التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 02:38 م , بتوقيت القاهرة

أبو الفتوح والإخوان.. ما الذي تغير؟

هل نحتاج إلى دليل على خسة ونذالة وقذارة ووساخة وإرهاب تنظيم الإخواني الإرهابي؟


لا أظن ذلك.. فكل الشواهد والوقائع تؤكد- بما لا يدع مجالًا للشك- أن جماعة الإخوان الإرهابية أقذر مما يتصور البعض، ليس مع المختلفين معها فقط، بل مع أعضائها والمنشقين عنها أيضًا.


إذا كنت أحد أفراد التنظيم الإرهابي، أو من «المتعاطفين معه»، أو «الموالين له» فسوف ينالك نصيب من الإشادة من جانبهم.. وإذا كنت من الذين يتبنون منهجهم، أو حتى آراءهم، ويروجون لها عبر وسائل الإعلام، أو عبر السوشيال ميديا، فسوف يصيبك الثناء والإطراء من جانبهم.


أما إذا اختلفت مع أفكار الإرهابي الأعظم «حسن البنا»- مؤسس الجماعة- فلن تسلم من قتل وهجوم وحماقات وبذاءات وسفالات هذا التنظيم، حتى وإن كنت أحد أفراده وقياداته السابقين.


إن «الإخوان» يرفعونك إلى عنان السماء، حين تكون معهم، ويخسفون بك سابع أرض، إن اختلفت معهم. فعلوا ذلك مع عدد من الصحفيين والإعلاميين أمثال إبراهيم عيسى، ومجدي الجلاد، ووائل الإبراشي، وغيرهم من الذين روجوا لـ«بكائيات التنظيم»، و«مظلومية الجماعة» عندما كانت «محظورة» أيام مبارك، ثم هاجموا نفس الأشخاص عندما نشروا «غسيلهم القذر»، و«إرهابهم الأسود»، بعد 25 يناير 2011، وحتى الآن.


نفس السيناريو تكرر مع المنشقين عنهم، أمثال ثروت الخرباوي، وعبد الستار المليجي، ومختار نوح، وأبو العلا ماضي، وإبراهيم الزعفراني، أحد قيادات الجماعة في الإسكندرية، وعضو مجلس الشورى بها، والذي استقال بسبب فصل العمل الدعوي عن السياسة. والدكتور محمد حبيب، نائب المرشد مهدي عاكف، والذي استقال بسبب «تزوير الانتخابات» التي فاز فيها المرشد محمد بديع. وكمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم الإخوان فى أوروبا، والذي قدم استقالته على الهواء؛ احتجاجًا على دفع الجماعة بـ«خيرت الشاطر» في الانتخابات الرئاسية 2012، قبل الدفع بمحمد مرسي.


وكذلك هجومهم الأخير على القيادي المفصول من الجماعة «عبد المنعم أبو الفتوح»- رئيس حزب مصر القوية، قبل أن يعاودوا «المتاجرة به» عقب القبض عليه أمس؛ تنفيذًا لقرار النيابة، على ذمة قضية خاصة بالاتصال بالإخوان. فللتنظيم الإرهابي «تاريخ قذر» في تصفية وإرهاب المنشقين عنه، والمختلفين معه «جسديًا ومعنويًا»!


أيضًا، انقلبوا على كل الأحزاب والتيارات والقوى السياسية التي تحالفت معهم، بسبب اعتراضهم على انتهازية الإخوان.


ولعلنا نتذكر ما فعله الإخوان مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، عندما قال عنه المرشد المسجون محمد بديع: «مبارك أب لكل المصريين»، ثم بعد 25 يناير انهالوا عليه تجريحًا وتقطيعًا.


وفي نفس السياق، نتذكر احتفاء الإخوان بوزير الدفاع الأسبق محمد حسنين طنطاوي، وهتافهم في ميدان التحرير «يا مشير أنت الأمير»، قبل أن يقيله الرئيس المعزول محمد مرسي.


وعندما عيَّن مرسي اللواء عبد الفتاح السيسي، وزيرًا للدفاع، خلفًا لطنطاوي، احتفى به الإخوان، ووصفوه بأنه «وزير دفاع بطعم الثورة»، وأنه «حافظ لكتاب الله»، وأن «زوجته محجبة».. لكن عندما انحاز السيسي والقوات المسلحة إلى الإرادة الشعبية في 30 يونيو 2013، وألقى بيان «عزل مرسي» في 3 يوليو، انقلبت الآية، وأصبح الإخوان الذين كانوا يشيدون به بالأمس يهاجمونه حتى الآن.


ما الهدف من كل هذا السرد؟


باختصار.. لا تثق في الإخوان الذين يدعون أنهم «وكلاء الله على الأرض»، فلا أحد يصدق كذابًا «no body believes a liar». وإن قال لك أي إخواني «هي لله هي لله مش للمنصب ولا الجاه»، قل له خسئت، بل هي لـ«المنصب والجاه، وليست لله»!