التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 06:07 ص , بتوقيت القاهرة

صور| على طريقة "Star Wars".. انقلاب تركيا وصعود أردوغان

?تشهد تركيا الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهي المحاولة التي فتحت الباب لتغييرات جذرية في الحكم في تركيا، لدرجة تغيير نظام الحكم للنظام الرئاسي، بدلاً من البرلماني، في تهديد صريح للديمقراطية التي حققتها تركيا في المائة عام الماضية، ولتعرف كيف حدث هذا فكل ما عليك هو إلقاء نظرة سريعة على فيلم Star Wars : Revenge of The Sith من عام 2005 والذي يجذب الانتباه الآن لشدة التشابه بينه وبين ما حدث في تركيا 2016 - 2017.


بدأت القصة بوصول أردوغان للحكم في البداية كرئيس للوزراء، ثم كرئيس للدولة، وسط دعاية بأنه سيصلح الاقتصاد التركي ويحافظ على الديمقراطية.



تاريخ تركيا معروف بالتوتر والانقلابات العسكرية وعددها 4 في أعوام (1960 - 1971 - 1980 - 1997)، وهذا خلق مناخا من انعدام الثقة بين المؤسسة العسكرية والجيل القديم من الجيش وبين أردوغان المنتمي للتيار الإسلامي حيث كان يراه قادة الجيش كمحاولة انقلاب على النظام الديمقراطي من خلال الحصول على سلطات أكثر وأكثر، ليغير شكل الدولة لنظم شبيه بإيران.



وفي 2015 كانت الدعاية الأردوغانية تعمل على نشر فكرة تغيير النظام فعلا من البرلماني للرئاسي بدعوى إنه أكثر فعالية وأكثر أمانًا لحماية الديمقراطية التركية، كما جرت حملة لتشويه سمعة العسكريين الأتراك على مدى سنوات.



وفي النهاية جاءت محاولة الانقلاب التي قلبت الموازين في البلاد، عندما حاولت قوات من الجيش الانقلاب على الحكم وإسقاط النظام الأردوغاني.



ولكن جاءت المحاولة متأخرة حيث كان أردوغان وحزب العدالة والتنمية سيطر بالفعل على معظم مؤسسات الدولة، وكان قبلها أقال على مدى سنوات بقيادات الجيش الأكبر سنًا، والتي كان يمكن أن تشكل عليه خطرًا، فأصبحت مقاليد السلطة الفعلية في يد الرئيس التركي.



وخرج الرئيس التركي من محاولة الانقلاب ليعلن أن كل ما حذر منه كان حقيقيًا وأنه الحارس الحقيقي للديمقراطية في تركيا.



وفي نفس الوقت بدأت حملة التطهير السياسي ضد كل معارضي الرئيس التركي سواء كانوا من المشاركين في الانقلاب أم لا، لأنها كانت فرصة لأردوغان ليتخلص من جميع خصومه دفعة واحدة.



وفي خلال أقل من عام واحد وتحت حالة الطوارئ، تم إجراء استفتاء التعديلات الدستورية بوصفه حماية للدولة وأمنها وحصل الرئيس التركي على صلاحيات غير مسبوقة، جعلته أشبه بالسلاطين العثمانيين منه إلى رؤساء الدول المنتخبين، حيث لا يمكن المساس به أو محاكمته طوال فترة حكمه.



وبهذا حصل أردوغان على هدفه بحكم مطلق في تركيا، كما كان يخطط منذ البداية.



وفي المقابل هناك الآلاف من المعتقلين تحت حالة الطوارئ ومن خسروا وظائفهم وأعمالهم في جميع قطاعات الدولة، تحت ادعاء انتمائهم لحركة "الخدمة" التي يتهمها النظام الأردوغاني بالوقوف وراء الانقلاب الذي استفاد منه هو أكثر من أي شخص.


?