لعل الأدوات الجديدة التي تستخدمها قطر في حربها على الدول العربية، وبالأخص دول الجوار، والأنظمة الشرعية الحاكمة بها، لا تقتصر على فئة النشطاء المعروفين، على غرار حازم عبد العظيم في مصر، وتوكل كرمان في اليمن، حيث يستخدمهم نظام قطر لتبييض وجهه، بعيدا عن الوجوه القديمة التي أصبحت توجهاتها محفوظة في الشارع العربي.

إقرأ أيضا: حازم عبدالعظيم أداة جديدة لقطر.. ومريم الكعبي: ما إعرابه من الجملة؟

توكل كرمان.. أداة قطر للوقيعة بين السعودية والإمارات

إلا أن إمارة قطر اتجهت نحو استخدام حسابات مسيئة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعارات المعارضة والنشطاء، حتى تضفي قدرا من المصداقيه على تغريداتهم، واستخدام تلك التغريدات بعد ذلك كمادة إعلامية يمكن الترويج لها سواء في القنوات القطرية أو الإيرانية.

ولعل الحساب الإلكتروني، والذي يحمل اسم تركي الشلهوب، مثالا بارزا على الشكل الجديد للمعركة الإعلامية التي يقودها التحالف القطري الإيراني من خلال الهجوم على المواقف التي تتبناها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب من خلال استخدام حسابات مسيئة ليست لها هوية واضحة، باعتبار أنهم نشطاء، وبالتالي يمكن نشر ما يكتبونه على أنه حقائق بهدف إثارة الفتنة والفوضى داخل الدول العربية.

ولعل أكثر ما يثير في تغريدات الشلهوب، والذي يقول عن نفسه أنه كاتب صحفي، هو تبني نفس المفاهيم التي يتبناها النظام الحاكم في إمارة قطر، والتي تقوم في الأساس على التقليل من شأن الإنجازات الكبيرة التي تحققها الحكومة السعودية سواء على المستوى السياسي أو حتى على المستوى الاقتصادي، ولعل أبرزها برنامج "رؤية المملكة 2030"، والذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي يهدف في الأساس إلى تحقيق الإصلاح الاقتصادي، وهي الخطة التي حظت بإشادة كبيرة على المستوى الدولي.

الحساب الإليكتروني، والذي يحظى بمتابعة كبيرة من قبل عدد من الإعلاميين القطريين وأفراد من الأسرة الحاكمة في قطر والذين يحرصون دائما على إعادة نشر تغريداته، يروج كذلك لمفاهيم جماعة الإخوان من خلال الإساءة للنظام المصري، وكذلك تشويه صورة الإمارات، من خلال تغريداته المسيئة.

ولعل أهم ما يروجه الحساب المزعوم هو نفس المباديء التي سبق وأن روجها قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، كالإساءة لبعض المفاهيم، وعلى رأسها مفهوم الوطنية، وكذلك الترويج لشعارات قناة الجزيرة القطرية، والجماعات المدعومة من قبلها

تغريدات الشلهوب نالت الرضا ليس فقط حكام إمارة قطر، ولكنها حظت بدعم النظام الحاكم في إيران، حيث أصبحت تغريداته محلا لاهتمام قناة العالم، والمعروفة بقربها من النظام الحاكم في إيران، وذلك لما تتضمنه من إساءات للمملكة العربية السعودية.

الكاتبة الإماراتية مريم الكعبي أكدت، تعليقا على تغريدات "الشلهوب" بقولها أن ما يروج له هذا الحساب ما هو إلا جزء من بضاعة جماعة الإخوان الإرهابية التي كسدت، والتي تهدف في الأساس إلى افتعال الأزمات وإثارة الفتن.

واستطردت الكعبي بقولها أن ما يقدمه مثل هذا الحساب، وغيره من الحسابات المشابهة له هو "وجبات مسمومة وملوثة من التحريض وافتعال الأزمات وصناعة الكراهية."

وتعليقا على هجومه على بعض الكتاب والمفكرين الإماراتيين، تقول الكعبي "توقيت الحساب الوهمي الشلهوبي تزامن مع تغريداتي عن مصر ويبدو من التزامن أن الحديث عن مصر ما زال قاتلاً لدى المتحزبين."

أما الكاتب الإماراتي سلطان العميمي، فأعرب في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن اتفاقه تماما مع ما قالته مريم الكعبي، حيث أكد أن الهجوم عليها من قبل الحساب الوهمي هو نتيجة حتمية لموقفها الرافض للعبث بأمن مصر، موضحا أن "حساب شلهوب فهو وهمي وتابع لحكومة قطر وتنظيم الإخوان."