التوقيت الأحد، 24 نوفمبر 2024
التوقيت 06:22 م , بتوقيت القاهرة

مخاطر تنامي السلفية الجهادية يكشفها المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب

أكدت دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، على تخوفه من عودة الجهاديين الأوربيين الذين خرجوا من دولهم للقتال في سوريا، وعرضت أبرز المخاوف الأوروبية من تنامي انتشار السلفية في الغرب.


وتؤكد الدراسة أن السلفية لا تقبل بغير حكم الشريعة كمعيار لفهم اختياراتها والحكم على توجهاتها السياسية، وفقا لتخوفات عدد من المسؤولين الأمنيين في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، والذين يعربون عن قلقهم من تعاظم التيار الأصولي المتشدد، والذي يعزز نفوذه بين المسلمين في هذه الدول الأوروبية، حيث يدعو إلى الفصل التام بين الجنسين ويمتدح "الجهاد الإسلامي" الذي يمثل إغراءً كبيرًا للشباب الأوروبي، ما يدفعهم إلى التوجه لكل من سوريا والعراق للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإرهابية.


السلفية الجهادية


جمعية المدينة الثقافية الإسلامية  


وتزامنت تلك التحذيرات مع ما أصدرته وزارة الداخلية في ولاية هيسن الألمانية عام 2017، والتي تخوفت من نشاط بعض الجمعيات السلفية، الموجودة في أوروبا وتحديدا ألمانيا، والتي تنشط بها جمعية المدينة الثقافية الإسلامية في مدينة كاسل وسط ألمانيا، بعد أربعة أشهر من القيام بمداهمة مقر المسجد التابع للجمعية ووجود أدلة على إلقاء خطب تحض على الكراهية فيه.


وقال وزير داخلية الولاية بيتر بويت: "بحظر هذه الجمعية حرمنا المشهد السلفي الجهادي من مؤسسة مركزية لنشر التطرف في مدينة كاسل".


وكان إمام مسجد المدينة وهو عضو بمجلس إدارة الجمعية التي حظرت وإمام آخر، يلقيان دائما خطبا سلفية متشددة، ودعيا علنا لقتل المخالفين دينيا، وتوصل المحققون إلى أن العديد من رواد المسجد سافروا إلى سوريا.


حزب الشريعة ببلجيكا


وعن أبرز تلك التنظيمات السلفية التي تثير مخاوف ألمانيا، تنظيم الشريعة من أجل بلجيكا، والذي يمثل أبرز التنظيمات السلفية المتشددة، ويؤكد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حرصه على حمل السلاح وتدريب أعضائه عليها، كما يؤمِّن مقاتلين لجبهة النصرة في سوريا، وللمجموعات المتطرفة الأخرى، ويخطط لارتكاب أعمال عنف داخل بلجيكا، وأعلن قبل 5 سنوات عن حل نفسه.


خطر عودة المقاتلين الأجانب


9 آلالاف إجمالي السلفيين ببريطانيا


وتركز الدراسة على أعداد السلفيين الجهاديين التي تثير مخاوف الجهاد المسلح، ففي ألمانيا كشفت الدراسة عن وجود 9 آلالاف سلفي أي ضعف عدد المقدر لهم قبل أربع سنوات،


أما في بريطانيا فيزداد عددهم بصورة كبيرة، حيث يديرون سبعة في المائة من أصل 1740 مسجداً في المملكة المتحدة، وفقاً لمستشار الحكومة البريطانية في «مكافحة التطرف الإسلامي» محمود النقشبندي الذي أوضح أن عدد المتشددين يزداد، وخصوصاً بين الشبان، وأن ربع مسلمي بريطانيا الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة «يتقبلون الأفكار السلفية كلها أو أجزاء منها».


ومع أن شبكة «الإنترنت» تشكل حالياً المنصة الرئيسة لنشر الأفكار المتشددة، إلا أن ذلك يجري أيضاً في أمكنة أخرى، مثل المساجد حيث ينشط «السلفيون» في الترويج لمعتقداتهم. ويقول الخبراء إن «سلفيي» فرنسا يشنون حملة لتولي المساجد، فيرسلون إلى مسجد ما أحد رجالهم أولاً، ثم يبدءون توجيه انتقادات إلى إمامه لجذب ولاء مرتاديه، وعادة ما يقع المعتنقون الجدد للإسلام والشبان في شباكهم.


الحركات الجهادية والتبرعات


وحول سبل دعم الجماعات الجهادية، كشفت الدراسة كذلك أن "الحركات الجهادية" لا تدعو اليوم إلى جمع التبرعات بصفة مباشرة، لكن الدعاية "الجهادية" الافتراضية تحث عليها ولا تخلو منها بطريقة مضمرة، فالهدف المستور من استعمال وسائل متنوعة، هو الرفع من حظوظ الحصول على تبرعات كبيرة، حيث تلعب الدعاية دورًا غير مباشر لضمان دعم مالي مستمر، وذلك باستعراض قدرات وقوة التنظيم الجهادي بأمل التزكية والثقة فيه لتمويله.


ومن أكثر مظاهر "الجهادية المالية" سرية اليوم توجهها حاليًا نحو الشبكة العنكبوتية السوداء، سواء لعرض قوتها العسكرية ووسائلها في التنظيم والتدبير والتسيير، أو لنشر كراسات متخصصة في التخريب ونشر الفوضى، أو كذلك لدعوة أنصارها إلى المزيد من دعم هذه القدرات وتطويرها وفق قدراتهم الذاتية.


وحول استغلال تلك الحركات لموجة اللاجئين إلى الغرب، أكدت الدراسة أن ألمانيا شهدت في عام 2015، لجوء عدد كبير من اللاجئين، وهو ما أظهرته التصريحات الرسمية، حيث أبدت هيئة حماية الدستور قلقها حيال المحاولات التي يقوم بها سلفيون وإسلاميون بين اللاجئين لاستقطاب معاونين جدد لهم، وقال رئيس الهيئة هانز-غيورغ ماسن “إن هناك حتى الآن أكثر من 340 حالة معروفة بالنسبة لنا”.


وتابع المسئول الأمني الألماني: "تلك فقط هي الحالات التي علمنا بها وربما هناك حالات أكثر".


وشدد "ماسن" على أنه لا يتعين التركيز فقط على تنظيم “داعش” الذي من المحتمل أنه يرسل إلى أوروبا فرقا إرهابية، مثلما حدث في باريس وبروكسل، ولكن يمكن أن يكون هناك أيضاً جناة يعملون بصورة فردية ويميلون إلى التطرف.


وتشير مجموعة سوفان – وهي منظمة بحثية مقرها في نيويورك إلى أن ما بين 27 ألفًا و31 ألف شخص قد سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة.


وأكدت الدراسة أن مشكلة الجهادية حولت السلفية إلى آلية تنظيمية على الأرض أكثر تطرفًا، ليخرج عن حقيقته ومنظوره ونصوصه الأصولية القائمة على نص القرآن الكريم والسلف ألصالح، لخدمة مصالح مصالح واهداف شخصية داخل الجماعات المتطرفة تتمحور حول الزعامة وجمع المال، أكثر من "الدعوة الى الإسلام".