خبراء: دخول "ترامب" على خط الوساطة العربية ابتزاز شرعي
وصف عدد كبير من الخبراء السياسيين تصريحات "ترامب" حول الوساطة القطرية بالتزامن مع زيارة الشيخ أحمد الصباح ، أمير الكويت إلى أمريكا، أنها تلعب على جسد المصالح الأمريكية، والذي عكسه تحركات أمريكا خلال الفترات الماضية لتمديد الأزمة أكبر فترة ممكنة للاستفادة من الصفقات العسكرية والاقتصادية التي يبرمها" ترامب"على جسد الأزمة العربية، والتي يسعى خلالها إلى تخفيض سقف الدين الأمريكي من صفقات.
فرصة آخيرة
وأكدوا في الوقت ذاته أن "قطر" أمام فرصة آخيرة لتنفيذ مطالب دول مكافحة الإرهاب، بعد أن جددت عدم تراجعها عن قائمة المطالب الـ13، لحل الأزمة في إطارعربى، وأن تأخر"قطر" عن وساطة الكويت يمنح "ترامب " فرصه كبيرة للعب على وتر أزمتها لتحقيق صفقاته السياسية
وقال أحمد عطا، الباحث في الحركات الإسلامية، أن زيارة أميرالكويت إلى أمريكا تمثل خط النجاة الآخيرلقطر للخروج من أزمتها العربية ، مشيرا في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" أن أمير الكويت بذل مساعي حميمة لرأب الصدع منذ أول يوم من المقاطعة العربية لتنظيم الحميدين، وأن هذا يحسب لدولة الكويت وأميرها الذي تحمل علي عاتقه تقريب وجهات النظر بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية وقطر من ناحية آخري.
طوق نجاة
وأشار"عطا" أن زيارة أمير الكويت لأمريكا يمثل طوق النجاة الأخير لقطر للخروج من أزمتها، والمحاولة الأخيرة لتراجع قطر عن مواقفها وسياساتها التي تهدد الخليج والشرق الأوسط، وأن لم تنتهزها سيكون الوقت قد فات عليها، وقلل من استجابة قطر للوساطة الكويتية الأخيرة، ومن تصريحات " ترامب"، لأن قطر ما زالت على إصرارها ألا تحلق بعيدا عن سرب إيران وتركيا وقد رتبت شؤونها على ذلك، مشيدا بالتحركات الكبيرة التي بذلها أمير دولة الكويت في حل الأزمة القطرية، والتي كانت تمثل نوعا من مساعي التهدئة.
وأضاف أن دخول "أمريكا" على خط الوساطة العربية، ليس بنيه الإصلاح، ولكن بهدف تحقيق المصلحة، التى تمثل فى هذه المرحلة التاريخية أكبرصورة من صور الإبتزاز الشرعي في التاريخ المعاصر - ،مشيرا أن "ترامب" صانع ألعاب يجيد فن الصفقات والبيزنيس مع الدول - ولهذا نجد انه من الأنسب من وجهة نظر الإدارة الأمريكية في التواصل مع أطراف الأزمة الخليجية لأن الأثرياء لهم لغة مختلفة حتى لو كانوا حكام.
تخفيض سقف الدين الأمريكى
وأضاف أن "ترامب" باع صفقة طيارات مقاتلة للكويت علي هامش زيارة أمير الكويت، إلى جانب الاستفادة من الاستثمارات القطرية التي قامت بضخها في الأزمة، والتي أكدت أن "أمريكا" إستغلت الأزمة القطرية لرفع لتخفيض سقف الدين الأمريكية.
في السياق ذاته قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تصريح "ترامب" بقبول "قطر" مطالب الدول الأربع واستعدادها للتفاوض، يؤكد أن "أمريكا" تلعب دورا قذرا يتعامل بمنطق التاجر المستفيد من الأزمة القطري، مضيفا في تصريحات خاصة لـ" دوت مصر" أن "ترامب" يتعامل مع الأزمة بمنطق التاجر المستفيد من الأزمة، وهو ما ظهر في زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية للوساطة في الأزمة، والتي جنى من ورائها عقد عددا من صفقات السلاح، وكذلك التعاقدات التي قام بإبرامها مع دول الخليج، وهو يحاول التوسط من الأزمة ويستفيد على الجانب الآخر، وأشار" سلامة" أنه يجب استغلال التحول النوعي للعالم الرافض لدعم الإرهاب، والذي أعلن رفضه لقطر كذلك، سواء على مستوى الدول التي أعلنت ذلك بشكل صريح، أو تلك التي رفضتها بشكل معلن، وأن كل هذا يصب في موقف الدول العربية
"قطر"ستارة لتحقيق مصالح اقليمية
ولفت "سلامة" أن تصريحات "ترامب" حول القبول المبدئي لقطر للتحاور في مطالب دول مكافحة الإرهاب، يؤكد أن "قطر" ما هي إلى ستارة لدول آخري وواجهة وانعكاس لمطامعهم السياسية التي ترتبط بالتوقيتات التي تلعب على تحقيق المصالح
وشدد على أن حل الأزمة القطرية لا يمكن أن يكون عبر تصريحات "ترامب" فقط لأن ذلك لا يمكن أن ينهي الأزمة أو يعجل بها، ولكن الحل الحقيقي لابد وأن ينبع من قطر ذاتها، التي يجب عليها الالتزام بتعهداتها، لأن التغيير الحقيقي في الأزمة لابد وأن ينبع من داخلها، للوفاء بتعهداتها، مشيرا إلى أنه يرى أن التغيير الحقيقي في الأزمة لابد وأن يصل بانتفاضة شعبية، لأنها ستكون هي البديل عن التسوية السياسية النهائية التي لن تتحقق في وجود تنظيم الحميدين
اقرأ أيضا
"سلامة": تصريحات "ترامب" حول الوساطة القطرية تؤكد أنه تاجر يعشق عقد الصفقات