التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 02:06 ص , بتوقيت القاهرة

كيف خدع الملك فاروق أشهر صحفي في مصر؟

عندما توفي الملك فؤاد الأول، عام 1936، كان الملك فاروق لم يصل إلى السن المناسب لتولي الحكم بعد والده، يفصله عن سن الرشد، الثامنة عشرة، نحو 10 أشهر، وفي تلك الفترة قررت الأسرة الملكية القيام برحلة إلى أوربا؛ تزيد من تجارب الملك الشاب ومعلوماته.


صاحب أسرة الملك، أمير الصحافة محمد التابعي، وهو الصحفي المصري الوحيد الذي رافق العائلة الملكية في رحلتها الطويلة لأوروبا عام 1937، وكان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية وقتئذ، لكنه لم يتوقع أن تأتيه خدعة من الملك الشاب، كادت أن تطيح بجريدته، لولا تدخل أحمد محمد حسنين، الرجل الذي كان له دورًا كبيرًا في النصف الأول من حكم الملك فاروق.


"أن يفوتك 100 سبق صحفي أفضل من أن تنشر خبرا كاذبًا" -  محمد التابعي


ذكر التابعي في مذكراته، من أسرار الساسة والسياسة، الذي صدر عام 1959، أن الملكة نازلي حاولت تعلم التزلج في المنطقة الجليدية، الموجودة في ساحة الفندق، في سويسرا، تحديدًا بلدية سانت موريتز، "وأمسك المدرب بذراع ملكة مصر.. وأحاط خصرها بيده.. وراح يعلمها كيف تنقل قدميها فوق الجليد"، ووفقًا لما رآه التابعي: "صاحبة الجلالة تتثنى وتتمايل، والمصورون يلتقطون لها الصور".
محمد التابعي
نشرت الصحف المصرية، صور لملكة مصر وهي تتزحلق على الجليد، وكانت النتيجة خروج مظاهرة من طلبة الأزهر الشريف، ينادون الأسرة الملكية بالحياء، وبادر رئيس مجلس الوصاية على العرش، الأمير محمد علي توفيق، بإرسال خطاب شديد اللهجة، للملكة نازلي، التي استشاطت غضبًا، وعانى مرافقوها من عصابيتها، ثم انعزلت في غرفتها لأيام، ولم تبتسم إلا بعدما عرفت أن الأمير محمد علي، أصيب بذبحة صدرية وفي حالة خطرة.
الملكة نازلي


في 26 مارس 1937، توجه الوفد الملكي إلى مدينة جنيف، وذات صباح لاحظ التابعي، أن الملك فاروق يلقي التحية عليهم وهو عابس الوجه، وبعد قليل قال لهم: "البقية في حياتكم.. الأمير محمد علي مات!".


فور سماع الخبر، تسلل محمد التابعي إلى إحدى الغرف، يكتب برقية إلى جريدة "المصري"، التي شارك في تأسيسها عام 1936، يصف فيها "كيف وقع الخبر الأليم على جلالة الملك، وماذا فعل وماذا قال، وكيف قدم الحضور عزائهم". واثناء انهماك التابعي في سرد تفاصيل التقرير، دخل عليه أحمد محمد حسنين، وعلى وجهه ابتسامة، وسأله: ماذا تفعل؟، فقال التابعي: "اكتب برقية لجريدة المصري بما حدث".


فقال حسنين باشا للتابعي: برقية إيه يا مدب، مولانا ضحك عليكم، النهارده أول إبريل".


لو لم يدخل حسنين على التابعي في لحظة التجلي الصحفية، كان سيرسل أمير الصحافة المصرية، انفرادًا كاذبًا مصدره ملك مصر شخصيًا.