نص كلمة رئيس مجلس النواب في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الثالث
ألقى الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الثالث للبرلمان اليوم الإثنين، وجاء نصها كالتالي:
اسمحوا لى بداية، أن أعبر لكم عن امتنانى وشكرى العميق، بما أحطمونى به من مشاعر الود والإخاء، خلال دورى الانعقاد الماضيين، هذه المشاعر التى أعتز بها كثيراً، وأعتبرها سنداً وأساساً لتعاوننا، ونحن نبدأ دور الانعقاد العادى الثالث للفصل التشريعى الأول.
الأخوات والإخوة الأعزاء:
لا شك أنكم أغلبية وأقلية، بجميع توجهاتكم، وبصدق تعاونكم وتفاعلكم مع هموم الشعب وتطلعاته وآماله، جديرون بالتصدى لقضاياه وطرح الحلول لمواجهتها، من خلال الدراسة الواعية والمتأنية لمشروعات القوانين، حتى تأتى معبرة عن آمال الشعب، بما يحقق تنمية الوطن ويعزز نهضته ويضاعف من قدرته على مواجهة التحديات.
الإخوة والأخوات:
لقد كان أداؤكم البرلمانى فى دورى الانعقاد الماضيين، أداءً مخلصاً بعيداً عن الهوى، حرص على توخى وتحقيق الصالح العام ورعاية المصلحة العامة فى مفهومها الأعم والأشمل.
وشارك عدد غير مسبوق فى تاريخ الحياة النيابية فى مصر فى المناقشات التى دارت تحت القبة، فى إطار ديمقراطى وطنى واع، واستخدمتم وسائل الرقابة البرلمانية بحكمة وعقل، كان غرضهما إعطاء المسئولين فرصة التخطيط والتنفيذ، تغليبًا لعوامل الاستقرار وتحقيق أغراض التنمية على ما عداه من اعتبارات، وذلك لتبصير الحكومة ولإيجاد حلول لها.
وأقررتم عدداً مهماً من التشريعات التى أوجب الدستور على المجلس الانتهاء منها، فحققتم بذلك آمال الشعب فى مجلس جديد، يسهر على مصالحه ومصالح الوطن والأمة جمعاء، ونعد أن نبذل مزيداً من الجهد فى تعاون وثيق مع وزارة المهندس/ شريف إسماعيل، التى نتمنى لها التوفيق والسداد.
الإخوة والأخوات الأعزاء:
اسمحوا لى أن أذكركم وأذكر نفسى من قبلكم، بالثوابت التى تحكم عملنا معاً، والتى تشكل ميثاقاً بين المنصة وحضراتكم، وهى :
أولاً: الالتزام باحترام الدستور والقانون واللائحة والسوابق والتقاليد البرلمانية.
ثانيًا: الدراسة المتأنية لمشروعات القوانين، والمناقشة الواعية لما تقدمه الحكومة من برامج، وفق تعاون مثمر لصالح الجماهير، فى إطار من الاستماع إلى الآراء كلها.
ثالثًا: أن الحرية وأن كانت حقاً لكنها ليست فوضى أو حقاً مطلقاً، يمارسه الفرد بغض النظر عن حرية الآخرين ومصلحة الدولة.
رابعاً: الحرص على التصدى لمشكلات الجماهير، والرقابة على أعمال الحكومة، باستخدام الأدوات الرقابية كافة.
خامساً: استخدام الدبلوماسية البرلمانية النشطة التى تدافع عن قيمنا، وتؤكد التزامنا بالسلام العادل والشرعية الدولية، وتعزيز أطر التعاون بين دول العالم.
* وأود أن أوجه مجموعة من الرسائل المختصرة :
· فإلى رئيس وأعضاء الحكومة أقول :
- لقد تحملتم المسئولية الوطنية فى ظروف دقيقة وصعبة واتخذتم الكثير من القرارات الإصلاحية الجريئة، بدعم من القيادة السياسية ومجلس النواب، وبصبر وتحمل من الشارع، ما يفتح للبلاد طاقة أمل ويجعلها على الطريق الاقتصادى السليم.
- ولكن ندعوكم لبذل المزيد من الجهد فى سبيل ضبط الأسعار، وتحقيق الرقابة على الأسواق، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، حتى يرى المواطن نتائج هذه القرارات فى أقرب وقت ممكن.
· وإلى الرأى العام والمواطنين أقول :
- إن الدولة بجميع مؤسساتها، وفى مقدمتها مجلس النواب، المعبر عنكم، حريصة على تحقيق مصالحكم والاستماع إلى أصواتكم ونسعى لتحقيق طموحاتكم، ونعلم ما تحملتموه فى سبيل استقرار الوطن وتقدمه للأمام، ونعدكم بالاستمرار فى تحمل المسئولية بأمانة وصدق .
· وإلى كل من يحاولون تشويه صورة المجلس أقول :
- إننى أذكركم أن المجلس عصى على محاولاتكم، وسبق له أن حاسب المقصر والمخطئ، وأنزل العقوبات والجزاءات البرلمانية الرادعة على التصرفات والأفعال التى ارتكبها المخالفون، جزاء وفاقا لهم، وسوف يكون المجلس حريصاً على محاسبة المقصرين على تصرفاتهم بحزم وقوة، وسوف يقوم المجلس بتوقيع الجزاءات الرادعة والمتناسبة مع الأفعال التى ارتكبها هؤلاء المخالفون ممن أرادوا المساس بهيبة المجلس وصورته والإخلال بنظام العمل فيه .
الأخوات والإخوة:
تهل علينا ذكرى عزيزة على نفوسنا جميعا، هى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة التى انتصرت فيها قواتنا المسلحة الباسلة، فى ملحمة بطولية سجلها التاريخ فى أنصع صفحاته، هؤلاء الأبطال الذى أقسم كل فرد منهم على الحفاظ على الأرض والعرض، وعقيدتهم أن كل شبر من تراب مصر المقدس هى كل مصر، فكانوا الأمناء الأوفياء للقسم، ولا يزالون يجودون بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن، ضد أعداء الحياة ومحبى الظلام المفسدين فى الأرض .
فتحية إعزاز وإكبار لرجال قواتنا المسلحة وشهدائها الأبرار.
ونحن أيضاً على أبواب انتصارات أكتوبر علينا أن نحيى من خطط لهذه المعارك وترك الأبطال ينفذون ما قام بتخطيطه ، نحيى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، ونحيى أيضاً بطل الحرب والسلام السيد الرئيس محمد أنور السادات ، والتحية موصولة لكل قادة الأسلحة فى حرب أكتوبر ولكل الجنود ولكل قواتنا المسلحة .
ولن نكون أوفياء لمصر التى أحاطها الله بعنايته، إلا إذا مددنا أيدينا فى تكتل وصلابة، وبقلوب صافية فى سعينا وتعاوننا، لتقديم الحياة الكريمة والبيت السعيد لكل مصرى ومصرية، رافعين أعلام البناء والشرف والنزاهة.
فلنكن جميعا يداً واحدة ... ناصيتنا العمل بجهد خلاق ... عيوننا ساهرة ... مرتفعين فوق الأهواء ... جاعلين من الممارسة البرلمانية نموذجاً يحتذى.
# ,اخر خبر ,على عبد العال ,الجلسة الافتتاحية ,دور الانعقاد الثالث