بدأت الدراسة وبدأت المعاناة اليومية مع الواجبات المدرسية، والمعاناة تشمل الطرفين الأب والام بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع طفلهم والتوتر الدائم لديهم والقلق من فشله في المدرسة، ومعاناة الابن أيضاً فهو يقضي يوم كامل في المدرسة، وقد يكلف بواجبات مدرسيه تأخذ كله وقته في المنزل فلا وقت للراحة..

صحيح هناك بعض المدارس الدولية بدأت تتجه إلى عدم اعطاء الطفل واجبات مدرسية والاكتفاء باليوم الدراسي، إلى أنه مازال الشائع هو اعطاء واجبات، لذلك مهم أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الموضوع حتى نخرج بأفضل نتيجة وحتى نتخلص من هذا الصراع الدائم  والذي قد ينعكس بالسلب على طفلك.

فترة تركيز طفلك

الشكوي الدائمة على لسان أغلب الأمهات "ابني مش مركز"، أو عشر دقائق ويبدأ يفصل، الحقيقة أن العيب ليس في الطفل، فلذلك تفسير علمي يوضحه الدكتور إيهاب طلعت أستاذ الطب السلوكي:

لكل  طفل فترة تركيز مختلفة، وهي الفترة التي يكون مخه بكامل تركيزه ونشاطه ويستطيع وقتها فهم واستقبال المعلومات والمذاكرة بشكل جيد.

 ولحساب فترة تركيز طفلك احسبي : عدد سنوات عمره+ 1،  مثلا لطفل عمره خمس سنوات (5+1=6).

وهذا يعني أن فترة تركيز طفلك هي 6 دقائق وبعدها يبدأ تركيزه يقل وتبدأ فترة ملل إلا إذا كان الموضوع ممتع جداً وشيق بالنسبة له. لذلك احرص على تقسيم وقت طفلك أثناء المذاكرة، لا تتركيه حتى يمل. 

وقد يكون لدى بعض الأطفال فترات في التركيز أقل من ذلك، لذلك يجب على الأباء قياس وحدة تركيز طفلهم، ويمكن ذلك من خلال استخدام  stopwatch، نبدأ في تشغليها مع بداية المذاكرة بشكل فعلي، أول ما يبدأ يطلب ( يشرب، يدخل الحمام، جعان) أو أي طلب أخر هنا انتهت فترة التركيز. كرر هذه الطريقة ثم احسب المتوسط، وبذلك تكون قد حددت فترة تركيز طفلك. وتكون هذه هي المدة المناسبة لأداء الواجبات والمذاكرة، وبعدها فترة راحة وهكذا.

هذه الطريقة قد تفسر لماذا اتبعت الولايات المتحدة أسلوب " العشر دقائق" لكل مرحلة في كل يوم، حسب ما نشرته مجلة التايم، بمعنى أنه يطلب من الطالب واجبات منزلية لمدة عشر دقائق فقط في الصف الاول وتزيد المدة كلما زاد عمر الطالب.

اقرأ أيضاً: مصروف الولاد امتى وليه؟

ازاي نطول فترة التركيز: 

ويقدم د.إيهاب عدة نصائح للتعامل مع الطفل أثناء المذاكرة وزيادة فترة تركيزه:

1 - اترك لطفلك تحديد طريقه جلوسه، ولا تجبره على وضع معين، طفلك يستطيع تحديد الوضع المريح بالنسبه له.

2- ابتكر واجعل المذاكرة ممتعة، وليست عبئا ثقيلا، حاول جذب انتباهه بتوصيل المعلومة بطريقة ممتعة، (العب في نبرة صوتك، ضيف أشكال مجسمة توضح المعلومة) مثلا اذا كان درس علوم عن فوائد الخضروات مثلاُ ضع أمام طفلك خضروات مختلفة.

اقرأ أيضاً: "لو ابنك بيسرح كتير".. 10 ألعاب لزيادة تركيزه

هل لو طفلك اتحرك معناه "انه مش مركز" ؟

3- إذا كان طفلك دائم اللعب بالقلم أو أي شيء بيديه في أثناء المذاكره، اتركه يفعل ما يحلو له، فقد تكون هذه طريقته في التركيز، ولتتأكد أن ذهنه حاضر اختبره كل فترة، وإذا جاوب. معنى هذا أن الأمر طبيعي.

اقرأ أيضاً: ابني يكره المدرس .. ما الحل؟

قبل المذاكرة مع طفلك تذكر:

- لكل طفل طريقة معينة في المذاكرة.

- تذكر أن ابنك هو في النهاية طفل، تعلم كيف تتعامل معه لتحقق الهدف بدون التأثير على حالته النفسية بشكل سلبي. وهو لا يقصد استفزازك.

