وجه بعض المتابعين انتقادات لبرنامج "السلطة الخامسة" الذي يقدمه الإعلامي يسري فودة على الفضائية الألمانية دويتشه فيله، والذي يبث مساء الأربعاء لمدة 50 دقيقة، بسبب التغطية التي وصفوها بـ"غير المهنية" في حلقته الأخيرة حول زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية.

عكف فودة على الهجوم المبطن على الزيارة ونتائجها من خلال الاقتصار على عرض رؤى وتحليلات الصحف الأمريكية المناهضة للرئيس دونالد ترامب، والتي قامت بحملة موجهة ضده من خلال التقليل من الزيارة رغم الحفاوة الإعلامية الكبيرة، وبالإضافة إلى ذلك، قام فودة باستضافة ميشيل دن، مدير برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارينجي بواشنطن، للتعليق على الزيارة، ومعلوم أن مؤسسة كارينجي من المؤسسات التي تعكف على الهجوم على مصر باستمرار.

حظيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، باهتمام بالغ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبارها زيارة تاريخية، أكد فيها الطرفان على قوة ومتانة العلاقات الثنائية، والاتحاد في مواجهة الإرهاب.

انتقد فودة عدم تطرق الحديث بين الرئيسين لملف حقوق الإنسان بشكل علني، وتغافل عما قاله الرئيس السيسي في حواره مع فوكس نيوز، والذي تحدث فيه بكل وضوح عن الملف الحقوقي، فحرص السيسي على توضيح موقف مصر عن أوضاع حقوق الإنسان خلال الحوار بالتأكيد على نقاشه حول حقوق الإنسان مع أعضاء الكونجرس الذين التقاهم، مضيفا:" أريد أن أقول إننا نحترم مواطنينا ونخاف عليهم، بقدر ما تحافظون على مواطنيكم، ونحن أيضا علينا حماية أكثر من 90 مليون مواطن مصري في منطقة غير مستقرة أبدًا، هناك أفكار متطرفة في مجتمعنا، وعلينا أن لا نضر مواطنينا ولكن علينا أيضا أن نحقق الأمن والاستقرار في البلاد".

وكان اعتماد فودة على بعض الصحف الأمريكية في الهجوم على الزيارة والتقليل من شأنها استدلالا خاطئا، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يحظى بعلاقة جيدة مع المؤسسات الإعلامية الكبرى في الولايات المتحدة وحتى بريطانيا الحليف الأقرب لأمريكا.

وحتى إن دراسة لمركز أبحاث الإعلام MRC ذكرت إن كبرى المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة تعاني "هوسا" بالرئيس الأمريكي وتتعمد نشر أخباره بطريقة سلبية، ففي الشهر الأول من رئاسة ترامب وجدت الدراسة إن كبرى الشبكات الإعلامية كمثال "ABC - CBS - NBC" خصصت 16 ساعة لأخبار ترامب وكانت 88% منها أخبار سلبية.

في كل زيارات القادة الأجانب للولايات المتحدة حتى الآن "تيريزا ماي- شينزو آبي بنيامين نتنياهو- جاستن ترودو" ركزت التغطية الإعلامية على إظهار مواقف سيئة كأن تبرز مصافحة ترامب الطويلة مع رئيس الوزراء الياباني، أو كيف تحدث بشكل غير دبلوماسي مع بنيامين نتنياهو عندما خاطبه باسم التدليل "بيبي" في مؤتمر صحفي أو حتى طريقته في طلب إيقاف سياسة الاستيطان لبعض الوقت، أو حتى كيف رفض السلام على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وبالتالي كانت تغطية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة على موعد مع بعض الانتقادات جاهزة مسبقا.

فبينما اتفقت غالبية وسائل الإعلام على أن ترامب والسيسي سوف يجدان توافقا في السياسات كانت التقارير مصحوبة بلهجة انتقادية تصور محاولة ترامب إصلاح العلاقات مع مصر بأنه تراجع عن سياسة الرئيس الأمريكي السابق أوباما.