بأرباح 200 ألف جنيه سنويًا. بيزنس "البالة" يصل إلى دول الخليج
تعد أسواق البالة واحدة من الأسواق المعروفة منذ القدم، لكنها كثرت خلال الفترة الأخيرة بشكل مُلاحظ، فمع ارتفاع أسعار الملابس الجديدة لم يجد محدود الدخل وهاوي تغير الزي اليومي ملجأ أنسب من ملابس البالة، أما عن الباعة فقد نجح العديد منهم في جني أموال طائلة، والبعض الآخر وصل به الربح إلى امتلاك أكثر من عقار في عام واحد.
ومع انتشار بيزنس البالة، التقي "دوت مصر" بعددٍ من تجار هذه المهنة، للتعرف عن قرب على تفاصيل أدق على لسان "ولاد الكار" نفسه.
زيادة إقبال الزبائن
يقول كرم المالكي، تاجر الملابس المستعملة "البالة"، والذي يبلغ من العمر 37 سنه، إن والدته كانت تعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 25 عامًا، مشيرًا إلى رفضه للعمل معها سابقًا حيث كان يعمل نجارًا ومع زيادة ضغوط الحياة بدأ تدريجيًا في مشاركة والدته عملية بيع الملابس المستعملة حتى تفاجأ بإقبال كبير على شراء هذه الملابس عكس ما كان يتوقع، ما دفعه إلى ترك مهنة النجارة والعمل ببيع الملابس المستعملة في الأسواق.
أرباح بيع الملابس المستعملة
وأوضح الشقيق الأصغر لـ "كرم"، محمد المالكي، 25 عامًا، أن كثرة إقبال الزبائن على شراء الملابس المستعملة من أخيه ووالدته دفعه هو الأخر إلى العمل بنفس المهنة، لافتًا النظر إلى أن عملية البيع في اليوم الواحد تتخطي الـ 1000 جنيه، وهو مبلغ لا يستطيع أى فرد تحقيقة في مهن أخرى أصعب بكثير من بيع الملابس المستعملة.
وتابع "محمد": تمكنت أنا وأخي من تجميع 200 ألف جنيه خلال العام الماضي من بيع الملابس المستعملة حيث لم أستطع في أى عمل سابق عملت به أن أنجح في تجميع ولو ربع المبلغ خلال عام، ما شجعنى أكثر على مواصلة العمل بطرق أكثر ابتكارًا.
إعادة إصلاحها
أما عن هيام عبد المنعم، صاحبة الـ 27 عامًا، والتى تعمل هى وزوجها في مهنة بيع الملابس المستعملة "البالة"، فلم يختلف حديثها كثيرًا عن سابقيها في نفس المنهة، وكشفت "هيام" أنها تقوم بانتقاء الملابس الجيدة من وسط الملابس، ويقوم زوجها "أحمد" الذى يعمل "خياط"، بإعادة تصميمها من جديد، وهناك ملابس أخرى يقوم بتعديلها وإصلاح الجزء التالف منها فقط، لتعود الملابس "البالة" أمام الزبون جديدة.
أسواق الخليج
بيزنس البالة لم يقتصر فقط على الأسواق المحلية، بعد أن أوضح محمود صلاح، 41 سنه، وأحد تجار البالة، أنه يذهب إلى دولة الكويت لشراء الملابس المستعملة من الباعة هناك بأسعار رمزية، ثم يقوم بشحنها إلى مصر وبعد وصول الملابس إلى محلات "محمود" يستطيع بيعها بأسعار أكبر بكثير من شرائها، مشيرًا إلى جودة الملابس التى تأتي من الخارج عن الموجودة في مصر، لأن معظمها يكون ماركات عالمية.
وأضاف "محمود" لـ "دوت مصر": كنت أتوقع أن يكون الإقبال قليل، لكن الإقبال خالف توقعاتي خاصة من قبل الشباب، حيث يتردد على محلاتي جميع الأعمال السنية والفئات أيضًا، ما يدل على جودة المنتجات المقدمة.
ارتفاع أسعار الملابس الجديدة
وعن لجوء المواطن في الشارع للملابس المستعملة يقول الدكتور محمد مروان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الوادي الجديد، إن كثرة إلتزامات الحياة مع ارتفاع شديد في أسعار الملابس الجديدة جعل الفرد يلجأ إلى شراء الملابس المستعملة، لتخفيف نفقاته الشهرية.
وأستطرد "مروان" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": بدأ تجار البالة في اتباع أساليب جديدة في تنظيف هذه الملابس، حيث تظهر في الغالب على أنها جديدة أو "إستعمال خفيف"، وبالتالى تتناسب مع الكثير من الزيائن.
اقرأ أيضًا..
تفاعلي| منظمات مشبوهة تدعو لهدم مصر.. تعرف عليها