيك وارنر إلى سيل من الانتقادات لدى عودته من مانيلا في اغسطس ليكتشف أن الحكومة الفيليبينية نشرت صورة له وهو يقبض يده إلى جانب دوتيرتي.


اقرأ أيضًا  


رئيس الفلبين يشكر بوتين على شحنة مساعدات عسكرية


رئيس الفلبين يبدي استعداده لاستضافة قمة عالمية حول حقوق الإنسان