شهدت مديرية التربية والتعليم بالجيزة، واقعة فساد جديدة، أبطالها قيادات كبرى بإحدى الإدارات التعليمية بالمحافظة، والذين جمعهم اجتماع مغلق لعقد بنود "الصفقة الحرام" لاستغلال "التلامذة" وأولياء الأمور في "تلميع" تاريخهم المهني، والحصول على مراكز متقدمة بين الإدارت التعليمية، في نتيجة الشهادة الابتدائية، من أجل تحقيق مكاسب شخصية، وحمدهم "بما لم يفعلوا"، وسط إهمال من قبل المخولين بالتفتيش والمتابعة على مديري الإدارات بمديرية التريبة والتلعيم بالجيزة.

 تقرير تلقته هيئة الرقابة الإدارية، ومديرية التربية والتعليم بالجيزة، حصل "دوت مصر" على نسخة منه، كشف النقاب عن الفساد الداخلي للإدارات التعليمية، حوى تفاصيل اجتماع مغلق، ما بين أحمد مبارك المحفوظي، مدير عام إدارة البدرشين التعليمية، و أحمد حمدي، رئيس الكنترول، متهما إياهم بالاتفاق على رفع نسبة ودرجات الطلاب للحصول على مراكز متقدمة في ترتيب الإدارات التعلميية في نتيجة الشهادة الابتدائية بالمخالفة للواقع والمستوى الحقيقي للعملية التعليمية بالبدرشين.

واتهم التقرير، مدير عام الإدارة، بوعد رئيس الكنترول بمكافأة مقابل رفع نسبة النجاح بالنتيجة، مؤكدا له أنه تم عقد اجتماع مع موجهي اللغة العربية، والاتفاق معهم على اتباع طريقة تمكنهم من تحقيق هدفهم دون الوقوع تحت طائلة القانون، من خلال تصحيح ورقة الامتحان وإعطاء الطلاب أقصى الدرجات الممكنة دون تصحيح موضوعات التعبير والإنشاء، وعقب الانتهاء من تصحيح الورقة ووضع الدرجات الخاصة بالأسئلة، وتقييمها خارجيا، يتم تقييم موضوع الإنشاء، وإعطاء الطلاب الدرجة النهائية عليه بنسب متفاوته من أجل إظهاره بمظهر المخلص والجاد في عمله وتحسين صورته أمام قياداته.

كما شمل التقرير تفاصيل إعلان مدير الإدارة لنسبة النجاح عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قبل أسبوع من مراجعتها واعتمادها وإعلانها من قبل المديرية واللواء محمد كمال الدالي، محافظ الجيزة، الأمر الذي تسبب في حالة من البلبلة لدى أولياء الأمور، وغضب قيادات المديرية، وهو ما تسبب في تعنيفه فقط من قبل محمد عبد الهادي القطب، وكيل الوزارة- بحسب التقرير- ووضعه في اتهام مباشر بأن هناك اتفاقا مسبقا بوصول النتيجة لنسبة تتجاوز الـ95% التي أعلنها مدير الإدارة على صفحته الشخصية على "فيس بوك".

الغريب في الأمر أن ترتيب إدارة البدرشين التعلمية كل عام بنتائج الشهادات كان يتذيل قائمة الإدارات، وحصلت الدارة العام الماضي على المركز الـ15 في الترتيب، وهو الأمر الذي يؤكد الشبهات التي تحوم حول حصولها على المركز الثاني بنسبة تجاوزت الـ97%، بينما لم يمر سوى بضعة أشهر على تولي "المحفوظي" الإدارة.

 وعلى الرغم من استياء وكيل الوزارة لإعلان "المحفوظي" النتيجة قبل اعتمادها، وما يترتب على ذلك من وجود شبهات فساد إلا أنه اعتمد النتيجة بحصول البدرشين على تلك النسبة دون مراجعة التصحيح أو إعادته مرة أخرى والتحقيق في الأمر، وهو الأمر الذي أكده مصدر مسؤول بديوان عام المديرية بأن هناك اتجاها للتعتيم على الأمر ومروره دون مشاكل تذكر، وهو ما يفسر تأخر المديرية في عرض التقرير الذي تلقته والتحقيق فيه.