التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 04:42 م , بتوقيت القاهرة

رئيس كوريا الجنوبية..لاجئ ويصطدم بأمريكا

بعد فوزه برئاسة كوريا الجنوبية، نسلط الضوء على "مون جاي إن"، الذي تولى الحكم خلف الرئيسة المعزولة دستوريًا، بارك جيون هيي، والذي اتضح أن ثمة مفارقة تاريخية تجمع الثنائي، وفي ظل أجواء متوترة في شبه الجزيرة الكورية، يبدو أن مون جاي قادرًا على تحقيق السلام بين الجارتين.
لاجئ من كوريا الشمالية
ولد مون جاي إن في 1953، وفي نفس السنة لجأ أبويه إلى كوريا الجنوبية هربًا من الحروب الدائرة في مدينة هامهونج التي تعد ثاني أكبر مدن الجارة الشمالية، وبحسب سيرته الذاتية، عمل أبوه ك"أجير بأحد المعسكرات، فيما اشتغلت أمه ببيع البيض.
درس مون بكلية الحقوق، واعتقل بسبب قيادته لمظاهرات ضد دستور الحاكم العسكري وقتها، بارك تشونج، وهو والد الرئيسة المعزولة دستوريًا، بارك جيون هيي.
تعاون مع بيونج يانج
في تصريحات سابقة لصحيفة "نيويورك تايمز"، أوضح مون جاي أنه يكره النظام الديكتاتوري للجارة الشمالية، لكنه شدد على ضرورة اعتبار الكوريين الشماليين جزءا من شبه الجزيرة الكورية، وبالتالي يجب احترام "كيم جونج أون" لأنه رئيس البلاد و"شريكنا في الحوار السياسي".
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن تعامل الليبراليين مع موقف كوريا الشمالية ليس جديدا، حيث حظيت سول بثلاثة رؤساء ذو فكر ليبرالي من عام 1998 حتى 2008، حاولوا فيها عقد اتفاقيات تعاون مع الجارة الشمالية تمهيدا لإلغاء الاتفاق النووي، إلا أن ذلك لم يحدث لأن كوريا الشمالية أجرت أول تجربة نووية لها في 2006، واستمرت في مساعيها حتى وصل إجمالي تجاربها النووية لأربع مرات، كما تطور سلاح الصواريخ بالبلاد وهو ما أثار مخاوف الولايات المتحدة والصين حتى أن مجلس الأمن أصدر بحقها عقوبات كثيرة.
وبرغم إشارة الخبراء أن التعاون مع كوريا الشمالية يشكل تهديدا خاصة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها إلا أن مون جاي يرى أن استراتيجية رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة لم تؤتي بثمارها: " ماذا فعلت الحكومة السابقة باستثناء إلقاء الشتائم على كوريا الشمالية؟ العقوبات المفروضة يجب أن تهدف لجلب الجارة على طاولة المفاوضات من جديد".
صدام أمريكي محتمل
لا تبدو خطط مون لإصلاح العلاقات مع كوريا الشمالية والصين تعجب الولايات المتحدة، فبرغم إشادة مون بمساعدات أمريكا الاقتصادية وتأييدها للعملية الديمقراطية في بلاده، ووصفه لنفسه بأنه "صديق أمريكا"، إلا أن سياساته في حالة فوزه بالرئاسة قد تحمل صداما مباشرا مع إدارة ترامب، فالزعيم الليبرالي يتحفظ على نشر قاعدة صواريخ "ثاد" وقال في تصريحات صحفية إنه برغم العلاقات القوية مع أمريكا، يجب القول "لا" في السياسات التي لا تدعم مصالح كوريا الجنوبية"، وأوضح مون:" لا أرى أي ضرورة لصواريخ ثاد، أعتقد أنهم يستخدمونها لأغراض انتخابية".