بعد تعاون الجزيرة وارنا.. هل تخطط قطر وإيران لـ "لوبي إعلامي"؟
تواصل قطر الارتماء في حضن إيران منذ اندلاع أزمتها الدبلوماسية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في يونيو الماضي، واهمةً بأن النظام الإيراني - المتهاوي من داخله - سيكون درعًا لها في مواجهة الدول العربية، التي تطالب الدوحة بكف يدها عن دعم وتمويل الإرهاب بالمنطقة.
آخر أشكال التعاون الإيراني القطري جاء أمس الثلاثاء، بإعلان وكالة الأنباء الإيرانية، ارنا، تباحثها مع الجزيرة القطرية بهدف تعزيز العلاقات الإعلامية بينهما، ومن الوارد أن تكون هذه الخطوة تمهيدًا للوبي إعلامي معادٍ لمصالح الدول العربية، في ظل استمرار النهج الإعلامي الإيراني والقطري المسيء للدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
ارنا والجزيرة
التقي مدير عام وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا"، محمد خدادي، الثلاثاء، بمدير عام قناة الجزيرة القطرية، مصطفي سواق في الدوحة؛ لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك.
وأشار خدادي خلال اللقاء إلى أهمية نقل المعلومات من مصادرها الرئيسية، للوقوف على حقيقية الأحداث، نظرًا لأهميتها في وضع سياسات الدول، محذرًا من عرقلة النشاطات الإعلامية، ومضيفًا بأن وسائل الإعلام الإيرانية تعمل بشكل جاد، على تمهيد أرضية التعاون بين مختلف الشعوب.
وأشارت الوكالة، إلى أن مدير عام قناة الجزيرة، أشاد خلال اللقاء بالتاريخ الإيراني العريق، وذكرت أن "سواق" أعلن عن استعداد القناة تعزيز التعاون مع الوكالة، وأشار إلى حرص القناة "على ترسيخ التعاون مع وسائل الإعلام، ونقل المعلومات بشأن إيران".
قناة العالم
وجّهت قناة العالم الإيرانية، في مطلع يوليو الحالي، الشكر لقناة الجزيرة وإدارة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في الشرق الأوسط.
وجاء توجيه الشكر بعد المساعدة في استعادة حساب القناة على "تويتر" ووقف القرصنة.
اقرأ أيضًا:
الإعلام الإيراني يشكر قناة الجزيرة لهذا السبب
نبرة مختلفة
وفي ظل رصد التعاون القطري الإيراني في مجال الإعلام، كشف تقرير لمركز "المزماة" للدراسات والبحوث عن تغطية الجزيرة القطرية للانتخابات الإيرانية الأخيرة، في مايو الماضي، والتي حاولت خلالها إظهار إيران، وكأنها واحة للديمقراطية، تفوق ديمقراطية الغرب، متناسيةً قمع النظام الإيراني لشعبه وتدخلاته في شؤون دول الجوار.
وأشار التقرير ذاته إلي أن طهران استضافت خلال الانتخابات وفدًا قطريًا ضم باحثين وإعلاميين على رأسهم التونسي محمد كريشان، بالإضافة إلى تغيير منصات إعلامية تابعة للدوحة لهجتها، واستخدام مصطلحات مداهنة لإيران، في التغطيات الإخبارية لأزمات المنطقة، وكذلك تغطية خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله الذي هاجم فيه دول الخليج، وقمم الرياض الثلاثة التي عقدت مؤخرًا.
وفي مقابل هذا، ردّ الإعلام الإيراني المداهنة القطرية بأحسن منها، بعد أن كان يصف أمير قطربـ "عراب التطرف" في المنطقة، ويهاجم الدوحة ليل نهار، كل هذا تبدل إلي إطراء على السياسة القطرية في المنطقة، والادعاء بأن قطر ضحية للمؤامرات الأمريكية السعودية، في إطار محاولة من الإعلام الإيراني للسير على نفس النهج الرسمي الإيراني، بإستغلال الأزمة القطرية حتى النفس الأخير.
اقرأ أيضًا:
صور| الإعلام الإيراني يواصل "فبركة" أخبار عن السعودية