الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني.. الرجل الذي سعى إليه المجد ليلتصق باسمه
إشادة كبيرة حملتها مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج بالدور الذي قام به الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، وهو أحد حكماء الأسرة الحاكمة في قطر، خلال لقاءاته المكوكية التي عقدها مسئولي المملكة العربية السعودية، من أجل إيجاد حل للعديد من الأزمات بين بلاده قطر، وجيرانها في ضوء الدعم الذي يقدمه تنظيم الحمدين - نظام قطر الحاكم - في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية.
الشيخ القطري، والذي لقبه أبناء دول الخليج بـ"سليل المجد"، حاول إنهاء الأزمة، خلال لقاءاته بولي العهد السعودي، ثم بعد ذلك بالعاهل السعودي، وهو الأمر الذي حظى بتقدير المملكة العربية السعودية، حيث استجابت الحكومة السعودية لوساطته، وقرر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز فتح منفذ السلوى الحدودي أمام حجاج قطر، بل السماح بدخولهم دون تصاريح، وأن تتم معاملتهم باعتبارهم ضيوف له شخصيا، وهو الأمر الذي يعكس مرونة المملكة في التعامل مع الأزمة بالإضافة إلى دحض ادعاءات تميم ونظامه حول قيام السعودية بتسييس شعائر الحج.
الشيخ عبد الله آل ثاني هو سليل عائلة آل ثاني، الفرع المؤسس لدولة قطر، حيث لعب شقيقه احمد بن علي آل ثاني دورا رئيسيا في في استقلال قطر عن الوصاية البريطانية في بداية السبعينات، مستكملا بذلك الدور الذي سبقه إليه الجد المؤسس الشيخ جاسم آل ثاني، والذي تمكن من طرد العثمانيين، قبل أن يقوم ابه عمه، الشيخ خليفة، جد أمير قطر الحالي بالانقلاب عليه في عام 1971، وذلك ليدشن سلسلة من الإنقلابات المتتالية التي شهدتها الإمارة الخليجية.
وعلى الرغم من محاولات الفرع الحاكم في طمس إنجازات مؤسسي قطر الأصليين، إلا أن الشيخ عبد الله بن علي الثاني بقى مخلصا لوطنه، وهو ما بدا واضحا في الدور الذي قام به مؤخرا لخدمة أبناء قطر، بعيدا عن أي أطماع في الوصول إلى مقعد السلطة.
النهج الذي يتبناه الشيخ عبد الله لا يختلف كثيرا عن رؤية باقي الدول الخليجية، والتي تقوم في الأساس على ضرورة أن يكون الحل لأي أزمة في منطقة الخليج، من داخل دول الخليج، وليس من الخارج، كما يفعل تنظيم الحمدين، والذي لجأ لاستجداء الدول الغربية من أجل التوسط لدى قيادات دول الخليج، مستهينا بجهود دولة الكويت التي سعت للوساطة منذ اللحظة الأولى من بداية الأزمة.
الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني تمكن من تحقيق شعبية طاغية في دول الخليج دون أن يسعى إلى ذلك، ولكن صدقه في خدمة أبناء الشعب القطري وصل بالفعل إلى قلوب أبناء الخليج، الذين لم يتوانوا عن تلقيبه بـ"سليل المجد"، فالمجد لا يمكن أن يكون قرينا لإسم من يسعى إليه بسياسات تهدف إلى إثارة الفوضى وإشعال الفتن ودعم الإرهاب، ولكن المجد دائما ما يجري وراء من يطمح في خدمة شعبه وأبناء أمته دون أن ينسب لنفسه فضلا أو يسعى لطموح شخصي.
إقرأ أيضا