علماء "مصر تستطيع" يناقشون بمنتدى الشباب "مستقبل تغير المناخ العالمي"
شارك كل من الدكتور هشام العسكري، أستاذ علوم نظم الأرض والاستشعار عن بكلية شميد للعلوم جامعة تشابمان في الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور هاني سويلم أستاذ التنمية المستدامة، وأحد العلماء المصريين في الخارج في جلسة نقاشية بعنوان "مستقبل تغير المناخ في العالم" ضمن جدول فعاليات منتدى شباب العالم.
وتحدث الدكتور هشام العسكري خلال اللقاء عن تأثير العوامل المناخية في الطاقة المتجددة، من حيث إنشاء المحطات وصيانتها والاستفادة القصوى من إنتاجها وفقًا للتغيرات المناخية، وقدم عرضًا عن التغييرات المناخية المتوقعة على العالم ومصر، مشيرة إلى أن 70% من الانبعاثات الحرارية تصل لطبقات كوكب الأرض الذي يمتص جزءا من تلك الحرارة وهو ما يؤدى إلى ارتفاع درجات الحرارة.
وتابع قائلًا:"ليس لدينا رفاهية الاختيار، ولابد من مصادر أخرى للحصول على الطاقة، فهناك توقعات بنهاية القرن بحدوث ارتفاع في درجة الحرارة، ما ينتج عنه جفاف أكثر وعدم تماسك التربة، وتزايد الانبعاثات الحرارية، ولابد أن نفكر فى الأجيال القادمة ووجود أفكار لكيفية التأقلم مع هذا الكوكب، خاصة أننا نعيش في زمن أعاصير وزلازل متزايدة كلما اتجهنا لاستخدام الوقود".
وأكد أن هناك فرصة حقيقية للدول التي تقع في نطاق الحزام الشمسي ومنها مصر، حيث إن الطاقة الشمسية ستكون هي البديل الحقيقي للطاقات الأخرى وهذا فرصة لمصر لأن تكون قائدًا في هذا المجال، موضحًا أنه قدم أول أطلس شمسي لمصر لوزارة الكهرباء بالتعاون مع وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين فى الخارج، وهو ما سيساعد صناع القرار فى تحديد أفضل الأماكن بالأقمار الصناعية لإنشاء المحطات؛ لاستخراج طاقة متجددة عالية "شمسية ورياح"، وسيصبح لديهم القدرة على قياس الأحمال على المحطات الكهربية القائمة والتي تعتمد على الطاقة التقليدية، بهدف منع انقطاع التيار الكهربي بسبب العوامل الجوية.
وأوضح أنه يتعاون مع الدكتور مجدي يعقوب في تحويل المدينة العلاجية بأسوان لتعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، مشيرًا الى أن الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي يرفض استخدام الوقود الأحفوري بالمدينة الطبية الجديدة والذي يقدم خدمة طبية يحتاجها المواطنون.
وأشار العسكري فى ختام حديثه إلى أهمية البدء فى مشروع المليون ونصف فدان، وأهمية قناة السويس الجديدة التى تعد هدية للعالم، وطالب بعدة توصيات تمثلت فى ضرورة عمل خريطة للعواصف الرملية فى مصر، وزيادة النطاق الخضري، وأن يوجه برنامج الفضاء الوطني لأهداف التنمية المستدامة 2030.
من جانبه، تحدث الدكتور هانى سويلم خلال اللقاء حول الطاقة والغذاء وعلاقتها بالتنمية المستدامة، موضحا أن العلاقة بين المياه والطاقة علاقة تكاملية، فالطاقة نحتاجها بشكل كبير فى إنتاج المياه، والتى تؤثر بدورها فى الإنتاج الغذائي، فى حين نتسخدم المياه فى إنتاج الوقود الحيوي من خلال التوربينات التى تديرها المياة فتوفر الطاقة.
وأوضح سويلم أن سبب عدم اتجاهنا لتحلية مياة البحار رغم أننا نملك موارد بحرية كثيرة فى مصر، هو أن 40 % من تكلفة التحلية هى سعر الطاقة المستهلكة، رافضا الاتجاه العالمى الذي ينتج الطاقة (الوقود) من الغذاء، قائلا: "إنها فكرة شريرة، لأننا نستخدم غذاء الفقراء فى تحريك سيارات الأغنياء وهو أمر غير أخلاقي".
وذكر أن الاتجاه العالمي السائد حاليا هو عمل مشروعات صغيرة داخل كل منزل صغير، بحيث يقوم هذا المنزل بإنتاج غذائه وطاقته، وهذا الاتجاه سائد فى الدول التى تستعيض عن الشمس بأفكار لتوفير الطاقة، فى حين أننا لسنا فى حاجة لذلك، لأن إفريقيا تعد من أغنى مناطق العالم وفرة فى الطاقة الشمسية والطبيعية.
وأكد سويلم أن مايميز المنطقة العربية، ليس البترول كما يعتقد، بل الشمس والمياه المالحة والرمل والشباب، فهذه العناصر الأربعة إذا اتحدت مع بعضها تنتج غذاء وتنمية، ولهذا يجب كما ذكر دكتور هشام العسكري أن نتوسع فى استخدام الطاقة الشمسية فى مصر، وخاصة أننا نستطيع من خلال هذه الطاقة نتنج الكهرباء، ونستخدم الكهرباء فى تحلية مياه البحار، ثم نقوم باستخدام هذه المياه فى عمل أحواض لتربية الأسماك، ومخالفات هذه الأسماك تسمى نترات يتم استخدامها فى تغذية النباتات، فهى عملية متصلة ومتكاملة.
واختتم سويلم حديثه بأنه عمل أول برنامج ماجستير فى العالم عن التنمية المستدامة بمصر، وهو برنامج جاذب للطلاب من مختلف دول العالم، مطالبا فى ختام حديثه بضرورة إنشاء مشروع لاستخدام الطاقة المتجددة لمعالجة تحلية المياه وإنتاج الغذاء لأغراض تدريب الشباب على التكنولوجيا الحديثة فى دمج مجالات الطاقة والمياه والغذاء.
اقرأ أيضًا ...
الشاب خالد ضيف حفل ختام منتدى شباب العالم
بث مياشر| انطلاق جلسة "أثر الحروب والنزاعات" بمنتدى شباب العالم