كواليس 5 أغانٍ لنصر أكتوبر.. ولهذا السبب منع السادات إذاعة «عاش اللي قال»؟
وراء كل أغنية من أغاني نصر أكتوبر 1973 حكاية، طريفة، أو قصة مؤثرة، أو دلالة ذات مغزى، تستحق أن تروى.
منها مثلًا أغنية "عاش إللي قال"، التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي محمد حمزة، ولحنها المبدع بليغ حمدي، وشدا بها العندليب عبد الحليم حافظ.
عاش اللي قال
فبعد تسجيل الأغنية أُرسلتْ إلى الرئيس أنور السادات؛ لمراجعتها، وإبداء الملاحظات عليها، إلا أن السادات- حسبما ذكر الإعلامي الكبير الراحل وجدي الحكيم، في أحد حوارته الصحفية- أمر بمنع إذاعة الأغنية؛ لاعتراضه على وجود اسمه فيها، إذ كانت الكلمات الأصلية للأغنية تقول: "عاش اللى قال ـ الكلمة بحكمة فى الوقت المناسب" والكورال يردد: "عاش السادات".. وطلب الرئيس الراحل من القائمين على الأغنية إما حذف اسمه، أو ذكر أسماء الزعماء العرب الذين شاركوا فى العبور.. وبالفعل أعاد عبد الحليم تسجيل الأغنية من جديد دون أسماء.
عبرنا الهزيمة
أما أغنية "عبرنا الهزيمة" التى غنتها "شادية"، فقد كان لها قصة "طريفة" رواها الإعلامي وجدي الحكيم، قائلًا إنه بعد العبور بيومين، كتب توفيق الحكيم مقالًا في جريدة الأهرام بعنوان: "عبرنا الهزيمة"، فأخذ الشاعر عبد الرحيم منصور العنوان، وكتب أغنية تحمل عنوان ومضمون، ولحنها بليغ حمدى فى ساعتين، وسجلتها شادية بصوتها، وطلبوا إذاعتها فورًا، وفي اليوم التالي كان الناس يقرأون مقال توفيق الحكيم، ويسمعون أغنية «عبرنا الهزيمة» لشادية.
وخلال تسجيل الأغاني الخاصة بنصر أكتوبر، تعرضت الفنانة الراحلة "سعاد حسني" لموقف "محرج"، رواها "الحكيم" قائلًا: كانت لدينا تعليمات أن يكون تسجيل الإنتاج الغنائي في هذه الفترة بالقوة الضاربة للصوت، وطلبت سعاد من "بابا شارو"- رئيس الإذاعة آنذاك- تسجيل أغنية «دولا مين»- كلمات أحمد فؤاد نجم، وألحان كمال الطويل- فرفض، وحاول إقناعها بالتعليمات وأن هذه المرحلة لا تتناسب ونوعية أغانيها، لكن تحت إصرارها وافق، وسجلت الأغنية، وأصبحت من علامات أكتوبر.
أم البطل
وعندما استشهد ابن المطربة شريفة فاضل، في أول أيام العبور، فوجيء وجدي الحكيم- الذي كان يشغل منصب رئيس لجنة التراث باتحاد الإذاعة والتلفزيون- بحضورها إلى الإذاعة، وتصر على الغناء لابنها، ودخلت هي والشاعرة نبيلة قنديل أحد مكاتب وخرجا بأغنية "أم البطل"، وسجلتها شريفة بصوتها.
وخلال التسجيل وقفت شادية وفايزة أحمد ووردة إلى جوارها؛ لأنها تعرضت للإغماء أكثر من مرة.
وجدي الحكيم، روى أيضًا قصة أغنية "سمينا وعدينا"- التي كتبت كلماتها الشاعرة علية الجعار، ولحنها عبد العظيم محمد، وغنتها المطربة الراحلة شهرزاد- قائلًا: لم أنس ذلك اليوم. شهرزاد جاءت إلى مبنى الإذاعة، وكانت حالتها الصحية سيئة جدًا، لكنها أصرت على تسجيل الأغنية؛ احتفالًا بالعبور، ولم تغادر المبنى إلا بعد تسجيلها.