التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 02:23 ص , بتوقيت القاهرة

يوم الكرامة| السادات وكيسنجر.. حرب أكتوبر بـ"نكهة دبلوماسية"

تحل علينا الذكرى الـ44 لانتصارات حرب أكتوبر، والتي على قدر كونها حربا عسكرية كانت أيضًا دبلوماسية وسياسية، ولعل أشهر ما سيطر في هذه الساحة كان الرئيس الراحل أنور السادات، وهنري كيسنجر عميد الدبلوماسية الأمريكية.

وقبل حرب أكتوبر كان الغموض يخيم على الموقف المصري منذ تولى السادات الرئاسة، وكانت أغلب التوقعات إنه لن تكون هناك حربا، وأن مصر وسوريا ??إن أرادتا التفاوض لإستعادة الأرض فيجب الانتظار لما بعد 30 أكتوبر 1973، وهو موعد الانتخابات الإسرائيلية.



مذكرات كيسنجر


ويقول هنري كيسنجر في مذكراته: "على وجه العموم فإن الشىء الذي لم يكن يقدر أحد أن يتفهمه قبل قوع هذه الأحداث هو ماذا كان يريد السادات؟" وكان وقتها يعتبر أن سوريا ربما تتصرف بشكل أكثر وضوحا وهو استرداد أرض محتلة، أو على الأقل تكبيد إسرائيل خسائر.


وذكر أيضا: "لم يكن بحسباننا أن تدخل الأمة العربية الحرب، دون إفساح المجال أمام الدبلوماسية وكان عليها أن تنتظر نتائج مبادرة للسلام سنقوم بها في اليوم التالي للانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في الثلاثين من أكتوبر"??.. مشيرا إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يرددون أن الهجوم المصري مستحيل وكانت التقديرات الأمريكية تقول نفس الشئ.


ولكن بقدر غموض السادات كان هنري كيسنجر والإدارة الأمريكية كتاب مفتوح، للرئيس المصري حيث يذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق "كان هدفنا واضحا تأمين بقاء إسرائيل والمحافظة على أمنها وفي نفس الوقت نحتفظ بعلاقات مع العرب ونمنع النفوذ السوفيتي حتى لا يظهروا في صورة منقذ العرب، وإذا فازت إسرائيل في أي نزاع عسكري لاحق يكون علينا تحاشي كراهية العرب لنا".



بعد الحرب الساعات الأولى من حرب أكتوبر بدا من مذكرات كيسنجر تغير نظرته للموقف تماما حيث قال عن السادات "المهارة التي بدت من السادات منذ الساعات الأولى للحرب هي في تطلعه الدائم لجوهر المشكلة، وهذا أقنعني أن تعاملنا هو مع رجل دولة من الطراز الأول، فلم يكن السادات رجلًا عاطفيًا فهو ماهر في الدفاع عن مصالح بلاده، وعلى الرغم من تحفظه العلني ومرونته، كان حريصًا في إعلامنا أن لديه عدة خيارات ولا مجال للشك أنه كان صاحب الرأي في حظر إسالة البترول الذي سنشعر قريبًا بثقل وطأته".


وأضاف أيضا "لم يبخل السادات في إعلامنا وبكل جرأة عن نواياه، لكننا لم نصدقه، لقد أغرقنا بالمعلومات، لكن استنتاجاتنا كانت غير صحيحة، والسادس من أكتوبر دل على أوج فشلنا في تحاليلنا السياسية".



التحليلات الإسرائيلية


تتوافق أيضا رؤية إسرائيل لمناورات السادات مع ما ذكره الدبلوماسي الأمريكي المحنك، حيث يذكر تقرير المؤرخ العسكري الإسرائيلي شيمون مندز أن الرئيس المصري كان قبل الحرب يمارس خطة خداع طويلة المدى تستهدف استنزاف إسرائيل وأمريكا معا حيث كان يهدد ويرسل مطالب وهو يعلم يقينا أن إسرائيل لن تقبل بها وبعدها يتراجع عنها ثم يقدم مطالبه الحقيقية محتدا بأنه تنازل عن 90% من مطالبه ولن يتنازل أكثر من هذا.


وبالتالي كان كيسنجر وقتها يشعر أن عليه استرضاء الجانب المصري، حتى لا يخسر فرصة تدخل أمريكا في التفاوض بين مصر وإسرائيل.


ويشير مندز في تقريره إلى أنه لا يعتقد أن ثعلب الدبلوماسية الأمريكي تعلم الدرس حقا فهو بعد الحرب ظل يسقط في نفس الفخ خلال المفاوضات بين مصر وإسرائيل رغم أنه يفترض أن عرف حقيقة السادات.. حيث يقول في تقريره "فور أن انتهت الحرب، بدأت المعركة السياسية، وفاجأ كيسنجر مجددا، بعدما اقترح الأخير تنازلات ضخمة من الجانب الإسرائيلى، فى حين طلب السادات تنازلات ضئيلة، ويبدو أن الفارق الثقافى بين الاثنين هو السبب فى مفاجأة كيسنجر".


اقرأ أيضا ..


حرب أكتوبر والإخوان .. الخيانة والطعن في الظهر