التوقيت الأربعاء، 25 ديسمبر 2024
التوقيت 08:10 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| الكاتبة لينا النابلسي: "الرجالة أكثر نكد من الستات"

من أم مصرية وأب فلسطيني أردني درست هندسة الديكور في لندن، وتخصصت في الكتابة الساخرة وأدب الاعترافات، تفتح مخزون ذكرياتها وحياتها للقراء في كتابتها، عندما تقرأ لها تشعر بأنك الصديق المقرب، لديها نظرة خاصة في الحياة والحب والارتباط، "دوت مصر" يحاور  الكاتبة لينا النابلسي.


متى بدأتي الكتابة؟


نشرت أول كتاب عام 2009، ولكني بدأت الكتابة قبل ذلك، ولم أعلم "هو أنا بكتب كويس ولا لأ"، وفي عام 2008 تم الإعلان عن مسابقة في جريدة الشرق الأوسط للكتاب الجدد، وأعضاء اللجنة أسماء كبيرة، منهم جمال الغيطاني وآخرين، فكان من الصعب أن يمر أحد مرور الكرام على هذه اللجنة.



وماذا بعد ذلك؟


أرسلت اليهم مقال على سبيل التجربة، ونسيت الأمر، وبعد مرور ثلاثة أشهر تم إعلامي بفوزي بالمركز الثالث، فقلت لنفسي "أكيد اللجنة دي بتفهم وشافوا حاجة موجوده فيا أنا مش شيفاها".


ما أعمالك؟


كتاب "ماما إكسبيرد" عام 2009 وهو ساخر، وفي عام 2012  كتاب "تحيا جمهورية قلبي" ويحتوي على أدب اعترافات، ومجموعة مقالات، وقصص قصيرة، فهذا الكتاب كنت أبحث به نفسي في أي نوع سوف أكتب فقررت أن أجرب "كوكتيل" في كتاب واحد، وأخيرا صدر لي كتاب كوكب شوكالاته.



ما مميزات "كوكب شوكالاته" عن "تحيا جمهورية قلبي"؟


هو أدب اعترافات أيضا ولكنه نوعا أعلى منه، وبشكل خاص لكم هذا هو آخر تجربة لي مع أدب الاعترفات.


عمر طاهر هو الأشهر في كتابة أدب الاعترفات، فهل خفتي من التجربة؟


من يعرفني شخصيا يعرف أن جزءا كبيرا من شخصيتي ساخر، فيكفيني أن أكون عمر طاهر رقم 2، ولكن مشكلة الأدب الساخر أن الكاتب لا يستطيع أن يخرج منه بسهولة.


لماذا؟


لأن القارئ لا يستطيع أن يقتنع بأن الكاتب الساخر يستطيع أن يقدم شيئا آخر غيره بسهولة، عكس من يكتبون القصص القصيرة ثم يقدمون الرواية، فالقارىء يعتبر هذا تطور طبيعي.



لماذا تستعيني في كتابتك بأبطال أفلام الأبيض والأسود؟


سأقول لكم اعتراف خاص، دائما ما كانت تقول لي أمي أنه كان يجب ولادتي عام 1920، لأني أرى أن كل شيء يحمل اللون الأبيض والأسود يحمل الزخم والرقي عما يحدث في هذه الأيام، والسبب أنه عندما تسمع أغنية أو فيلم قديم تشعر بحالة الشبع.


هل كثرة التجارب في الحياة تؤثر في ملامحنا؟


نعم، فنحن نتغير ولا نرجع كما كنا سابقا، والدليل على ذلك عندما تحدث مشكلة بين اثنين أصدقاء لا يعودوا كما كانوا سابقا، بالإضافة إلى أن كثرة التجارب تغير في ملامحنا وشكلنا وروحنا.


ولماذا تؤثر التجارب على الضحكة؟


لأننا شعوب تميل للشجن بطبعها، فعندما تكون التجارب مؤلمة فمن الطبيعي أن تؤثر في شكل الضحكة ،فعندما كنا صغار كانت سعادتنا أكبر لأن الهموم والتجارب كانت أقل في الحياة لذلك كانت تخرج الضحكة من القلب. ولكن حالياً نحن جيل مغلف بالشجن يميل للأغاني الحزينة وسريع البكاء.



في كتاب كوكب شوكالاته كتبتي "نحتاج إلى ابتسامات مجهولة من وقت إلى آخر" من أين نحصل عليها؟


المقولة الخالدة تقول "أحلى حاجة في الدنيا أنك تدور على حاجة عند حد تاني متعرفهوش"، زي أنك تفضفض مع شخص في وسيلة مواصلات  فعندما تنزل من الوسيلة لن ترى وجه مرة أخرى، كذلك الابتسامك المجهولة يجب الحصول عليها من مصدر غير معروف مثل شخص يسير في الشارع أو طفل يلعب في حديقة.


لماذا شبهتي الوحدة بالأخطبوط؟


لأن الوحدة التي تمسك في الشخص ولا تتركه مثل الأخطبوط، والوحدة  لا تترك الانسان حتى لو تم عمل لها زار، والحل هو أن تصاحب الوحدة.


ولماذا لا تتركنا الوحدة؟


لأن جيلنا لديه مشكلة في "الفضفضة"، فالشخص الذي نتحدث معه لا يسمع من أجل السمع فقط، ولكنه يسمع من أجل الإجابة وهو شخص جاهز بالرد وهذا الرد لا يصلح للاستخدام الأدامي.


هل الحب تكلمة للروح؟


نعم. نحن لا نقدر على العيش بدون حب ،فلا حياة بدون حب شخص أو حب للشيء وإذا لم يحدث ذلك سوف يكون هناك جلد للذات ويصبح الشخص "سودوي" غير قادر على التعامل مع الآخرين.



لماذا وصفتي الرجل بالزن والنكد وهى صفة أنثوية؟


هي صفة رجولية، فالإناء ينضح بما فيه، فهم طوال الوقت يشتكون من زن الستات، ولكن الحقيقة هم الزنانون وهذا بشهادة الجميع، فهم إذا أردوا شيئا يطلبونه بالزن، والنكد لدى الستات وقتي، ولكن لدى الرجل دائم، فهو ينظر لها بنصف عين مع أفكار توعد وتهديد تطارده وهو يجلس مكتئب أمامها، فإذا اكتئب الرجل تصبح ملامح وجهه أشبه بكوبري أكتوبر الساعة الثانية ظهرا.


لماذا حمل كتابك الأخير كتابات باللهجة الشامية؟


لكي أخبر القارىء عن هويتي الفلسطينية، فمن يحضر لي ندوة أو مناقشة يقول أنني مصرية وليست فلسطينية،وهذا سوف يفيدني في عملي الجديد.


ما عملك الجديد؟


بكتب حاليا رواية، انتهيت من كتابة نصفها، وتحمل اللهجتين العامية المصرية والشامية.