الشوارع يخيم عليها صمت مُعتاد، الطقس شديد البرودة، والسكان غارقون في النوم، فعقارب الساعة قد دقت الواحدة والنصف صباحًا وخلال دقائق، أصوات أسلاك تشتعل، والكهرباء تنقطع، فيتحول الشارع الخالي تمامًا من سكانه إلى كر وفر وكأنك "في عز الظهر".

المشهد السابق لم يكن فيلمًا سينمائيًا يعرض عبر شاشات التلفاز، أو عمل درامي لنجم شهير، لكنه واقع ملموس عاشه العشرات من أهالي مدينة سرس الليان- محافظة المنوفية في الساعات الأولى من صباح أول أمس، بعد حدوث ماس كهربائي نتيجة ارتفاع الضغط العالي للكهرباء، ما جعل حياة السكان "على كف عفريت".

"دوت مصر" استمع إلى معاناة الأهالي هناك، ليفاجأ بأن الكارثة متكررة، وأودت أيضًا بحياة شخص وألحقت الضرر بآخرين.

وفاة طالب ابتدائي

"دى مش أول مرة، كل فترة المشهد يحصل بنفس السيناريو ويحصل كوارث"، كلمات بدأ بها سعد عبد العليم، حديثه معنا، واصفًا المشهد بالمتكرر والذي يعاني منه أهالي المدينة منذ وقت لآخر، قائلًا: "تسببت أسلاك الكهرباء المتهالكة في وفاة طالب ابتدائي، بعد سقوط سلك الكهرباء على أحد الأبنية، ما أحدث ماسا كهربائيا وعقب ذهاب الطفل إلى مدرسته في الصباح لم يلتفت لهذا السلك، ما أودى بحياته بدون ذنب".

وناشد "عبد العليم" مسؤولي الكهرباء بالمدينة للتدخل سريعًا لعدم تكرار نفس المأساة مرة أخرى، خاصة أن الأسلاك تعاني من تهالك واضح منذ عدة سنوات مذت.

حريق كبير

الكارثة الكبرى أن هذه المأساة لم تكن الوحيدة التي شهدتها المدينة نتيجة أسلاك الكهرباء المتهالكة، فمنذ 3 أشهر تسبب ماس كهرباء في حريق منزل بالكامل وتفحم محتوياته، حسب محمود السيد، أحد سكان المدينة، مضيفًا: "حدثت نفس المشكلة بمنزل أحد السكان في أخر الشارع والماس الكهربائي طال مسورة الغاز الطبيعي، ما أدى إلى اشتعال المنزل وتفحم محتويات المنزل بالكامل".

وتابع: "الجيران نزلت السكان بالسلالم الحديد من الدور الثاني لأن النار اشتعلت بالبيت فالسكان مقدروش ينزلوا والنار كانت هتموت كل اللي في البيت لولا تدخل الجيران".

تلف الأجهزة الكهربائية

وعلى نفس الخطى في إهمال مسؤولي الكهرباء هناك، أكدت هدى محمد، إحدى ساكنات المدينة، أن المنطقة التي تقطن بها تشهد ارتفاعا متكررا في ضغط الكهرباء ليصل إلى 300 درجة ما يزيد عن معدله الطبيعي، وتسبب هذا الارتفاع في تلف الأجهزة الكهربائية، على رأسها الثلاجة بما تحتويها، وفلتر المياه، وغيره، لافتة إلى أن خسائر منزلها تخطى الـ10 آلاف جنيه في يوم واحد.

واستطردت: "تقدمنا بالعديد من الشكاوى للجهات المفترض مسؤوليتها عن الكهرباء، إلا أن أذان المسؤولين بقيت من طين وأخرى من عجين، ولا نعلم إلى متى ستستمر هذه المهزلة.

الأمطار السبب

وبمواجهة شركة الكهرباء بالمدينة، أكد مصدر مسؤول بالشركة، أن الأسلاك الكهربائية تعرضت للتلف نتيجة الأمطار وفصل الشتاء الذي تشهده البلاد، مشيرًا إلى أن الشركة تقوم في الوقت الحالي بصيانة الأسلاك التالفة وتغير غير الصالح منها حرصًا على سلامة المواطنين.

وأوضح المصدر أن الفترة المقبلة ستشهد تحسنا في الخدمة المقدمة للسكان، لأن الشركة تكثف جهودها حاليا للقضاء على كافة المعوقات التي تواجه السكان.

اقرأ أيضًا..

أمشير أبو الزعابيب.. "الباب اللي بيجيلك منه الريح"

التشهير مقابل السجن.. تعرف على أغرب الأحكام القضائية دون تقييد الحرية