التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:34 م , بتوقيت القاهرة

احذر.. التدخين يترك بصمة جينية على حمضك النووي لـ 30 عاما

 


كشفت دراسة نشرت يوم الثلاثاء، أن المدخنين لديهم "بصمة" تترك على جيناتهم نتيجة لإدمانهم التدخين، والتي من الممكن أن تستخدم في تحديد وتطوير العلاجات لبعض الأمراض التي يسببها التدخين مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.


وتوصلت الدراسة، التي نشرتها مجلة "الدورة الدموية: القلب والأوعية الدموية علم الوراثة"، يوم الثلاثاء، بعد تحليل أكثر من 16 ألف عينة دم لمدخنين حاليين وسابقين وغير مدخنين، إلى أن دخان التبغ يترك إرثا جينيا دائما على سطح الحمض النووي يدل على إدمان التدخين.


وظهرت بعض الاختلافات في نتائج تحاليل المشاركين في الدراسة، الذين أقلعوا عن التدخين منذ 30 عاما، وأوضحت الدراسة أن هذا الإرث الجيني يحدث في شكل تغييرات كيميائية على سطح الحمض النووي، والذي بدوره يتسبب في تغييرات جينية لوظائف جينات بعينها.


وكانت دراسة سابقة قد كشفت أن التدخين بإمكانه أن يحدث هذه التغييرات في أسطح الأحماض النووية، ويمكن لهذه التغييرات أن تستخدم في قياس نسبة خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السرطان. لكن الدراسة الجديدة حددت تنوع الجينات المصابة، وما هي الجينات التي تدخل في خطر إصابة الإنسان بمرض السرطان.


وقالت دكتورة ستيفاني لندن، نائب رئيس فرع علم الأوبئة بالمعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية:" لدينا عدد كبير من عينات الدم لتحليلها، ما مكننا من إيجاد المواقع في الجينوم التي عندها يقوم التدخين بإحداث تغيير في الحمض النووي".


وأخضع الباحثون في الدراسة أكثر من 15 ألف عينة دم للتحليل، مأخوذة من 16 مجموعة من ممن شاركوا في الدراسة ليتمكنوا من اكتشاف الفروق في تغير الجينات بين المدخنين وغير المدخنين، وبحثوا في أحماضهم النووية على المواقع التي علقت بها مجموعات "الميثيل".


وتوصل فريق الباحثين إلى أكثر من 2600 موقع مختلفين إحصائيا بين المدخنين والغير مدخنين، ما أدى إلى التوصل إلى أن التغييرات الجينية التي تحدث في بعض الجينات نتيجة التدخين تصيب حوالي 7000 جين، ما يعادل ثلث عدد الجينات البشرية، كما أوضحت لندن وجود عدد كبير من مجموعات الميثيل العالقة بالحمض النووي في عينات المدخنين.


وبالنسبة لمن أقلعوا عن التدخين لمدة خمسة أعوام، عادت معظم مواقع الميثيل في حمضهم النووي إلى مستويات تشبه تلك التي في الأحماض النووية لمن لم يدخنوا من قبل، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض التغيرات في أسطح الجينات استمرت حتى بعد 30 عاما من الامتناع عن التدخين.


ومن جانبها قالت دكتور روبي جوهانس من معهد بحوث الشيخوخة وباحثة مشاركة سابقا للدراسة:" توصلت دراستنا إلى دلائل أكيدة تشير إلى أن التدخين يسبب تأثير طويل الأمد على الآليات الجزيئية في أجسامنا، وهذا التأثير قد يستمر لأكثر من 30 سنة".


وأكملت:" ولكن هناك أخبار مشجعة وهي أن عند توقفك عن التدخين لخمسة أعوام، تعود أغلب معدلات الميثيل في حمضك النووي إلى مستوى غير المدخن، ما يعني أن جسدك يحاول شفاء نفسه بنفسه من التأثيرات الضارة لتدخين التبغ".