مدرس وطباخ ومحاضر في أمريكا.. حاتم الجمسي "محلل سياسي بالبيض"
ما بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، تختلف الصورة الذهنية عن المهاجر المصري حاتم الجمسي، الذي بات بين يوم وليلة حديث الجميع ومحل جدل لا ينقطع، ما بين مهاجر مصري اجترح المعجزات، وبين "نصاب" باع الوهم بلسانه الطليق للفضائيات، فمن هو هذا المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي من مطاعم أمريكا ومن بين روائح البيض والبيرجر.
المصري يترك بصمته
نموذج لرجل مصري الجنسية، وُلد في قويسنا بمحافظة المنوفية، يبلغ من العمر 69 عاما، كان يعمل مدرسا للغة الإنجليزية في المحافظة قبل هجرته إلى أميركا، أصبح حديث الجميع في الآونه الأخيرة بعدما انتشر اسمه في أغلب الفضائيات المصرية والعربية والأجنبية وهو "حاتم الجمسي".
محلل سياسي بـ"رائحة البيض"
نشرت صحيفة نيويروك تايمز الأمريكية تقريراً عن المصري "حاتم الجمسي" تحت عنوان "اترك سندويتش البيض.. التلفزيون المصرى يتصل"، لتسرد تفاصيل قصته مؤكدة أنه اعتاد الظهور على الفضائيات المصرية طوال العام الماضي، ليحلل ما يجري بالدوائر العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، ليصف أيضا ما يجول في عقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أفكار، وتفسير وسرد لأوضاع المسلمين هناك، وتوقعات للأحداث منها الأزمة الكورية والقطرية.
انكشف المستور
ظل "الجمسي" على هذا المنوال لمدة عام كامل منذ ترشح ترامب لرئاسة أمريكا، دون أن تدري الفضائيات أنه ليس إلا بائع سندويتشات ومقليات ووجبات ساخنة في مطعم اتخذه مشروعا له، باسم Lotus Deli بالمدينة.
لكن بعد أن تحدث "الجمسي" مع قناة العربية وأكد أنه يشعر بالفخر الكبير كونه بائع ساندويتشات في مطعم ومحللا سياسيا في نفس الوقت، ليحصل على شهرة واسعة في نيويورك، مؤكداً أن أغلب الزبائن يأتي خصيصا لالتقاط الصور معه وتذوق وجباته.
من داخل حمامه الصغير
في زاوية صغيرة من زوايا حمام المطعم، وصفه قائلاً : "إنه صغير، لكنه يفي بالغرض"، يظهر فيه الجمسي على الشاشات ليحلل الأوضاع السياسية بكل وضوح ودقة وإقناع، خلفه جدار مزين بالخرائط، يبدو كأنه أحد المحللين "المعتقين"، للدرجة التي لا تجعلك تبحث وراءه عن مهنته الأساسية، وتؤكد أنه أحد السياسين المخضرمين، وحين ينتهي من تحليلاته، كان يسرع لإعداد السندويتشات والوجبات لزبائن طلبوها، وهذه هي مهنته الأساسية، كما سرد بعضا من تفاصيل حياته الشخصية، قائلاً: "أنا متزوج من مختصة أمريكية بالعلاج النفساني، أنجبت منها "فايزة وعمر"، يبلغان من العمر 12 و8 أعوام.
مدرس إنجليزي ثم طباخ ثم محلل سياسي لتنتهي بمحاضر جامعي
دعا البروفيسور "Ari Goldman" أحد أشهر الدكاترة بجامعة كولومبيا الأمريكية، "الجمسي" إلى إلقاء المحاضرات لطلاب كلية الإعلام فيها، لتكون مدتها نصف ساعة فقط، أكدت "العربية" أنه ألقى محاضرة وحضرها أكثر من 20 شخصا، دون أن يتلقّى أي أجر عنها، كانت حول كيفية إيجاد القصص والأخبار ذات الاهتمام للكتابة عنها، وأضاف أن المحاضرة كانت تشمل نصائح عدة منها التحدث إلى الناس والاستماع باهتمام، خصوصا في مجتمعات الأقليات.
مصر هي حديث المحاضرة
قال "الجمسي" إن اللقاء كان أغلبه أسئلة من الطلاب وإجابات منه، مؤكداً أن معظم الأسئلة ومحاورها كانت تدور حول مصر فقط وتفاصيل الحياة بها لينقل صورة إيجابية عنها بالخارج، كما وصف اللقاء بالطلاب بأنه كان ممتعاً، مضيفا أن الدعوة جاءت بعد دراسة تحليلاته بعمق، كما دعته "نيويورك تايمز" لحضور اجتماع للتحرير فيها أمس الاثنين.
نجاح قليل ينتج نجاحات أكبر
بدأت الجامعات المختلفة في إرسال دعوات مختلفة للجمسي ليلقي فيها محاضرات وبمقابل مادي كبير، والبعض عرض عليه تخصيص منحة يتابع فيها دراسته بالسياسة الدولية، أما عن مقابلات التليفزيون فأكثر من 60 مؤسسة رغبت بعمل لقاءات معه، لكنه قَبل التحدث مع قناة CBC المصرية والعربية.نت.
النهاية
أنهى الجمسي لقاءه في العربية.نت قائلاً: "وفروا حجارتكم وسهامكم لأن حاتم الجمسي لا يأبه ولا يكترث".
اقرأ أيضاً:
صور| تكريم نجوم الفن والإعلام في الدورة الثالثة من مسابقة "صورة مصري"