كثير ما يعاني مجتمعنا من المفاهيم المغلوطة، حول المراهقة والجنس، وكثيراً ما نجد أن بعض العائلات يواجهون الحرج في مناقشة الأبناء و البنات حول مرحلة التحول التي تشهدها أفكارهم تزامناً مع متغيراتهم الجسدية على عكس المجتمعات الغربية التي تثقف أبنائها جنسياً في سن صغيرة حفاظاً على التأكد من صحة المعلومات المدخلة، و تربية الأجيال على مفاهيم ثابتة واضحة تبين حقية جسد الفتاة والشاب دون حرج وتثقيفهم حول حماية هذا الجسد وكيفية التعامل معة بالشكل الصحيح ، وفي بعض البلدان تكون بداية دروس "الثقافة الجنسية" في سن ما قبل المرحلة الإبتدائية.

متى أبدأ ؟

السؤال المحير دائماً هو متى نبدأ بتثقيف أبنائنا جنسياً؟ لكن الإجابة كانت عند معظم الدراسات هو في سن الحضانة ما بين الثالثة حتى الرابعة، وذلك بإخبارهم بشكل مبسط أن جسدهم له خصوصية وهناك أماكن لا يمكن أن يراها أو يلامسها أحد وتكون على هيئة مثلث عند الفتيات تكون قاعدة المثلث لاعلى لتشمل منطقة الأكتاف والثديين وقمة المثلث عند المنطقة التناسلية

أما عند الأولاد فتكون القاعدة لأسفل و قمة المثلث لأعلى.

تزامناً مع التوعية لا بد من بداية طرح الأسئلة على الطفل وهي الطريقة الأمثل المرشحة من قِبل المتخصصين النفسيين للأطفال في إستخراج ما يدور في عقل الصغير ومناقشته بشكل غير مباشر ثم إدخال المفاهيم الصحيحة وإيضاح بعض النقاط التي ثير الغموض في مخيلته.

أنا دخلت بطنك إزاي يا ماما ؟

تلجأ الكثير من الأمهات إلى إختلاق القصص لتفادي المواجهة تحت مسمى "البنت لسة صغيرة " فتكون الإجابات غير مقنعة مثل، ربنا حطك في بطني، رحت للدكتور إداني دوا، في حين أن تلك اللحظة المناسبة التي إستغلتها السيدة بعض السيدات لسرد ماذا يخبئ لها جسدها من مفآجئات.

بدأت السيدة م.أ بالجوء إلى المعلومات العلمية للخروج من دائرة التحرج وشرحت لإبنتها ما يحتوي عليه جسدها الصغير من أجهزة وكان أهمها شرح الجهاز التناسلي بشكل مبسط يتناسب مع سنوات إبنتها الستة،

و بدأت بسرد القصة بداية من البلوغ و كيف أن الفتاة في هذه المرحلة تكون أشبه بالفراشة التي تمر بطور الخروج من الشرنقة لتكون فراشة مكتملة ويبدأ ذلك مابين سن العاشرة إلى سن الثانية عشرة وذلك عندما تخرج البويضة من مبيضها كل شهر في رحلة مدتها بضعة أيام لتستقر في الرحم، ويتبع ذلك تغيرات جسدية للفتاة فىأخذ ثدياها بالنمو قليلاً كل عام، ويبدأ شكلها بالإختلاف قليلاً حتى يكتمل نموها فتكون مستعدة حينها لمرحلة أخرى تكون فيها أم.

إف ريحة عرق

من علامات أن الطفل بدأ مراحل البلوغ وتكون الأولى هي تغير رائحة العرق، وعندما سألنا دكتور الأطفال د. وائل لطفي عن هذه الظاهرة أجاب :أن هرمون الذكورة يؤثر على الغدد العرقية المسماة ب "apocrain” هي متواجدة في منطقة تحت الإبطين ومنطقة العانة، لذلك نلحظ أنه في مرحلة البلوغ المبكر تكون رآئحة العرق الكريهة هي أولى العلامات، ثم يأتي بعدها ظهور الشعر في منطقة تحت الإبطين والعانة، تزامناً مع بزوغ الثديين وحساسيتهما الشديدة حيث يصاحب نموهم الكثير من الألم، كما يصاحب هذه التغيرات الجسيدية الكثير من الإفرازات المهبلية التي لا تعد مقلقة بشكل عام إلا إذا تم إهمال النظافة الشخصية فتصاب الفتاة بالإلتهابات التي في بعض الأحيان قد تؤثر عى الأعضاء التناسلية الداخلية وتكون مرحلة الدورة الشهرية ونزولها هو نهاية لمرحلة البلوغ و ليس بدايتها. 

كما تصاحب مرحلة البلوغ وفترة الدورة الشهرية كثير من التوترات النفسية وذلك تبعاً للتغيرات الهورمونية في جسد الصغير التي تجعل منه تارة سعيد بلا سبب واضح وتارة متقلب كموج البحر، فهو نفسه يعجز عن فهم ما يمر به جسده الصغير.

النظافة الشخصية علم مهم

لا بد من تعليم الفتيات في ما قبل البلوغ أهمية النظافة الشخصية، بداية من التخلص من الشعر الزائد في المناطق الحساسة وتحت الإبطين، والمحافظة على إستخدام الملابس الداخلية القطنية مع تغييرها بشكل يومي أو أكثر، مع إستعمال غسول خاص للمنطقة الحساسة وتجنب إستعمال الصابون لأنه يقتل البكتريا النافعة والضارة على حد السواء.

لا بد من التوعية بإستحمام اليومي وشراء مزيل عرق خاص بها كهدية من الأم لتشجيع الفتاة وتحفيزها لأنها أصبحت الآن تملك ما يخصها وحدها .

متابعة الأم لا تشترط القلق والخوف قدر ما تلزمها الكثير من العناية و الحب.