"السجن يلاحق مولانا".. 300 ألف دجال لم تنفعهم أسيادهم
"احنا مش بناخد أي فلوس ولا حاجة لينا.. كل الحاجات اللي بنطلبها علشان الأسياد"، أكاذيب يطلقها الدجال على المترددين عليه لمحاولة اقناعهم دائمًا أن جميع ألاعيبه حقيقية وتخلو من النصب، ورغم معرفة الكثيرين بأكاذيب هؤلاء إلا أن آخرين يقعون دائمًا في فخ النصب.
وفي إحصائية غريبة أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مؤخرًا كشفت أن معدل الإنفاق السنوي على أعمال السحر والشعوذة بلغ 10 مليارات جنيه سنويًا، كما أوضحت إحصائية أخرى أصدرها مركز البحوث الاجتماعية والجنائية أن عدد الدجالين قدر بنحو 300 ألف شخص، الأمر الذي يُظهر مدى سوء الفكر الذي وصل إليه العديد من الأشخاص.
الإحصائية أظهرت أيضًا أن نحو 275 خرافة تتحكم في عقول المصريين، على رأسها مشكلات تأخر سن الزواج وعدم الإنجاب والمشكلات الجنسية المعقدة، إضافة إلى الأمراض المستعصية، وتصدرت محافظة القاهرة القائمة من حيث عدد المشعوذين أو تركزهم؛ حيث يصل عددهم إلى أكثر من 100 ألف شخص في العاصمة.
ومع ارتفاع عدد ضحايا الدجل والشعوذة.. يفتح "دوت مصر" نقاشًا مع خبراء الشأن للتعرف على أسباب لجوء الأشخاص لهذا الطريق.
قصور دينية
يقول الدكتور محمد أكرم، طبيب نفسي، إن أسباب لجوء الشخص لأعمال الدجل والشعوذة يعود إلى قلة الوعي الديني لديه، مشيرًا إلى كثرة الشائعات التي يطلقها آخرين ما بين الحين والآخر وتحدث صدى كبير، ما تتسب هذه الشائعات في جذب عددٍ من الموطنين حتى لو لم يمتلكون ثقافة دينية ووعي كبير.
وأضاف "أكرم"، في تصريحات خاصة لـ "دوت مصر"، يلعب الدجال على القصور الدينية التي يعانى منها المتردد عليه، ومن ثم يبدأ في زرع الوهم عند الضحية بأن مشاكله جميعها ستحل بعد تلبية كافة المطالب التي يريدها الجن وهذا أمر خطأ.
قلة الوعى الثقافي
يرى الدكتور أحمد سعيد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنصورة، أن الأعمال الدرامية ساهمت بشكل كبير في زيادة انتشار مثل هذه النماذج على أرض الواقع، كما ساعت الدجالين والنصابين على الوصول لوسائل جديدة يمكن من خلالها النصب على المواطنين وبيع الوهم لهم.
وتابع "سعيد": تؤثر قلة الثقافة عند البعض في مساعدة النصاب أو الدجال في إقناع الضحية ببعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة، ومع حب الدجال للمال والتربح يقع العديد من المواطنين ضحية سهلة في أيديهم.
عقوبة السجن
ومن الناحية القانونية، أكد الدكتور محمد النجار، الخبير القانوني، أن القانون يعاقب المُدان في النصب على المواطنين سواء بالسحر أو خلافة بالسجن مدة تتراوح من 3 سنوات إلى 10 سنوات، ومن الممكن أن تختلف العقوبة حسب رؤية قاضي التحقيقات الملف بالبت في الواقعة.