صور نادرة| رؤساء مصر على «البلاج».. هنا تخلى القادة عن الرسميات
بعيدًا عن أجواء القاهرة الساخنة، بفعل حرارة شهور الصيف الحارقة أو الأجواء السياسية المٌشتعلة والتي لا تنتهي أحداثها، كان لرؤساء مصر أيامًا يقضونها في المصيف للاستجمام مع عائلاتهم على «البلاج»، كما كان يُعرفه المصريون سابقًا، وما بين المعمورة و«بلوكلي» بالإسكندرية وصولًا إلى مدينة شرم الشيخ، تنوعت شواطيء بحر المحروسة لرؤساء مصر بل ولرؤساء حكوماتها وقادتها العسكريين أيضًا.
يرصد «دوت مصر» بمجموعة نادرة من الصور لقطات إنسانية لرؤساء مصر على البحر في «إجازة صيف».
المنتزه ورأس البر
كان يعد قصر «رأس التين» مقرًا صيفيًا للحكام على مر العصور، وكذلك للأميرات السابقات شقيقات الملك فاروق، حيث كان هذا المصيف الرئيسي لهن في الإسكندرية، ويضاف لقصر«رأس التين» قصر «السلاملك» حيث كان مصيفًا هادئًا للأسرة الملكية، ثم تحول إلى فندق يحمل على جُدرانة خمس نجوم ذهبية بعد ثورة يوليو 1952.
وتشير الوثائق التاريخية إلى أنه في فترة الثلاثينيات والأربعينيات، كانت «رأس البر» أيضًا مصيفًا مفضلًا للملك فاروق الذي زاره 9 مرات، بالإضافة إلى شخصيات مثل مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد باشا.
«بلوكلي» مصيف الحكومة زمان
يعد مصيف «بلوكلي» في حي الرمل بالأسكندرية، هو المصيف الرسمي الذي صمد لمدة 40 عامًا وشهد قرارات تاريخية ما قبل قيام ثورة يوليو عام 1952، حيث شهدت منطقة «بولكلى» اجتماعات مجلس الوزراء لمدة تقارب الأربعين عامًا، وهي تمثل فترة من أخصب فترات تاريخ مصر السياسي وأكثرها حيوية وديناميكية، ومن أشهر من كان يتواجد في مصيف الحكومة، كما كان يٌطلق عليه الزعماء ورؤساء النظارات والوزارات محمد باشا سعيد، ورشدي باشا، والزعيم سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وأحمد باشا ماهر، ومحمود فهمي النقراشي باشا، وغيرهم كثير.
الحكومة تشتري مقرًا لها في المصيف
من الأمور المثيرة للدهشة أن الحكومة المصرية، برئاسة محمد سعيد باشا، قررت شراء مقر للوزارة بمنطقة «بلوكلي»، في 13 يوليو عام 1913، ليصبح مقرًا لاجتماعات مجلس النظار طوال أشهر الصيف.
ومع بداية عهد النظارات في مصر في عصر الخديو إسماعيل، كانت المشكلة في تحديد مقر للاجتماعات الصيفية لمجلس النظار منذ نظارة نوبار باشا الأول في أغسطس عام 1878، وحتى تم شراء هذا المقر بمنطقة «بولكلى» ليصبح مقرًا للوزارات المصرية المتعاقبة في الصيف، ولتشهد «بولكلى» بعد ذلك تعاقب الوزراء وزعماء مصر السياسيين فى تلك الفترة الخصبة من التاريخ المصري وحتى قيام ثورة يوليو عام 1952، حيث تم في أعقابها إلغاء مصيف الوزارة بالإسكندرية لأول مرة منذ نشأة النظارات والوزارات المصرية، وفي 27 يوليو 1952 قرر مجلس الوزراء إلغاء المقر الصيفي للحكومة بحى «بولكلى» وضمه إلى جامعة الإسكندرية.
استراحة المعمورة
عبدالناصر لم يتخذ من الإسكندرية مصيفًا فحسب، بل كانت العديد من اجتماعاته تقام هناك، واجتماعات «استراحة المعمورة» شاهدة على ذلك.
وكشف خالد عبدالناصر ابن الزعيم الراحل، بأن والده كان يذهب إلى الإسكندرية ليمارس هوايته المفضلة، وهي التصوير الفوتوغرافي على شواطئ عروس البحر المتوسط، وكان يحرص دومًا على اصطحاب العائلة بالكامل في رحلاته إلى استراحة المعمورة.
