التسامح أحد قيم كرة القدم التي يتعلمها كل من تلمس أقدامه تلك القطعة المستديرة من الجلد، لكن رود فان نيستلروي لا يعرف التسامح، حين يتعلق الأمر بكرامته.

هو أحد المهاجمين العظماء في تاريخ كرة القدم، إن كان مع مانشستر يونايتد أو مع ريال مدريد ومنتخب بلاده هولندا، ولعل أغلب العظماء لهم من التصرفات، ما يفشل العالم في تفسيره.

في أحد المرات كان فان نيستلروي يلعب مع مانشستر يونايتد أمام آرسنال، وكان لذلك اللقاء في تلك الفترة مكانة مباريات برشلونة وريال مدريد هذا الزمان من الجانب الإعلامي.

المباراة كانت مقامة في معقل مانشستر يونايتد "أولد ترافورد"، وفي بداية اللقاء ينجح فان نيستلروي في استفزاز نجم الآرسنال باتريك فييرا حتى يشهر حكم المباراة بطاقته الحمراء في وجه اللاعب الفرنسي.

مرت الأمور واستأنف اللعب، حتى قبل اللقاء بثوان قليلة، حين احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لصالح مانشستر يونايتد، وعلى نيستلروي تنفيذها بنفسه.

وهنا المفاجأة، فان نيستلروي أضاع ركلة الجزاء وأعلن الحكم نهاية اللقاء، المفاجأة ليست هنا، ولكن في ردة فعل لاعبو آرسنال على اللعبة، حيث تدافعوه وكأنه وقع أثيرا في أيديهم أثناء الحرب.

فان نيستلروي لم يرد في حينها، لكن رده كان سريعا.

في الموسم التالي وعلى أرض نفس الملعب بين الفريقين، يحتسب الحكم ركلة جزاء أخرى لمانشستر يونايتد، وهنا لم يأبى الفان تنفيذ الركلة بل رحب بذلك، وعندما أودعها المرمى، ركض واحتفل، وكأنه يسجل لأول مرة.

مرة أخرى فان نيستلروي يضع نفسه في موقف تحدي.

خلال مباراة تبدو سهلة بين المنتخب الهولندي ونظيره الأندوري في تصفيات كأس العالم 2006، يكسب فان نيستلروي عداوة مراقبه من مدافعي أندورا كعادته، وفي الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، نجح في الحصول على ركلة جزاء ونفذها بنفسه.

مرة أخرى، يضيع فان نيستلروي ركلة الجزاء التي لم تكن مهمة في سير اللقاء إذ أنهم متقدمين بثلاثة أهداف دون مقابل، لكن مدافع أندورا ركض نحو فان نيستلروي واحتفل بضياع ركلة الجزاء أمامه، ظنا منه أن الحق قد انتصر لأن الركلة ليست صحيحة.

رد فان نيستلروي كان أسرع من الواقعة السابقة، فلم يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة حين نجح في احراز الهدف الرابع لهولندا، وأمام أعين مدافع أندورا، وجد فان نيستلروي أن ذلك هو المكان المناسب للاحتفال ورد الاعتبار.

في هذا الفيديو مهاجما مجهولا يبدو أنه يسير على درب فان نيستلروي، فعندما حاول حارس المرمى استفزازه بتلك الطريقة أثناء تنفيذ ركلة الجزاء، سجلها في المرمى ثم احتفل أمامه كما يجب أن ينبغي.