أردوغان وداود أوغلو.. العداوة بعد المحبة
من حلفاء لأعداء.. يبدو أن هذا هو الوصف الأقرب لما يحدث الآن في تركيا بعدما انقلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على صديقه القديم أحمد داود أوغلو وألقى القبض على شخصيات مقربة من رئيس الوزراء التركي السابق.
اعتقالات وبنفس التهمة
تفجر الخلاف على السطح عندما ألقت الشرطة التركية القبض على رئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث الاستراتيجية شعبان كارداش، المقرب من رئيس وزراء تركيا السابق داود أوغلو.
وذلك باتهامه بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها البلاد 2016 ، على الرغم من أن كارداش كان أحد أشد المدافعين عن السياسة الخارجية للحكومة التركية خلال الفترة التي أعلن فيها أردوغان الحرب على حركة فتح الله جولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب العسكري.
وكان مركز الشرق الأوسط للأبحاث الاستراتيجية الذي يرأسه كارداش يعد منظمة شبه رسمية مؤيدة للحكومة التركية وقت تولي داود أوغلو رئاسة الحكومة أي في الفترة التي كان ينظر له فيها كخليفة أردوغان ووريثه.
لماذا الخلاف بين أردوغان وداود أوغلو
بحسب وسائل إعلام تركية فإن خلاف أردوغان وداود أوغلو بدأ بسبب التعديلات الدستورية والتي تمنح الرئيس التركي صلاحيات غير مسبوقة وتحول نظام البلاد من البرلماني للرئاسي.
ولكن البعض يرى أن خلاف أردوغان وداود أوغلو بدأ في 2015 عندما قرر رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان ترشيح نفسه نائبا عن حزب العدالة والتنمية للبرلمان بناء على اجتماع بينه وبين داود أوغلو رئيس الحكومة وقتها، ولكن رفض أردوغان الترشيح مما دعا فيدان لسحبه.
ولكن تفجر الخلاف حقا مع التحول للنظام الرئاسي حيث قال أوغلو إنه يدعم النظام البرلماني وقال وقتها إن الشعب التركي لم يفوض الحزب لتغيير نظام الحكم عندما فاز بالانتخابات يونيو 2015.
حملة إبعاد
ويبد الآن أن الرئيس التركي لم يعد يقبل بوجود أقل المخالفين حيث إن اعتقال كارداش المقرب من داود أوغلو ليس إلا علامة الإبعاد والتصفية في معسكره القديم.
وتقول صحيفة "زمان" التركية أن الرئيس التركي أجبر عددا من رؤساء البلديات والمجالس المحلية على الاستقالة الجماعية.
وكلهم من قيادات حزبه، والسبب في ذلك أنه يريد قيادات أخرى يثق با تماما، وهو الأمر الذي يشير لمزيد من عمليات الإبعاد
اقرأ أيضا