التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:46 م , بتوقيت القاهرة

أنا مش نكدية يا كابتن

?قال اللي تحسبه موسى يطلع فرعون، هذا أول ما تبادر إلى ذهني حين صادفني بوست شيره بسلامته، لم يكن المحتوى الجارح للستات هو أكثر ما لفت نظري، ولا إن مراته صاحبتي وست الكل يعني متتعيبش، وإنما ما لفت نظري أكثر، إنه شيرها من صفحة اسمها "البنت المصرية غفر ونكدية"، قلت إيه ؟ غفر.. و نكدية، ماشي.


سيبك -عزيزي القاريء- من إن الصفحة أساسا عليها 30 ألف مُتابع وهو رقم لا يعني شيئاً في عالم السوشيال ميديا، ولكنك تعلم أيضا أن السوشيال ميديا مش كل حاجة، وأن تسعة وثلاثين رجلا من أصل أربعين، يرى ويعتبر ويراهن بحياته على أن الست المصرية غفر ونكدية، ذلك طبعا فضلا عن كونها زنانة ومملة، كل ذلك وغيره ضمن قائمة طويلة تعرفها أنت جيداً وأعرفها أنا أيضا، وذلك المقال لن آدافع فيه عنّا أبدا، ولن أنفي فيه تلك التهم بل ولن أعترف بها تهماً أصلا، أنا فقط في هذا المقال سأسألك سؤال واحد.


ليه ؟ ها.. ليه ؟


دعنا نتفق مبدئيا على أن الأزمة الحقيقية في حياة كل بنت مصرية أنها في أغلب أوقاتها، إن لم يكن فيها كلها، ليست أكثر من رد فعل، ذلك سيئ جداً عموماً، ولكنه يشرح تلك الحالة، هي وإن كانت نكدية فبسببك لأن حضرتك موريها النجوم في عز الضهر وممشيها على عجين متلخبطهوش، أو أنها نكدية لأجلك، لأنهم علموها في صغرها أن أحد أهم وسائل جذب نظرك هو أن تخبرك أنها مخنوقة يا بيبي، ويا سلام لو أضافت إلى جملتها بعض دموع تكسبها روح الراحلة أمينة رزق، تدعو أنت الآن على من أقنعنا بذلك وندعو عليه نحن أيضا، لكن أهو ده اللي صار.


الفتاة المصرية نكدية لأنك غالبا عملتلها البحر طحينة، ورفعت لها سقف التوقعات فيمَ يخص علاقتكما إلى بعد السماء السابعة، ثم تمخض ذلك كله على ولا حاجة، ألا يستحق ذلك - ورحمة الغاليين عليك- نكداً أبديًا، وحزنا ليس له آخر؟


ثم ماذا عن الرجل النكدي ؟ ألم تصادف رجلاً تكشيرته تقطع الخميرة من البيت ؟ ألم تكتئب يومًا ثم صار اليوم أياماً؟ صديقتي مثلا كانت قد إرتبطت عاطفيا بشاب لطيف ظاهريًا، ولكنه كان إن أغضبته، يدخل حالة ما يعلم بيها إلا ربنا، ويخاصمها إلى حد القطيعة بالأيام، كانت تبكي له وتعاني نوبات انخفاض وارتفاع في ضغطها وهو على حاله البعيد، أليس ذلك نكداً ؟


الست المصرية قد تكون زنانة فعلاً، ولكنها إن لم تفعل، علقت أنت كل أخطائك في الحياة على جملة "مش كنتي تفكريني ؟"، الست المصرية زنانة ومحاصرتها لك تخنقك أحيانا، وتخنقني أنا أيضا والله، لكن هل تخيلت يوماً أن زنها ذلك قد اختفى، هل تصورت حياة دخلت فيها بيتك مهموما فلم تسألك المدام "مالك" خمسة وعشرين مرة، هل تذكرت وحدك شيئا طلبته منك من دون حاجة لأن تهاتفك كل شوية، بالطبع لا، إذن.. فين مشكلتك يعني ؟


الست المصرية قد تكون زنانة ولكن الأكيد أنها لا ترغب في ذلك، الأكيد أنها لا تفرح إن اتصلت على حضرتك خمسة وعشرين مرة لأنها تود دائما لو أنك أجبت من المرة الأولى، بل وتحلم لو أنك أنت الذي اتصل، هي لا ترغب في تذكيرك بدوا الكحة بتاع العيال، بل أن تذكيرك يجرحها أصلا، لأن المفروض أن تتذكر ذلك وحدك، لكنك لا تفعل.


قد تكون غفَر كما يحلو لك أن تقول بين أصدقائك، قد تكون كذلك فعلا من دون أن يكون ذلك تجنياً منك عليها، ولكن ذلك لأن رجلا مثلك أنجبها، ثم عاقبها على كل مرة تجمّلت فيها لأن الفار لعب في عبه، وظن أنها تفعل ذلك لتنال رضا أحدهم، ثم تزوجتها أنت وأقنعتها أنك تغار عليها من أبيها وأمها؛ لذا فلا داعي لأن تتجمل، واحدة واحدة تندم على هذا القرار طبعا، وتعاقبها هي!


سيدي العزيز، رجل ينعت زوجته بالقبيحة، هو رجل - والله- لم ينظر لصورته في المرآة يوما.


وأخيراً، أذكرك وأذكر نفسي، أن المرأة هي انعاكس زوجها، طبعا قرأت أنت هذه الجملة مليون مرة، بيشيروها مع صورة أنجلينا جولي وبراد بيت، وأقولها أنا لك هنا، لأعلمك بأنه إذا كانت الست المصرية غفر ونكدية، فالغفر والنكدي في الأصل هو أنت، أيوة إنتَ !