65 عام مرت على ثورة 23 يوليو التي قام بها الضباط الأحرار، وكان الرئيس الراحل محمد نجيب على رأسهم، والذي عاني من التجاهل في كل العصور رغم دوره البارز وقتها.

حرصت القيادتان السياسية والعسكرية على إحياء اسم اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية الأسبق، في ذكرى احتفالات ثورة 23 يوليو، والتي سيتم الاحتفال بذكراها الأحد المقبل.

وتم إطلاق اسم اللواء محمد نجيب على أكبر قاعدة عسكرية بمنطقة الحمام، والتي تعد الأكبر من حيث الانتشار العسكري في الشرق الأوسط، وتم تأسيسها على مساحة 18 ألف فدان.

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته التي ألقاها أثناء افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام بمرسى مطروح، إن هذا الافتتاح برهانٌ على وفاء مصر لابن من أبنائها، تصدى للعمل الوطني في لحظة دقيقة وفارقة، وهذا يعد تكريمًا لإسهامه الوطني.

نشأته

ولد الرئيس الراحل عام 1901 في الخرطوم لأب مصري وأم سودانية، وكان أول رئيسا لجمهورية مصر العربية بعد إعلان الجمهورية وإنهاء الملكية.

أنتخب عام 1952 رئيسا لنادى الضباط الأحرار، وبعد قيام ثورة 23 يوليو اختاروه الضباط الأحرار ليكون قائدا للثورة وتولى منصب أول رئيس جمهورية في 18 يونيو عام 1953.

أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بإعفاء نجيب من الحكم، فيما وصفه هو فى مذكراته بانقلاب مجلس الثورة عليه، وتم ترحيله عام 1954 إلى سجن المرج، ثم وضع تحت الإقامة الجبرية بفيلا زينب الوكيل بضاحية المرج لمدة 30 عاما.

معاناة نجيب واحتجازه

عانى محمد نجيب أثناء فترة احتجازه، فكان يمنع على المقيمين في الفيلا الخروج في الفترة من الشروق حتى الغروب، كما أعتاد الجنود المتواجدين أمام محل إقامته إطلاق النار أثناء الليل مما كان يؤثر على فترة نومه.

تعرض نجيب وأسرته للتجاهل حتى بعد وفاته، وأفتتح أول متحف يتحدث عن إنجازاته عام 2007، وحرم نجيب من استقبال نعش ابنه الذي لقى حتفه بالخارج ورفض مجلس قيادة الثورة وقتها خروجه من الفيلا المحدد بها إقامته لدفن نجله واستلام جثمانه.

محمد نجيب متطوعا للجيش

طالب نجيب أيضا التطوع في الجيش بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1965، وأرسل خطابا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في الخامس من نوفمبر من نفس العام، يطلب فيه التطوع كجندي عادي في جيش مصر للدفاع عن تراب الوطن .

قال نجيب في نص خطابه "قد يظن غيركم أنى هازل أو محاول للدعاية لنفسي أو غير ذلك، ولكنكم تعرفون أخلاقي، ومن ميزاتكم الفريدة القدرة على معرفة الرجال كما أن أي رجل شجاع أو أي وطني صميم يستطيع بسهولة أن يؤمن بصدق ما أكتبه إليكم الآن".

لاقى أحفاد محمد نجيب خبر افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية أمس بسعادة بالغة واعتبروه تكريما بعد معاناة طويلة عاصروها معه، وقالت إحدى حفيداته "إن سعيهم بالحديث عن الرئيس الراحل توج للمرة الأولى بنجاح".