التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:09 م , بتوقيت القاهرة

عام على ترامب.. أوروبا حليف قلق

أوروبا الحليف الصديق لأمريكا على مدار عشرات السنين فجأة وجدت نفسها تتعامل مع رئيس أمريكي جديد لا يمكن توقع تصرفاته، بل يمكن القول صراحة أن دونالد ترامب هو العصا التي يستند عليها معارضي الاتحاد الأوروبي نفسه.


بريكست وبريطانيا


قبل حتى انتخابه رئيسا كان ترامب أعلن دعمه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بـ"بريكست" وكان يعتبر النادي الأوروبي تحالفا فاشلا ترك حدود الدول الأوروبية مفتوحة أما المهاجرين غير الشرعيين، ودمر سيادة الحكومات على أراضيها.


وعلى الفور لاقت تصريحاته الترحيب من قادة أوروبا المعارضين للاتحاد الأوروبي، حيث قالت مارين لوبان بعد إعلان عزمها الترشح للانتخابات الفرنسية "لو كنت أمريكية لكنت انتخبت ترامب".


وكان زعيم اليمين المتطرف في بريطانيا نايجل فاراج أول سياسي بريطاني يستقبله ترامب بعد الفوز في الانتخابات لدرجة أن شائعات انطلقت على صحيفة "التليجراف" بأن الرئيس الأمريكي الجديد يريد فاراج كسفير بريطانيا في واشنطن.


وظلت أوروبا تترقب طوفان الانتخابات التي قد تأتي بشخصيات من نفس نوعية الرئيس الأمريكي سواء في فرنسا أو النمسا أو ألمانيا.


الجيش الأوروبي


هناك سبب أخر للقلق الأوروبي من الرئيس الأمريكي وهو أن ترامب قبل وبعد الانتخابات كان صرح بأن على دول الناتو - وأغلبها أوروبي- أن تدفع مزيدا من الأموال من تكاليف الحلف العسكرية بدلا من أن تتحمل أمريكا وحدها أغلب التكاليف مع بريطانيا.


وبلغ الموقف ذروته بتصريح غير دبلوماسي في احتفال افتتاح مقر الناتو الجديد حيث قال الرئيس الأمريكي "لن أسألكم عن تكلفة هذا المقر الجديد" بينما وقف قادة دول الناتو صامتين



وكذلك كان صرح بأنه قد لا يلتزم أيضا بالدفاع عن دول الحلف وهي المادة المنصوص عليها في معاهدة حلف شمال الأطلنطي بأن أي اعتداء على أي عضو يعد اعتداء على كل دول الحلف.


ولذا تصاعدت دعوات تفعيل إنشاء الجيش الأوروبي والذي سيتكون من دول أوروبية فقط للدفاع عن الاتحاد الأوروبي، ليكون صمام أمان لها بعيدا عن الناتو.


وبحسب صحيفة "ديلي اكسبريس" فإن الرئيس الأمريكي وإن كان لا يفضل الناتو كأولوية إلا إنه لا يريد الجيش الأوروبي حتى لا يكون هناك بديلا للقوة العسكرية الأمريكية.. وهو ما دفعه في النهاية للقول بأنه سوف يلتزم بميثاق الحلف.


ولكن بحسب صحيفة "التليجراف" صرح مفوض لجنة الدفاع الوطني في ألمانيا، هانز بيتر بارتيلز بأنه "في النهاية سيكون هناك جيشا أوروبيا لأن وجوده أصبح ضرورة".


وجاء تصريحه في يونيو 2017 بعد أيام من وصف الرئيس الأمريكي حلف الناتو بأنه "عفا عليه الزمن".


الجيش الأوروبي


الاتفاق النووي الإيراني


الضربة الثالثة في العلاقات بين ترامب أوروبا كانت رفض الرئيس الأمريكي للاتفاق النووي الإيراني بصيغته الحالية.


وكان صرح قبل وبعد الانتخابات بأن الاتفاق النووي انتفعت منه إيران بأكثر من الدول الأوروبية نتيجة رفع العقوبات عنها، وقال "الاتفاق النووي يجب أن يتم إلغاؤه أو تعديله".


وحتى مع التحذيرات الأوروبية من تعريض الاتفاق للخطر، رفض الرئيس الأمريكي التصديق على مراجعة الكونجرس للاتفاق وهو ما يعني سحب الثقة منه ولكن بدون إلغاؤه بحسب صحيفة "واشنطن بوست" التي أشارت إلى أن المراجعة تتم كل 90 يوما لضمان التأكد من أن إيران ملتزمة بشروط الاتفاق.


وهنا أعلنت دول أوروبا إنها سوف تبقي على الاتفاق النووي مع إيران كما هو، وكانت أشد المواقف الأوروبية المعارضة لترامب من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.


وحتى الآن سواء في السياسة أو الاقتصاد لا يمكن أن تتخلى واشنطن عن أوروبا أو العكس بسبب قوة المصالح المشتركة، ولكن في نفس الوقت فإن أوروبا قلقة من الثمن الذي قد تدفعه حتى تتجاوز رئاسة ترامب بسلام.


اقرأ أيضا..


عام على ترامب| تهديدات صاروخية قد تتحول لحرب نووية مع كيم جونج


عام على ترامب| روسيا وأمريكا العداوة بعد المحبة أحيانا