كما اعتاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قضاء إجازة المصيف على شواطيء الإسكندرية وتحديدًا في منطقة المعمورة، ومثلما كان عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر لا يفترقان أبدًا في خضم الحياة السياسية، فإن المصيف كان له نصيب أيضًا من تواجدهما معا، حيث كان لهما بيتان مثل بعضهما البعض يفصل بينهما شارع، وتلتقي عائليتهما بشكل يومي على «البلاج» في المصيف.
المعمورة عشق السادات
جذبت المعمورة العديد من المشاهير للإقامة الصيفية بها من الفنانين والساسة وغيرهم، ومثلما كان يقيم بها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فالرئيس محمد أنور السادات كان أيضًا عاشقًا للمعمورة، حيث حوّلت رئاسة الجمهورية الاستراحة الخاصة بالملك فاروق بمنطقة «المعمورة» بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، ليقيم بها رؤساء مصر بصفة دائمة خلال زياراتهم المتكررة للإسكندرية.
وتعد تلك الاستراحة شاهدًأ على كثير من القرارات المهمة والمؤثرة في فترة حاسمة من تاريخ مصر الحديث والمعاصر، خصوصًا في عهد الرئيس السادات الذي كان دائم الإقامة بها، وكان يستقبل فيها عددًا من زعماء دول العالم، ولكونه كان مرافقًا دائمًا للرئيس جمال عبدالناصر حتى قبل ثورة يوليو، فيمكن القول بإن السادات اكتسب حب الإسكندرية من صديقه المقرب «عبدالناصر»، وهو الأمر الذي دفعه إلى شراء كابينة خاصة في المنتزه ليجعلها استراحة خاصة به.
وبعد توليه الحكم لم يتغير الوضوع كثيرًا، ولكن دومًا السادات يظل مختلفًا عن سابقيه، فالرئيس الراحل لم يكن يخجل أبدًا من التقاط الصور وهو يرتدي زي البحر أو «المايوه» وقد كشفت عائلة السادات عن جزء كبير من تلك الصور بعد ذلك.
مبارك ما بين مطروح وشرم الشيخ
اعتاد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الإقامة في شرم الشيخ خلال فصل الصيف، حتى إن البعض اعتبر مقر إقامته في تلك المدينة هو قصر الحكم الصيفي خلال تلك الفترة، أما في الفترة التي كان فيها مبارك نائبًا للرئيس الراحل السادات، فقد قيل إن مطروح كانت من الأماكن المفضلة له لقضاء إجازة الصيف.
وكان لمبارك كابينة بشاطئ نفرتيتى التي خصصت لرئاسة الجمهورية عندما تولى الحكم والتي تقع في قلب البحر نهاية طرف الشاطئ بها ثلاثة حجرات نوم وحجرتي صالون وثلاث حمامات ومطبخ كبيرة ومكان لمبيت الخدمة، ورغم الإشراف الهائل عليها إلا أن مبارك لم يدخلها يومًا واحدًا ليكون أول دخول لابن الرئيس مرسى الأكبر.
المعزول مرسي يليق به «الحرملك»
محمد مرسى كانت يهوى الإقامة في الحرملك بالمنتزه (هو جناح الحريم في القصور العثمانية)، فيما أشارت بعض التقارير الصحفية أن نجل المعزول ذهب مرة واحدة للمعمورة إبان فترة حكم الجماعة الإرهابية وكان يسير وسط أكثر من 9 سيارات مصفحة، كما نزل في كابينة مبارك برفقة 8 من أصدقائه وطاقم الحراسة والسائقين.
السيسي يفضل الإسكندرية
عدد من الشواهد قد تؤكد أن عروس البحر المتوسط هي المكان المفضل للرئيس عبدالفتاح السيسي لقضاء أوقات الإجازة في الأعياد، ولعل ما يدلل على ذلك الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، في 7 أكتوبر 2014، حيث ظهر وهو يقود دراجة في حي المعمورة، وقام المصريون بتحية الرئيس أثناء جولته.
وسبق واحتفل السيسى، بإجازة «شم النسيم»، في الاستراحة الرئاسية بمنطقة المعمورة بالإسكندرية، بمرافقة أسرته، كما أدى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي اكثر من مرة صلاتي عيد الفطر والأضحى بالإسكندرية، كان آخرهم صلاة عيد الأضحى مؤخرًا بمسجد محمد كريم بمقر قيادة القوات البحرية برأس التين فى محافظة الإسكندرية.
اقرأ أيضًا