تفاصيل إهدار 25 مليون جنيه بمخازن مديرية التربية والتعليم بالجيزة
أزمة جديدة تواجهها مديرية التربية والتعليم بالجيزة، بعد تردد أنباء عن تلف وفقدان عدد من السبورات الذكية، وأجهزة "البروجيكتور" الخاصة بها داخل بعض المدارس بإدارة العجوزة التعليمية.
تلك الواقعة أعادت فتح ملف "السبورة الذكية" في مدارس الجيزة، وما وقع به من مخالفات سواء في عملية التوريد أو بنود التعاقد والتشغيل، ومانتج عنه من إهدار لملايين الجنيهات نتيجة بنود التعاقد مع الشركة التي تولت توريد تلك السبورات لمدارس المحافظة.
اللوحة الخشبية
بحسب التعاقد بين وزارة التربية والتعليم، والشركة الموردة للسبورات الذكية، كان الهدف هو استبدال اللوحة الخشبية في الفصول بالسبورات الذكية، تماشيا مع خطة الوزارة لتطوير التعليم واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة بما يعود بالنفع على الطلاب .
1963 سبورة بالجيزة
بحسب تقرير استلام وتوزيع السبورات الذكية على مدارس محافظة الجيزة، والمعتمد من أكثر من عام ونصف، فإن مديرية التربية والتعليم استملت 1963 سبورة بكافة المعدات والحوامل وأجهزة البروجكتور الخاصة بها، وتم إيداع تلك السبورات بمخازن الإدارات لشهور طوال حتى بدأ بعضها في التلف نتيجة سوء التخزين والتعامل معها.
14 إدارة
واختصت المديرية 14 إدارة فقط لتوزيع تلك السبورات عليها، وهي إدارات "البدرشين، الحوامدية، الدقى، العجوزة، العمرانية، الهرم، كرداسة، الشيخ زايد، الصف، اطفيح، منشأة القناطر، الواحات، وشمال الجيزة، وجنوب الجيزة"، دون باقي الإدارات التعليمية بالمحافظة والبالغ عددها 20 إدارة على مستوى الجيزة، وامتلأت مخازن تلك الإدارات بهذة الأجهزة دون وجود أي تأمين عليها يحول دون إتلافها، أو سرقتها، أو حتى سرقة بعض محتوياتها والتي تقدر بآلاف الجنيهات.
25 مليون جنيه
وبحسب التقرير -حصلنا على نسخه منه- فإن تكلفة إجمالي السبورات التي تم توريدها للمحافظة بلغ 25 مليونا و519 ألف جنيه، بإجمالي سعر 13 ألف جنيه ثمن السبورة الواحدة، إلا أن أحد أهم شروط التعاقد كان عدم تركيب تلك السبورات إلا من خلال الفنيين المعتمدين من قبل الشركة الموردة، وألا يتدخل أي فني بالإدارات التعليمية، في تركيب السبورات الذكية، الأمر الذي تسبب في تعطيل استخدامها في معظم إدارات المحافظة، نتيجة تعنت الشركة وتأخرها في إرسال الفنيين المختصين بالتركيب، ماتسبب في ماروقع من حوادث فقد وتلف بعضها.
المصرية أرخص
الغريب في الأمر، وبحسب مصدر مسئول بالمديرية، أنهم تلقوا عروض أسعار لتوريد السبورة الذكية بمبلغ 3 آلاف جنيه، أي بإجمالي تكلفة 6 ملايين جنيه ومصنعة بأيدي مصرية 100%، إلا أنه تم التعاقد مع الشركة لتوريد السبورات المستوردة، وتم تركيب نحو 1000 سبورة منها بالمدارس، ولكن تم وضعها على اللوحة الخشبية الموجودجة بالفصول، دون تركيبها في أماكن مخصصة لها وبالشكل السليم للتركيب وبالتالي أصبح داخل كل فصل لوحة خشبية معلق عليها سبورة ذكية، وهو مايعرضها للتلف السريع، حيث أنها تتلف بمجرد اللمس بأصابع اليد دون استخدام القلم الخاص بها، كما تسبب هذا الأمر في اعتماد بعض المدارس على التلقين فقط دون الشرح بسبب وضع السبورة الذكية أعلى اللوحة الخشبية وعدم تشغيلها الأمر الذي عطل استخدام الاثنين.
فك وتركيب
وكشف مصدر مسؤول بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، أنه تم رفع وفك عدد كبير من تلك السبورات بعد أن تم تركيبها وإعادتها مرة أخرى إلى المخازن، دون تحديد مصير تلك السبورات خاصة وأنه تم تركيبها بموجب إخطار رسمي، وهو ما يثير الريبة في تحديد مصير تلك السبورات مطالبا بالاستفادجة منها وتشغيلها بدلا من إيداعها مهب السرقة والتلف وإهدار ملايين الجنيهات دون فائدة.
اقرأ أيضا..
مستندات| فضيحة "ابتدائية الجيزة".. "ساقط ومنقول للصف الأول الإعدادي"