"بعد سقوط مبارك، أخذت الولايات المتحدة في المراحل اللاحقة من الأزمة جانب خصوم مؤسسات الدولة المصرية، وهي نفس المؤسسات التي استثمرت كثيرًا في علاقات التحالف مع الولايات المتحدة طوال العقود الأربعة السابقة، الأمر الذي زاد من تعميق التأزم في العلاقات بين البلدين"، هذا ما أكدة تقرير تحليلي صادر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بعنوان "مصر وأمريكا.. السيسي وترامب".

يتشارك الرئيسيان ترامب والسيسي في وجة نظر متطابقة حول الإرهاب، ويؤكد التقرير أن الرئيس الأمريكي الجديد يضع التطرف على رأس قائمة أعداء الولايات المتحدة، بل إن الرئيس ترامب لا يبدو مستعدًا للتمييز بين إسلاميين متطرفين وآخرين معتدلين، فتعريفه للتطرف يتسع ليشمل كل جماعات الإسلام السياسي تقريبًا، وهو نفس الموقف الذي يتبناه السيسي ومساعديه المقربين.

أقيمت في 20 يناير 2017 مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ليصبح الرئيس الخامس والأربعين، وحضر التنصيب رؤساء أمريكا السابقون، جورج بوش الاب والوزيرة هيلاري كلينتون وجورج بوش الابن وبيل كلينتون وأوباما، لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية، بعد عقود من الشد والجذب والعداء المبطن خاصة فى عهد "أوباما".

أجرى ترامب أول اتصال هاتفي بالسيسي عقب توليه رئاسة الولايات المتحدة، في 23 يناير 2017، لبحث محاربة الإرهاب والتطرف، مشيدا بجهود مصر في هذا المجال، بحسب علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهرورية السابق، مضيفا: "أبدى الرئيس الأميركي تقديره لما تحمّلته مصر من صعاب خلال حربها ضد الإرهاب"، وأكد التزام الإدارة الأميركية بدعم مصر، كما أعرب الرئيس الأميركي خلال الاتصال كذلك عن تطلعه إلى زيارة الرئيس المرتقبة لواشنطن والجاري الإعداد لها عبر القنوات الدبلوماسية".

الصديق

في مايو الماضي، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمصر خلال كلمة ألقاها في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، المنعقدة بالرياض، قائلا: "مصر كانت مركزًا مزدهرًا على مدار آلاف السنوات، خاصة في أسوان والأقصر والإسكندرية".

ووصف ترامب السيسى خلال لقائهما هامش المؤتمر بـ"الصديق"، قائلاً: "سنضع زيارة مصر على جدول زياراتنا الخارجية فى القريب العاجل، لقد مررنا بالكثير معًا"، مستطردًا: "قام بعمل هائل فى ظل ظروف صعبة".

"مصر هي العمود الفقري للاستقرار في الشرق الأوسط، ومن الضروري زيادة التنسيق بينها وبين الولايات المتحدة، لضمان تحقيق السلام والأمن بالمنطقة"، هذا ماج اء ببيان صادر عن ترامب على خلفية لقاءه بالسيسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى القمة الـ72، في سبتمبر الماضي، مشيدا ببرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يقوده الرئيس السيسين مشددا على عمق العلاقات بين البلدين، وأهمية التعاون بينهما، لحفظ الأمن بالمنطقة، كما ناقشا أزمتا قطر وكوريا الشمالية.

اتصالات هاتفية

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في بيان عن اتصال ترامب بالسيسى إنه أكد "التزامه مواصلة تقديم المساعدات العسكرية إلى مصر والعمل معها للتأكد من أن هذه المساعدات تدعم المعركة العسكرية ضد الإرهاب".

وفى 25 أغسطس تلقى السيسي، اتصالاً هاتفيًا من ترامب، أكد خلاله قوة علاقات الصداقة بين مصر والولايات المتحدة، وأعرب عن حرصه على مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين وتجاوز أية عقبات قد تؤثر عليها.

وفى 9 إبريل، تلقى السيسى أيضا اتصالا من ترامب، أكد خلاله إدانة الولايات المتحدة للهجومين الإرهابيين اللذين استهدفًا كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية.

وأعرب ترامب، كما نشرت صفحة المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، عن خالص التعازي في ضحايا الحادثين، مشيرًا إلى ثقته في قدرة مصر وقيادتها على التعامل مع الموقف والتصدي للإرهاب، مؤكدًا دعم بلاده لمصر وشعبها في مواجهة تلك الظاهرة التي باتت تهدد العالم بأسره.

بحث أزمة قطر

وفي 9 يونيو، عقب 4 أيام من أزمة الرباعى العربى مع قطر، هاتف ترامب السيسي لبحث موضوع قطر وضرورة وحدة الخليج، بحسب فرانس 24.

4 لقاء بين الرئيسين

التقى الرئيسان 4 مرات، اللقاء الأول فى 20 سبتمبر 2016 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حينما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية الأمريكية، واللقاء الثاني في 3 إبريل 2017 خلال لقاء رسمي أول زيارة رسمية للسيسي لدونالد نرامب بالبيت الأبيض، وثالث لقاء رسمي في 21 مايو على خلفية القمة الإسلامية العربية الأمريكية بالرياض ورابع لقاء على هامش الجمعية العمومية الـ72 للأمم المتحدة بنيويورك.

اقرأ أيضًا:

عام على ترامب.. جنوب السودان في النسيان

عام على ترامب | رغم اتهامه بمعاداة المرأة.. 7 سيدات يسيطرن على البيت الأبيض