بعد استضافته على "الجزيرة".. هل تقدم قطر "أبو الفتوح" بديلا للإخوان؟
تزامنا مع الذكرى السابعة لتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، حرصت قناة "الجزيرة" القطرية على استضافة القيادي الإخواني البارز عبد المنعم أبو الفتوح، حيث اتسمت تصريحات السياسي المصري بالتضارب، في الوقت الذي حاول أن يظهر فيه بصورة الشخص المعتدل، وهو الأمر الذي أثار قدرا كبيرا من الجدل بين المتابعين.
أبو الفتوح يعد أكثر قيادات جماعة الإخوان الإرهابية المثيرة للجدل خلال السنوات الماضية، خاصة منذ انشقاقه عن التنظيم في 2011، بعد عدة شهور من اندلاع أحداث يناير، وقيامه بتأسيس حزب سياسي باسم "مصر القوية"، حيث حاول بصورة كبيرة إلى اضفاء صبغة مدنية على حزبه، وكذلك قرر خوض انتخابات الرئاسة في 2012 أمام مرشح الإخوان آنذاك محمد مرسي.
حديث متعارض
وعلى الرغم من خروج أبو الفتوح من تنظيم الإخوان، إلا أنه لم ينفصل عن أفكارها، وهو الأمر الذي يبدو واضحا في تصريحات عديدة للقيادي الإخواني، لعل آخرها ما ذكره في لقاءه التلفزيوني مع "الجزيرة"، والتي تتشابه إلى حد كبير مع تلك الإدعاءات التي تتبناها جماعة الإخوان وقياداتها، سواء تجاه مصر أو حتى ما يتعلق بالقضايا الدولية الأخرى، وعلى رأسها أزمة قطر.
حديث أبو الفتوح بدا متعارضا عند حديثه ثورة 30 يونيو، ففي الوقت الذي أعرب فيه عن شعوره بالفخر لمشاركته في تلك الثورة التي شارك فيها ملايين المصريين، عاد من جديد ليردد إدعاءات الإخوان حول ما يسمى بـ"الانقلاب العسكري" في 3 يوليو.
المنطقة الرمادية
من جانبه، يقول الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية مصطفى أمين عامر أن انفصال أبو الفتوح عن الجماعة كان نتيجة لأزمة الصراع التي شهدتها لسنوات طويلة، خاصة وأنه يحظى بشخصية قيادية، جعلته لا يلتزم بالكثير من مباديء الانصياع، والمعروفه باسم "مبدأ السمع والطاعة"، موضحا أن وضع أبو الفتوح في مكتب الإرشاد كانت محاولة لاحتوائه، إلا أنها فشلت مما أدى حدوث صدع كبير بين أبو الفتوح وجناح "الصقور" داخل الجماعة.
وأضاف عامر، في تصريح لـ"دوت خليج"، أنه بالرغم من انفصال أبو الفتوح عن الجماعة في عام 2011، إلا أنه في الواقع لم ينفصل عن أفكارها، ولذلك فهو يحاول دائما أن يضع نفسه في المنطقة الرمادية الوسط، بحكم علاقاته الواسعة داخل جماعة الإخوان الإرهابية، وبالتالي فيمكنه القيام بدور لخدمة الجماعة في المستقبل.
فكرة التعايش
إلا أن ظهور أبو الفتوح في قناة الجزيرة في التوقيت الحالي، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تشهدها سيناء، لتطهيرها من البؤر الإرهابية، وكذلك مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، ربما يفتح الباب أمام تساؤلات أمام أهداف القناة القطرية، وطبيعة الرسائل التي تسعى إلى تقديمها من خلال هذا الحوار.
يقول عامر أن أبو الفتوح هو أحد الوجوه الراغبة في العودة للعمل السياسي، بينما يحظى بتأييد قطاع كبير داخل الجماعة، خاصة من جيل الشباب الذي يرى أن القيادات الأخرى تتحمل مسئولية سقوط نظام الإخوان، وبالتالي فهو يحاول أن يقدم نفسه في صورة الشخص الذي يقبل بالتعايش مع النظام الحالي في المرحلة الراهنة.
إقرأ أيضا