- النسيان شيء طبيعي لكل انسان لكن بحدود، قد يحدث النسيان بسبب طريقة اعطاءه المعلومة أو بسبب حجم المعلومات الكبير في فترة قصيرة.

- فترة الراحة مهمة، لا مشكلة في السماح له أن يلعب بلعبة فيديو مثلاً، ثم يعود مرة أخرى للمذاكرة، هذا شيء صحي ويرجع للمذاكرة شيء صحي ويرفع انتباهه عكس ما يعتقد الكثيرون.

- قولي لطفلك أن أخطاءه شيء طبيعي وتساعده على التعلم بشكل أفضل وهذا يجعله يتخلي عن الخوف والتوتر عند حل الأسئلة أو الواجبات، ويزيد من ثقته في نفسه.

 وللتعامل مع مشكلة الواجبات المدرسية، إليك النصائح التي قدمها المعالج السلوكي والتربوي الأمريكي  جيمس ليمان، والذي نصح الأباء ب6 نصائح أساسية:

ادخل الصفحة التالية لتكملة الموضوع.

 وللتعامل مع مشكلة الواجبات المدرسية، إليك النصائح التي قدمها المعالج السلوكي والتربوي الأمريكي  جيمس ليمان، والذي نصح الأباء ب6 نصائح أساسية:

1- التواصل مع المدرسة أسبوعيا:

التواصل الدوري مع المعلمين قد يساعد في تحديد المشكلة، فقد تكون الواجبات المنزلية أكبر من قدرة طفلك على الإنجاز، فلكل طفل قدراته الخاصة،  فالمهم أن يحصل الطفل على واجبات يستطيع انجازها بشكل جيد في الوقت المتاح له، وتستطيع مناقشة ذلك في المدرسة.

يمكنك أيضاً أن تطلب من المدرسين تقرير أسبوعي بالوجبات المتأخرة مع نهاية كل أسبوع، ثم تطلب من طفلك انجازها قبل حصوله على راحة الويك أند، وحتى يستطيع فعل ما يحلو له من الألعاب أو الخروج. هذه الطريقة قد تحفزه على عدم تأخير واجباته اليومية حتى لا تتراكم لاخر الأسبوع.

2- المكافأت باستمرار:

إذا جاء تقرير المدرسة الاسبوعي بما يفيد بإنجاز كل واجباته المنزليه، اعطي لطفلك نجمة أو علامة، وعند تجميع عدد معين من العلامات يحصل على مكافأة، وليس من الضروري أن يكون شيء مكلف مادياً، بل قد يكون الذهاب للعب أو التمشية في الخارج، أو الخروج مع الأصدقاء.

وللتحفيز اكتب قائمة بالمكافأت مع طفلك، وعدد العلامات اللازمة للحصول على كل مكافأة,

3- حرمانهم من أشياء يحبونها:

تحدث مع طفلك أنه إذا لم يلتزم بعمل واجباته، لن يسمح له القيام بالأنشطة التي يحبها مثل الخروج مع أصدقائة أو الحديث على التليفون أو وجود كومبيوتر في غرفته الخاصة. لكن كن حازم والتزم بما تقوله. حتى تصبح لهذه الطريقة جدوي.

4- اختيار مكان مناسب لعمل الواجبات:

غرفتهم المغلقة مع جهاز الكومبيوتر، وجهاز التابلت أو الموبايل ليست المكان الامثل لانجاز الواجبات الدراسية، يمكنك ترك الباب مفتوحاً وتأكد أن جهاز الكومبيوتر مغلق، ولا يوجد حوله إي وسائل إلهاء حتى ينجز المطلوب منه، وبالطبع مع السماح بفترات راحة.

5- اطلب المساعدة:

اطلب المساعدة من متخصص، أو تناقش مع طفلك حول المشكلات التي تعيقه من أداء واجباته وضعوا حلولا لها. لكن لا تفعل الواجب بدلأ ن طفلك أبداً، فيجب أن يعلم أن هذه وجباته هو وليست مسئوليتك انت.

6- تقبل فشل طفلك وتعامل معه:

لا تقلق إذا فشل طفلك وحصل على علامة ضعيفة في الاختبارات، وتصرف بهدوء مع الموقف، مثلاُ إذا حصل على تقدير "ضعيف" قم بحرمانه من هاتفه الخاص حتي يرتفع تقديره إلي "جيد"، وكن حازم بشأن ما تقرره، لأن ترددك ورجعوك في العقاب الذي حددته يأتي بنتائج عكسية وستصبح هذه الطريقة بلا جدوي بعد ذلك.