التوقيت الجمعة، 27 ديسمبر 2024
التوقيت 10:53 م , بتوقيت القاهرة

"كاد المعلم أن يكون متحرشا".. الذئاب البشرية تقتل براءة الأطفال بالمدارس

"قم للمعلم وفه التبجيلا..كاد المعلم أن يكون رسولا".. هكذا قال الشاعر أحمد شوقي عن المدرس ضاربًا به خير مثال للفضيلة والمثل العليا، ولكن يبدو أن الواقع قد تغير بعد تحول بعض المدرسين من الفضيلة والمثل العليا إلى ذئاب بشرية تلتهم براءة الأطفال، وظهر ذلك بعد تعرض العديد من التلاميذ للتحرش والاغتصاب داخل المدارس.


وفى واقع مؤسف أصبح مجتمعنا المصري يعانى العديد من وقائع التحرش والاعتداء الجنسي خاصة على الأطفال فى المدارس، في أقدس مكان ممكن أن يتواجد فيه طفل في ربيع عمره، لتأهيله لمستقبل مشرق، ولكن فجأة أطاح شواذ الفكر من المعلمين، والانفلات الأخلاقي بذلك المستقبل.


وبعد تحول بعض المدرسين إلى ذئاب بشرية إلتهموا براءة الأطفال وأحلامهم وخاصة بعد واقعة اغتصاب 3 تلاميذ على يد صاحب مدرسة بالنزهة للغات التي حدثت منذ أيام، كان هناك ضرورة ملحة للبحث عن الأسباب وراء انتشار تلك الحوادث المؤسفة، وسؤال المختصين عن كيفية مواجهة هؤلاء الذهاب البشرية وعن طرق حماية أبنائنا من قتل براءتهم عن طريق التحرش جاءت تعليقاتهم كالتالى:


دراسات نفسية بجانب العقاب الجنائي


أكد الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، أن ظهور بعض حالات التحرش داخل المدارس أمر يتطلب وقفة جدية حتى لا تتحول إلى ظاهرة، مشيرًا إلى أن  المدرسة مؤسسة أسمى إلى القدسية، وأشبه إلى المؤسسة الدينية لتعليم القيم والمثل ولا يمكن أن يحدث فيها مثل هذه الأفعال الشاذة.


وأضاف فتح الله في تصريح خاص لـ "دوت مصر"، أن القضاء على تلك الظاهرة لن يكتمل بالعقاب القضائي فقط، مطالباَ بعمل دراسات نفسية وتنظيمية عن السبب وراء قيام المدرسين بتلك الأفعال حتى نقطع الأمر من دابره، بجانب البحث فى إطار التربية والإعداد الجيد للمعلم.


وأكد أنه لا يليق بالمدرس أن يقوم بمثل هذه الأفعال الشنيعة، مطالبا بتوقيع أقصى عقوبة على من يقترف تلك الأفعال ويعبث بمثل المهنة وببراءة أطفالنا، قائلاً "لابد من إطلاق صرخة للقضاء على الظاهرة".


رخصة مزاولة مهنة


كما علقت الدكتورة حنان إسماعيل، مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين السابق، وأستاذ تخطيط واقتصاديات التعليم بجامعة عين شمس، على واقعة اغتصاب مدير مدرسة خاصة بالنزهة لـ3 أطفال داخل المدرسة، بأن هناك انفلات أخلاقي في المجتمع بشكل عام ظهر بعد الثورات نتيجة للانفتاح الذي حدث فى المجتمع بعد العديد من سنوات الكبت.


وأكدت إسماعيل في تصريح خاص لـ"دوت مصر" ضرورة أن يكون هناك رخصة للمعلم مثل رخصة الأطباء لمزاولة المهنة وفى حال اقتراف الأخطاء يسحب منه الرخصة، كعقاب مهني بجانب العقاب الجنائي، مشيرة إلى أن مهنة المعلم لا تقل أهمية عن الطب وأن فاقد الشيء لا يعطيه، والمدرس الفاقد للأخلاق لن يستطيع تعليم أبناءنا.


وحملت إسماعيل، المسئولية للأسرة والمدرسة فى التصدي لتلك الظاهرة، مشيرة إلى أن الأسرة دورها كبير فى توعية الطفل بطرق التعامل مع تلك المواقف وتنبيه بعد السماح لأي شخص بلمس الأماكن الحساسة لديه وتربية الطفل على سرد تفاصيل يومه بالكامل للأم، بجانب إزالة الخوف لدى الأطفال والذي يعتمد عليه المدرس بشكل كبير فى إخفاء جرائمه.


وقالت إسماعيل، إن دور الأم هو التفتيش اليومي وبطريقة غير مباشرة فى جسم الطفل، حيث أن هناك تلاميذ يتم اغتصابهم أكثر من مرة دون أن يعلم أحد أو يكتشف الأمر بسبب جهل الأسرة بدورها والذي لا يقتصر على متابعة الواجب المدرسي فقط.


وطالبت إسماعيل بإحكام الرقابة على المواقع الإلكترونية، حيث أن الدول العربية تسيء استخدام الإنترنت.


ولفتت مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، إلى أن مدير المدرسة دوره كبير فى ضبط السلوك داخل المدرسة، مشيرة إلى أن المتابعة من داخل المكاتب صورية ولن تجدي نفعا ولكن يجب أن يتوجه مدير المدرسة إلى الفصول وينفرد بالأطفال بعيداً عن المدرسين لمعرفة تفاصيل يخشى الطلاب التفوه بها أمام المدرسين.


وقالت إسماعيل إن التصدي لتلك الظاهرة لن يتم إلا من خلال وجود ربط رقابي بين الأسرة والمدرسة من خلال مجالس الأمناء، مشيرة إلى أن مدارس الأمناء يحضرها الآباء فقط، قائلة "لابد من حضور الأم لأنها أكثر دراية بطفلها، بجانب إعطاء المدرس دورات لأخلاقيات المهنة".


وكان التقرير السنوي الذي أصدرته النيابة الإدارية لعام 2016 الإثنين الماضي، أكد تضاعف ارتفاع نسبة تحرش المعلمين الجنسي بالفتيات القاصرات بالمدارس بشكل ملحوظ، مقارنة بعام 2015، إذ وصلت الحالات المسجلة بالنيابة الإدارية إلى 116 حالة، بينما لم تتعد البلاغات 61 حالة فى عام 2014، مما يعني أن التحرش الجنسي داخل المدارس في تضاعف مخيف، بالإضافة إلى الحالات التي خشيت من الإبلاغ أو صمتت عن الحديث من الأساس.


اقرأ أيضا:


"اغتصاب طلاب النزهة" ليس الأول.. تعرف على أبرز وقائع التحرش داخل المدارس